أرى المَنَّ من مولايَ عندي مُوجِبا
148
أرى المَنَّ من مولايَ عندي مُوجِبا
لِسلْوايَ لا أَعْني به المَنَّ والسَّلْوَي
وماذا عسى منّاً وسلوَى قَريِنُهُ
يُعدَّان نُعمى بل هما غاية البلْوَي
أَلا كلُّ ملْذُوذٍ يُملُّ اتَّصالُهُ
فمنه إلى مولاي سبحانه الشَّكْوي
وكيف يَلَذُّ المرءُ شيئاً إِذا ابْتُلى
به لم يَعُدْ إِلا بلَذَّتِهِ يُكْوَي
وأَيُّ عذابٍ مِثْل حَمْلَي مثقلا
على حمله منِّي الجوانحُ لا تَقْوَي
إِذا كُنْتُ مُحْتاجاً إلى الشيءِ عاجِزاً
عن الصبر عمّا عنه كَفِّىَ قد أَقوَي
غِنايَ عن الأَشياءِ أَحْسَنُ من غِنىً
بها لو غَدَتْ أَسْبابُها بيَدي تُحْوَي
فكيف بها إِنْ لم يكن لي قدرةٌ
عليها أَما أُمْحي لفَقْدي لها محْوي
وما المَنّ إلا المَنّ بالعِلْمِ لا الذي
يقول به الهاوي من الجهل في مَهْوَي
ولا تِلْكُمُ السَّلْوَى سِوى ما أَقُولُهُ
بسَلْواي عمّا كنت من شهوةٍ أَهْوَي
وحَسْبيَ من مولايَ أَنْيَ مُمْسِكٌ
بعُرْوَتِهِ لُوثْقي من السَّبَبِ الأَقْوَي
وراجٍ إليه أَن تعود مَطِيَّتي
يقيني وزادي ما ادَّخَرْتُ من التَّقْوَي