يا من نُسَميه تعريفاً نُقَرّرُهُ

136

يا من نُسَميه تعريفاً نُقَرّرُهُ

بِشَخْصه في نفوس القوم تقريرا

إِشَارةً ورُموزاً تَحْتَها نُكَتٌ

من العلوم سَتَرْناهنّ تستيرا

يا عالِم الغيب مِنّا والشهادة يا

باري البرّية تركيباً وتصويرا

شَهدْتُ أَنك فَرْدٌ واحِدٌ صَمَدٌ

شهادةً لم تكن مَيْناً ولا زُورا

وَجَّهْتُ وَجْهيَ في سِرّي وفي عَلَني

إِليك حَمْداً وتَهْلِيلا وتكبيرا

عبادةً هي عَيْنُ الحق خالِصَةً

وكان ذلك في القرآن مسطورا

تَمَسُّكا بَولاءٍ منك أَذْخُرُهُ

كَنْزاً يكون ليوم الحَشْر مذخورا

وعِصْمَةً عَلِقَتْ كفّى بعُرْوَتِها

فما أُحاذِرُ ما عُمِّرْتُ محذورا

إِنّي لأَعجب من قوم ظهرتَ لهم

في قالَب الجسم مسموعاً ومنظورا

لُطْفاً بهم وحَناناً كي تُبَدِّلَهم

ممّا هُم فيه من ظَلمْائهم نورا

ورحمةً لهمُ فاستكبروا وعَتَوْا

وخالفوك وكانوا معشراً بورا

بُعْداً لهم وضلالا ما اعْتِذارهمُ

إِذا غدا قالبُ الأَجسام مقشورا

وصادَفَ المرءُ منهم عند رجعته

كتابَه يومَ ما يلْقاه منشورا

هناك يأكل كَفَّىْ نَفْسِهِ نَدَماً

وحسرةً يَصْلَى النارَ مدحورا

أَلا تَدَبَّرْتَ آياتي لتَعْلَمَها

تَبَصُّراً لِمعانيها وتفكيرا

جاءَتك رُسْلَي فَاسْتَهْزَأتَ مُعْتَدِياً

بقولهم واتَّخَذْتَ الذِّكْرَ مهجورا

فاليوم تُجْزَي بما قَدَّمْتَ من عَمَلٍ

مِثْلا بِمثْلٍ جزاءً كان مَوْفورا

يا آمِراً بِحُقوق الله مُنْتَصِراً

من الطواغيت والأَجبات منصورا

أَبا علىٍّ إِمام العصر ناطِقَه

كِنايةً عنه لا تحتاج تفسيرا

جَرْياً على العادة الأًولى وتسميةً

بقَولَنا لك تقديماً وتأْخيرا

لا نَدَّعي أَنّها أَقصى نهاية ما

تُدْعى به عند أَهل العلم مذكورا

أَنت الذي كل شيءٍ نحن نَعْلَمُهُ

فانٍ سِوى وجهه عَكْساً وتغبيرا

أَنت الذي سَمَك السَّبْعَ الشدادَ على

عِلْم أَدار بها الأَفلاك تدويرا

أَنت الذي سطح الأَرض المِهادَلنا

فَرْشاً وقَدَّرَ فيها الرزق تقديرا