إِبائيَ أَنْ أرضى بسَوْمِ هَوان
222
إِبائيَ أَنْ أرضى بسَوْمِ هَوان
أَراني من العِزِّ الذي تَرَيان
وإِرخاصُ نفسي كلَّ يومِ كَرِيهَةٍ
على الموت أَعلاها على الثَّقَلان
وصَبْري في ضِيق المَكَرِّ أَحَلَّني
فسيحَ الأَماني في أَعزِّ مكان
أَأَرضى بما يرضى الدنئُ وهِمَّتي
قد انتقلتْ بالنَّطْحِ والدَّبَرانِ
وأُغْضي جُفوني للعْداة على القَذَى
حِذارَ الرَّدَي إِني لغيرُ يَمانِ
أَبي الله والبِيضُ الرِّقاقُ
وهمّتي وعَزْمي وجِناني
ونفسٌ سَمَتْ عن وَسْمِ كُلِّ دَنِيَّةٍ
بحيث ترى من تحتها القَمَران
وغُلْبٌ كآساد الشَّرَى ضَمِنَتْ لها
فَوارسُها في الرَّوْعِ أَيَّ ضَمان
كِرام اللِّحَي بِيضُ الوُجوهِ إِذا التقتْ
ليُوثُ الوَغَى للرَّوْعِ للصرَفان
تَعادَي بها قُبُّ البُطون لَواحِقٌ
أَياطِلُها من شِطبَةٍ وحصانِ
يأَيْمانِها كأْسُ المَنون كَأَنَّها
بُروقٌ تُضئُ الأُفْق باللَّمَعانِ
وكلُّ أَصَمِّ الكَعْبِ يعسل مَتْنُهُ
يُماريَ ذِئْبَ القَفْر بالعَسلان
إِذا دَلَفَتْ حولي ورامت على السُّها
مغاراً لَوَتْ كفّى عليه بَناني
بها نِلْتُ آمالي وأَصبحتُ جادِعاً
أُنوفَ ذوي البَغْضاءِ والشَّنَآن
وحاذَرَ ضدّي سَطْوَتي ففُوادُهُ
مخافةَ بأْسي دائمُ الخَفَقانِ
سوى أَنَّ لي همّا صَلِيتُ بنارهِ
ومالي بنارٍ للهموم يدانِ
غدا النومً عنِّي نافِراً بنُفُورِهِ
نُفورَ أَمانٍ عن فُؤاد جَبانِ
وأَصْبَحَ وهْمي منه فيه إِنارةٌ
تُبَيِّنُ للأَعْيان حين تَراني
وما ذاك أَنّي نِلْتُ منّي بطائِل
فيُثْلَمَ حدّى أًو يُفَلَّ سِناني
ولكنْ أَتَتْني عن سليمان نَفْثَةٌ
جَفَوْتُ لها طِيبَ الكَرَى وجَفاني
يُعَيِّرُني فيها بمَصْرَعِ فِتْيَةٍ
لدى الرَّوْع والخَيْلان يَطَّرِدان
غداةَ الْتَقَيْنا بالدروع وأَجْلَبَتْ
علينا الأَعادي والحُتوفُ دَواني
فقُلْتُ مُجيباً حين قال وخاطِري
كليلٌ ولَفظْي عاقِلٌ لِلِساني
رُويْدَك لاتَشْمَتْ فيارُبَّ وقعةٍ
عَوانٍ تُريك الحَرْبَ غيرَ عَوانِ
أَبَحْنا بها أَرْضَ العَدْوِّ فأَصبحتْ
قِفاراً وكانت قَبْلَ ذاك مَغانِ
ويا رُبَّ رأسٍ قد ضَرَبْنا وسُرْبَةٍ
طَرَدْنا ولم يُجْذَب لنا بعِنانِ
ويا رُبَّ مالٍ قد حَلَلْنا ومَحْرَمٍ
مُصانٍ رجعنا وَهْو غيرُ مُصان
وأَنت رَخِىُّ البال بين مَعازفٍ
وخَمْرٍ وطِيبٍ فائِقٍ وقِيانِ
ولمّا جَرَتْ هاتا نَطَقْتَ تَذُمُّنا
مُعِيناً علينا اليومَ غيرَ مُعانِ
ولا بُدَّنا من أَن نُثِيرَ بمن به
تُعَيِّرُنا إِذ ذاك غيرُ مُهانِ
أَيذهب ثأْري أَو تُطَلُّ على العِدا
ذُحولي وأَعطىَ القياد رمانِ
وحوليَ من سامٍ وحامٍ عصائِبٌ
تخوَضُ بِحارَ الموت كلَّ أَوان
وسوف ترى صِدْقي وتعلم أَنَّني
وَفيٌّ بما دارت به الشفَتان