خـلِّهــا إنّهـا تـريــد الغمـيـمـا

148

خـلِّهــا إنّهـا تـريــد الغمـيـمـا

طـالمـا أنجـد الصّحـيـحُ سقـيـمـا

ليس ترعـى حتّـى تقـيـمَ بواد ال

حـبّ إلّا وجـيــفَهــا والرَّسـيــمــا

ليـسَ إلّا نـجــران إنّـا نرى من

نـا قـلوبــاً بآلِ نجـرانَ هِيـمـا

جنِّبـوهـا التّعـريـسَ حتّـى تروهـا

نــازلاتٍ بــحــضــرمــوتٍ جُـثــومــا

يا ديارَ الأحبابِ لا أبصرَتْكِ ال

عـيــنُ من بعـد أن حللت رسومـا

إنّ عـيــشـاً لنا خلسـنـاه من أَيْ

دِي الرَّزايـا لديك كان نعـيـمـا

أَيـنَ ظـبــيٌ عـهــدتُه فـي نواحـي

كِ دَخـولاً حَـبَّ القـلوب هَـجــومــا

أقـصــدتـنـي عيـنـاه يوم تلاقـي

نـا بفـسـحِ الحِمـى وراح سليـمـا

وَاِلتَقـطـنـا من لفظه الدُّرَّ نثراً

وَرَأيـنــاه بـاِبــتــســامٍ نظـيـمـا

وَاِعتَـنـقـنـا فكـنـتُ سقـماً هضيماً

ذا نـحــولٍ وكان حُسـنـاً هضـيـمـا

كَـيــفَ أبـغـي نَصْـفـاً وقلبِـيَ ولّى

طــائعـــاً للهـوى عـليَّ غَـشــومــا

وإذا قــلتُ قــد سـلوتُ وخـلّي ال

حـبّ عـنّــي لقـيــتُ منـه عظـيـمـا

وشــكـــوتُ الهـوى ومـا صـنــع ال

حـبُّ بـقـلبـي فمـا وجدتُ رحيـمـا

ليـس يـجــدي ودمعُ عيـنـي نَمـومٌ

بالهـوى أنْ ترى اللّسانَ كَتـوما

ولقـد قـلتُ والجَـوى يُخـرس النُّطْ

قَ ذُهـــولاً وحَـــيْــــرَةً ووُجــومـــا

كـيــف أمـســيــتَ راحـلاً بفـؤادي

عـن بـلادي ولم أرِمْهـا مقـيـمـا

لستَ يا أيّها العَذولُ عن الحب

ب كَـليــمــاً مـنــه وتَـبَّ كـليـمـا

لا تـلمــنـي فكـلُّ مَن حَمَـلَ الأشْ

جـانَ يـرضــى بـأن يكـون مَلومـا

أيُّ شـيــءٍ مـنّــي على راقدِ الطَّرْ

فِ خَـلِيٍّ إنْ بـتُّ أَرعـى النُّجـومــا

وَإِذا كـنــتُ بالهـوى ذا اِعوجـاجٍ

فـاِهـنَ دوني بأن تكـون قويـمـا

لا تزدنـي بذا الزّمان اِختباراً

فـلقــد كـنــتُ بـالزّمـانِ عليـمـا

أين أهلُ الصّفـاءِ كنّـا جمـيـعـاً

ثـمّ ولَّوْا إلفَ الرّيـاح هـشــيـمـا

رُمـتُهــم بعـد أن توفّـاهُـمُ الموْ

تُ فـمــا أن أصـبــتُ إلّا رمـيـمـا

مَـن عذيـري مِنَ الزّمان أخي عَوْ

جـاءَ أَعـيـا عليَّ أنْ يسـتـقـيـمـا

لَيسَ يُعـطِـي البقـاءَ إلّا لِمَن يس

لُبـنــه ذلك البـقــاء حـمــيــمــا

كم أراني قصـراً مشـيداً فما لب

بــثَ حــتّـــى رأيــتُه مــهـــدومــا

وغـنــيّــاً مـا زال صَرْفُ اللّيالي

يـعــتــريــه حـتّـى ثنـاه عديـمـا

وسُـعــوداً جـرّتْ إليـنــا نـحـوسـاً

وسـروراً جـنــى عـليــنـا همـومـا

نَحـنُ قومٌ إذا دُعي النّاس للفخ

رِ إفـالاً نُـدعــى إليـه قُـرومــا

وَإِذا ما ثَوَوْا لدى العزّ في الأطْ

رافِ كنّـا عنـد الصّمـيـم صمـيـما

ومــتـــى عــدّدوا مــحـــلَّةَ فــخــرٍ

لم تـكــنْ تـلك زَمْزَمـاً وحطـيـمـا

من أُناسٍ كانوا كما اِقترح المج

دُ جُـنــوحـاً عنـد الحِفـاظِ لزوما

لم يـحـلّوا دارَ الهَوانِ وكانـوا

في المعـالي فوق النّجوم نجوما

فــهُـــمُ للزّمــانِ أوضــاحُهُ الغُـر

رُ ولولاهُـــمُ لكـــان بَهـــيـــمـــا

وإذا اِسـتُــلّتِ الجـيــادُ وأبْـكَــيْ

ن جـلوداً أَو اِعـتَــصــرن حمـيـمـا

ورأيـتَ الرّمـاحَ يجـعـلن يوم ال

قرِّ بالطّـعـنِ في النّحـورِ جحيما

لبـســوا البِيـض والرّماحَ دروعاً

لَم يَصـونـوا إلّا بهـنّ الجسـومـا

كـلّ مُـســتــبـسـلٍ تَراه لدى الحر

ب سـفــيــهــاً وفي النَّديِّ حليـمـا

لا يـحــبّ الحـيــاةَ إلّا لأنْ يُـغ

ني فقـيـراً أو أنْ يصـون حريـما

وتــراه مــكـــلَّمـــاً وصـفــيــحُ ال

هـنــد يـزداد بـالضِّراب ثُـلومــا

قـد حـفـظـنـا ما كان جِدَّ مضـاعٍ

ودعـمــنــا ما لم يكـنْ مدعـومـا

وَبِنـا اِستـنـتـج الرّجاءُ وقد كا

ن رجـاءُ الرّجـال قـبــلُ عقـيـمـا

وإذا هــبّـــت الخــطـــوبُ ولم تـك

فِ كَفَـيْـنـا العظـيـم ثمّ العظيما

سـلْ بـنــا أيُّنـا وقـد وُزِن الأمْ

جـادُ أسنـى مجـداً وأكرمُ خِيـمـا

وإذا شــانـــتِ القــروفُ أديــمــاً

مـن أُنـاسٍ مـن ذا أصـحُّ أديـمــا

ولنـا عـزمــةٌ بهـا نمـطـر المظ

لومَ عــدلاً ونــرزق المـحــرومــا

والفتـى من إذا يهـبّ على العا

فـي سَـمــومـاً قومٌ يهـبّ نسـيـمـا

كـم أُداري وقـلّمــا نـفــع التّـعْ

ليـلُ هَـمّـاً لا يبـرح الحَيْـزومـا

لم أجـدْ مـســعـداً عليـه ومن ذا

مسـعدٌ في الورى الحُسامَ الخَذوما

وإذا مـا دعوتُ قومـاً إلى الهب

بَــةِ فــيــه لم أدعُ إلّا نَـؤومــا

ولَخَـيْــرٌ مِـن أنْ تـعــيــش غـبـيّـاً

بـاخــسَ الحَـظِّ أن تـمـوت كريـمـا