يا أَيُّها القَلبُ المُطيعُ الهَوى
189
يا أَيُّها القَلبُ المُطيعُ الهَوى
أَنّي اِعتَراكَ الطَرَبُ النازِحُ
تَذكُرُ جُملاً فَإِذا ما نَأَت
طارَ شَعاعاً قَلبُكَ الطامِحُ
هَلّا تَناهَيتَ وَكُنتَ اِمرِءاً
يَزجُركَ المُرشِدُ وَالناصِحُ
مالَكَ لا تَترُكُ جَهلَ الصِبا
وَقَد عَلاكَ الشَمَطُ الواضِحُ
فَصارَ مَن يَنهاكَ عَن حُبِّها
لَم تَرَ إِلّا أَنَّهُ كاشِحُ
يا جُملُ ما حُبّي لَكُم زائِلٌ
عَنّى وَلا عَن كَبِدي نازِحُ
حُمِّلتُ وُدّاً لَكُمُ خالِصاً
جَدّاً إِذا ما هَزَلَ المازِحُ
ثُمَّ لَقَد طالَ طِلابيكُمُ
أَسعى وَخَيرُ العَمَلِ الناجِحُ
إِنّي تَوَسَّمتُ اِمرَءاً ماجِداً
يَصدُقُ في مِدحَتِهِ المادِحُ
ذُؤابَةُ العَنبَرِ فَاِختَرتُهُ
وَالمَرءُ قَد يُنعِشُهُ الصالِحُ
أَبلَجُ بُهلولٌ وَظَنّي بِهِ
إِنَّ ثَنائي عِندَهُ رابِحُ
سُلَيمُ ما أَنتَ بِنَكسٍ وَلا
ذَمُّكَ لي غادٍ وَلا رائِحُ
أُعطيتَ وُدّي وَثَنائي مَعاً
وَخَلَّةً ميزانُها راجِحُ
أَرعاكَ بِالغَيبِ وَأَهوى لَكَ ال
رُشدَ وَجَيبي فَاِعلَمَن ناصِحُ
إِنّي لِمَن سالَمتَ سِلمٌ وَمَن
عادَيتَ أُمسي وَلَهُ ناطِحُ
في الرَأسِ مِنهُ وَعَلى أَنفِهِ
مِن نَقَماتي ميسَمٌ لائِحُ
نِعمَ فَتى الحَيِّ إِذا لَيلَةٌ
لِم يورِ فيها زَندَهُ القادِحُ
وَراحَ بِالشَولِ إِلى أَهلِها
مُغبَرَّةً أَذقانُها كالِحُ
وَهَبَّتِ الريحُ شَآمِيَّةً
فَاِنجَحَرَ القابِسُ وَالنابِحُ
قَد عَلِمَ الحَيُّ إِذا أَمحَلوا
أَنَّكَ رَفّادٌ لَهُم مانِحُ
في اللَيلَةِ القالي قِراها الَّتي
لا غابِقٌ فيها وَلا صابِحُ
فَالضَيفُ مَعروفٌ لَهُ حَقُّهُ
لَهُ عَلى أَبوابِكُم فاتِحُ
وَالخَيلُ قَد تَعلَمُ يَومَ الوَغى
أَنَّكَ مِن جَمرَتِها ناضِحُ