أَوَجْهٌ تَجَلَّى من ثيابكِ أَم بَدْرُ

147

ؤ

وليلٌ على مَتْنَيِكِ ذلك أَم شَعْرُ

وإيماضُ بَرْقٍ أَم شِفارُ صَوارِمٍ

بَدَتْ أَم سِهَامٌ من لِحاظِكِ أم سِحْرُ

وتيّا لَثاةٌ أَم لَطِيمَةُ تاجِرٍ

وَريّا رُضابٍ ما ارْتَشَفْتُ أَم الخَمْرُ

ونَهْدان أَم رُمّانتان ظُباهما

صوانِعُ ما لا تصنع اللُّدُنُ السُّمْرُ

فأَذْكَتْ ضِراماً في الجوانح ما انطفي

وأَبْكَتْ جُفوناً ما يَجِفُّ لها قَطْرُ

أَهاجَرْتِني ثُمَّ استعادت بِبَيْنِها

فقَلبٌ رقيقٌ بين جَنْبيَّ لا صَخْرُ

فما فِعْلُ مشحوذِ الصوارمِ والقنا

بأَعظم ممّا يفعل البَبْنُ والهَجْرُ

تَقِي جَمَحاتي إنْ جَمَحْتُ فإِنَّني

فَتىً ليس من تحتِ المَذَلَّةِ لي صَبْرُ

وخافي أزْوراري إِن قَصَدْت وحاذِري

فلي خُلُقٌ سَهْلٌ ولي خُلُقٌ وعْرُ

أَغَرَّكِ منِّي في الهوى لِينُ مِقْوَدي

فيا ربّما حاوَلْتِهِ وله عُسْرُ

ولو أَنْكِ من أَحياء خِنْدِفَ في الذُّرَي

إلى نَسَبٍ ينمي ولادته النَّصْرُ

يُفَرِّخُ فيها النَّسْرُ غيرَ مُرَوَّعٍ

ويُبْنَي بأَدناها لأَفْرُخِهِ الوَكْرُ

لزَّمكِ نحوي لو ترامتْ بكِ النَّوَى

وهذا سيوف من خلائقها قَصْرُ

صوارمُ ما عندي لكلَّ سَبِيَّةٍ

سِواها من البِيض الدُّمَى أَبَداً صِهْرُ

وما أَنا إِلا منْ عَلِمْتِ قديمَةُ

وإِنْ كان قد أَغنى عن الخَبَر الخُبْرُ

أَصِيدُ أُسودَ الصَّيْدِ وَهْيَ ضَراغِمُ

وتصطادُني الخُرْعوبَةُ الرَّشأُ البكْرُ

وأَخضعُ حُبّاً للحِسان وإِنَّني

ليأْخذني حتَّى على القَدَر الكِبْرُ

ويُهْزَمُ باسْمي الجيشُ وَهْوَ عَرَمْرَمٌ

وينهبني ما صانَتِ الحُجُبُ الستْرُ

وأُوردُ نفسي والمُهَنَّدُ في يدي

وأَرجعُ عن وَرْدِ الخُدود ولي خُبْرُ

أَرُدُّ يدي والطَّرفَ عن كلّ مَحْرمٍ

وأُورِدُها والطِّرْفَ حين القنا جَمْرُ

وأَحْلُو مّذاقاً للوَلِّي ومَطْعَماً

خلا أَنَّ طَعْمي في مذاق العِدامُرُّ

وما حَلَّ صَدْري طارقٌ من مُلِمَّةٍ

فضاقَ بها لو كان أَصْغَرها الدَّهْر

أَنا ابْنُ الذين استدرأَ الدينُ فيهم

وزال بهم عنّا بباطله الكُفْرُ

ضربنا الورى حتى استقامت حُدودُهم

على الدين واستولى على الصِّغَرِ الصغْرُ

أَقَمْنا عمُودَ الدين وَهْوَ مُعَوَّجٌ

وفُخِّمَ فينا وَهْوَ مُحْتَقَرٌ نَزْرُ

وقام بنا نَهْجُ الهداية وانثنتْ

سرائِرُ دين الله وَهْيَ بنا جَهْرُ