حتَّى متى أَسَفي وطول وُجومي

148

حتَّى متى أَسَفي وطول وُجومي

أصْلَى بنارَيْ هِمَّةٍ وهُمومِ

ويّذُودُ عن طَرْفي كَراهُ تَعَمُّدٌ

للوَجْدِ يمنع طارِقَ التهويمِ

مُتَتابعُ الزَّفَرات يُرْجِعُ غَمْرُها

عُوَج الضلوع بها إلى التقويم

في حِنْدِسٍ من خاطِر قد وُكِّلَتْ

من هَمِّهِ فِكَري برَعْي نُجومِ

غَضَباً لما قد حَلَّ بالعُرْبِ التي

أَضْحَتْ سوامَ خَلا لشَرِّ مُسِيمِ

مُسْتَضْعَفِين ترى الهِجان المُرْتضي

تَبَعاً لكلّ مُعَلَّطِ مخزومِ

لا يرفعون الطَّرْفَ ذُلاَّ كُلُّهم

في سيرة المُسْتَضْعَفِ المهضومِ

مُتَعَوَّضِين من المكارم والعُلا

تَبَعاً لكلّ مُعَلَّطٍ مخزومِ

والكلُّ قد نَسِيَ الحَمِيَّةَ واغتدي

مُغْضَي الجُفون على حَشيً مكلومِ

راضِين سَوْمَ الخَسْفِ خَوْفَ منِيَّةٍ

تَسْقي الأَنامَ بكاسها المسمومِ

يا خارِقاً حُجُبَ الظلام بجَسْرَةٍ

وَجْناءَ مُجْفَرَةِ الضلوع سَعومِ

أَقْرِ السلامَ مُكَرَّراً ومُضاعَفا

كالمِسْكِ فُضَّ خِتامُهُ المختومِ

أَبْناءَ عَكَّ النازلين من العُلا

بمنازلٍ عَظُمَتْ عن التعظيمِ

وأَبثَّهم شوقي لفَقْدِ لِقائِهم

وتَمَلْمُلي كَتَمَلْمُلِ المحمومِ

واخْصُصْ به يعقوبَ ذا المجد الذي

شادَ المكارمَ في بِناء قَطيمِ

وأَخا المكارم يوسفاً فليوسفٍ

فيها مقامٌ ليس بالمذمومِ

ومحمّدَ بن أَبي عليًّ رأسها

وأَجَلَّ مُنْتَعِلٍ سَراةَ أَديم

وابنَ الحِرامي المهذَّب إِنَّه

منها المعظَّم وابن كلّ عظيمِ

إِنسان عين بني علىٍّ خَيْرُ من

وَطِئَ الثرى من حادِثٍ وقديمِ

وإِذا انقضى حَقُّ السلام فقُلْ لهم

قَوْلا كمثل اللؤلو المنظومِ

يا صَفْوَةَ العُرْبِ الذين نَمَتْ بهم

في المجد حيرُ مَعارِقٍ وأَروم

إِنِّي لأَذكركم وأَذكر حالَكم

فأَبيتُ حِلْفَ صَبابَةٍ وغُمومِ

ما العُذْرُ ما إِنْ لا تزال عبيدُكم

أُمَراءَكم هذا من التسخيمِ

تمضي أَوَامِرَها عليكم في الذي

تُمضي من التأْخير والتقديم

مُسْتَشْعِرين لها التواضع عن يَد

في سَبْسَبٍ من أَرضكم وحُزومِ

لا ترفعون لها يداً من طاعةٍ

ذُلاّ لأَلأَمِ أَنْفُسٍ وجُسومِ

وأَقْولُ من عَجَبٍ وطُولِ تفكرٍ

فيها مقالَ المُطْرقِ المهمومِ

يا لَيْتَ شِعْري ما الذي قد غالَها

أَفَسادُ رأي أَم ضلالُ حُلومِ

ما ذاك إِلا أَنَّ كُلاًّ منهمُ

لأَخيه مضمِرُ إِحْنَةٍ ووُغومِ

يَبْري له ويَرِيشُ كُلَّ مكيدةٍ

مكنونةٍ في كيده المكتومِ

مَهْلا بني عمّي فإِنَّ فَعالَكم

هذا يَدُلُّ على صميم اللُّومِ

ثوروا لشيخ المكرمات وصَمِّمُوا

في نَيْلِ ذلك أَيّما تصميم

ودعوا التجادُلَ بينكم إِنِّي لكم

يا قوم أَنْصَحُ صاحِبٍ وقسيمِ

فعسى يُديل الله منه مَرَّةً

تُشْفي وتُذْهِبُ سُقْمَ كلِّ سقيمِ

فأَنا وربّي لا أَزال مُؤَنِّبا

للعُرْب في نثري وفي منظومِي

فتَصُمُّ آذانٌ وتُعْرِضُ أَوْجُهٌ

عنِّي كأَنِّي قارِفٌ لجُروُمِ

أَتقول هلكت ولم تُجِبْ

صَوْتي بتلبيةٍ إِلى ما أومى

دهري أَهيب بها وأَلْمِعُ دائماً

إِلْماعَ مُضْطَربِ الحشي مكلومِ

مجدوع أَرْنَبَةٍ لما قد نالَها

من ذلَّةٍ وركالةٍ ووُصومِ

نادَيْتُ يَعْرُبَ فَاخْتَصَصْتُ بعادَها

بالقول بين تَخَصُّص وعُمومِ

فتَشاغَلَتْ بمَمالِكٍ حازَتْ بها

محبوب كلِّ مَلَذَّةٍ ونعيمِ

ودَعَوْتُ فيمن قد هَتَفْتُ بذِكْرهِ

صِنْوى فأَبْصَر بعَيْنِ تهيمِ

وأَقامَ تسبيلي لأَضعف قائِدٍ

علِقَ الزِّمامُ بمازِنٍ مخزومِ

حتَّى إِذا أَعْيا علىَّ عِلاجُهُ

أَلْقَيْتُ موجدَهُ إِلى المعدومِ

ورَجَعْتُ أَهْتفُ باسم عَكٍّ عَلَّهم

يُحْيون من أَمَلي رُفات رَمِيمِ

وإِذا عِدمْتُ لديهمُ ما أَبتغي

وَدَّعْتُهم ورَجَعْتُ نَحْوَ الرومِ

والظنُّ يُخْبِرُ أَنَّ شُمَّ أَنوفهم

لا يرتضون مَذَلَّةً لِمُسِيمِ

فلذاك لم تقصد سِواهم هِمَّتي

مُتَقَدِّماً منهم على معلومِ