بـالحــمـد والتكـبـيـر والتهـليـل
207
بـالحــمـد والتكـبـيـر والتهـليـل
شـيــدت دائم فـخــر هـذا الجـيــل
عـودٌ عـلى بـدءٍ مـن المجـد الذي
هـو فـوق هـام العرب كالأكـليـل
وطــريـــف مـجــد مـن تـليــد خـال
مـثــل الشـروق يـعـود بعـد أفول
في ساعـة سعـد السعـود قرانـهـا
أزفـت لمـجــد فـي الريـاض اثيـل
وافي فتـى الفتـيـان يقـدم جمعه
بـكــثــيـر عزم في الرجال قليـل
فـأذاق عـجــلانــا بـضــربـة ثائر
مـوتــاً عـجــولا من يمـيـن عجـول
وأعاد كيـد الغاصـبـيـن بنـحـرهم
بــــوقـــــائع غـــر ذوات حـــجــــول
وأضـاع رشد ابن الرشيـد وجنـده
لم تــغـــنــه أتـراكــه بـفــتــيــل
جـيــش من الجنـد النظـام مجـهـز
أضـحــى فـلولا تـلتــجــي بـفــلول
وغدا ابن متـعـب متعباً في أمره
مـتــصــلبــاً فـي كـبــريــاء ذليـل
فـسُـقـي بكـأس طالمـا أسقـى بهـا
حـتــى أرتـوى مـن كـف عـزرائيــل
لم يـســتـرح عبـدالعـزيـز بقـتـله
بـل كـان فصـلاً من كثـيـر فصـول
في الغرب قدوافـي الحسين وجيشه
يـدوي له فـي الشـرق رعـد صليـل
وغدا الحريـق من الجنوب مؤججاص
مـثــل اسـمــه من فعـل كل جهـول
وعتـا ابو الخيـل النكوث بفتنة
عـمــيــا لأرجـاء القـصـيـم شمـول
فرمـى المغـامر في المخاطر نفسه
بــشـــديـــد عــزم للصـعــاب وصـول
كـالعــارض الهطـال أطفـأ نارهـا
بـــمــــواطــــر ورواعـــد وســيـــول
لم يــذكـــر التــاريـــخ الا جـده
تــركـــي مــن شــبــه له ومـثــيــل
وبـليــلة يـغـوي الظلام دليلهـا
اسـرى إلى الاحـسـا بجـمـع فحـول
فـي قـلة تـقـف المخـاطـر دونهـا
ما العزم بالتـكـثـيـر والتقليل
لم يخـش بأس الترك يكـمن جندهم
بيـن الصيـاصـي الشامـخـات الطول
فـرمــاهـم في البحـر إذ لارجعـة
لأشـرّ حـكــم فـي البـلاد وبـيــل
أمنـت به الأسيـاف من قرصـانها
والقــفـــر مــوطـــن كــل لص غــول
واتى سعـود ابن الرشيـد محارباً
لم يــتـــعـــظ بــأبٍ له مــقـــتــول
وعــلى جــراب ذاق شــرَّ هــزيــمــة
لو لم يَهِ العـجــمــان بالتـخـذيـل
خانـوا المليـك لأنه أخذ الحسا
ســراً وأبــعــدهــم عـلى تـضــليــل
وأعـاذهــا من عيـثـهـم وفسـادهـم
فـشــفــوا لأنـفــسـهـم أوام غليـل
فمـضـوا إلى الإحسا وقد ظنوا به
قـرحــاً سـيــقــعــد عـزمـه بنـكـول
حـتــى أتـاهــم والمـوانــع جـمــة
فـي القـيـظ يركـب ظهـر كل ذلول
وأعـانــه الله العـزيــز عـليـهـم
مـن بـعــد يـأس وانـقــلاب خليـل
واذكـر له مـا لم يـســطــر مثـله
قـلم مـن التـاريــخ فـي تسـجـيـل
تحـضـيـره البدو الجفاة وقلبه ال
بــيـــداء مـن قـفــر إلى مـأهــول
بنوا المساكن في المدائن والقرى
تـؤوى مـن الاخـوان كـل قـبــيــل
قـد لمَّ شـمــلهــم وآخـى بـيــنـهـم
إذ جَـــبَّ كـــل ضـــغــــائن وذحـــول
وغـدوا جـنــودا اقـويـاء كأنـهـم
بـالنــصــر تـحــت لواء جـبـرائيـل
مـن كـل اروع فـي الجهـاد موحـد
فـي الله لا يـصــغــي للوم عـذول
وبــحـــائل آل الرشـيــد بـمــوقــف
مــتـــعــقــد لا يـنــجــلي بـحــلول
والآن ليـس سـوى الحـســام يحـلُّه
والرأى بـتــر المـفـصـل المشـلول
فإذا الجحـافـل بالجـحافل تقتدي
تـذكــي قـنــابــلهــا بروق مخـيـل
حتـى إذا ما استـسـلمـوا جازاهم
بـالحــلم والانـصــاف والتـنـويـل
لم ينـتـقـم من أهل حائل بعدما
تـركــوا الريـاض وسورهـا كطـلول
وكـأل عـائض فـي عـســيــر غـرهــم
كـيــد الحسـيـن بوعـده الممـطـول
لما استـهـانـوا بالسـرايـا أولاً
أصـمــاهــم بـالفــيــصـل المصـقـول
فــأعـــاد مــلكـــا للأوائل نـاله
مـن لم يـرد جـمــيــلهــم بجـمـيـل
وكـأنــمــا كان الحسـيـن ببـغـيـه
طـفــلاً يـزيــد بـكـاه بالتـدليـل
لم يكـفـه ما حلَّ في جيـش ابنـه
مـن قـبــلُ من فتـك ومن تقـتـيـل
حـتــى أقام على الدسائس دائباً
يـشــتــط بـالمــعــلوم والمـجـهـول
فـرمــتــه أمـثـال النيـازك قادة
بـجــحــافــل حـصــبــتــه بالسـجـيـل
ورأى الحجـاز النور بعـد عجاجة
عـمــت مـن الارهـاق والتـنــكـيـل
عـهــد مـن الآلاء لم يـحــلم بـه
ورخــائه مــن عـهــد اسـمــاعــيــل
والحـلم غـر ابن الدويش وصنـوه
ضـيــدان و ابـن بـجــاد شـرزمـيـل
دخلوا مع الاخوان فعـل منـافـق
مــتـــربــص وتـظــاهــروا بـقــبــول
كانـوا سيـوفـاً في يمـين مليكهم
مـا الفاعـل الفتـاك كالمـفـعـول
فتـصـوروا النصر الذي قد أحرزوا
مـن فـعــلهــم بهـواجـس التسـويـل
بـثــوا لدى الاخـوان شـر دعايـة
قـامـت على التمـويـه والتدجـيـل
فـدعــاهــم للشـرع مـحـتـكـمـاً إلى
كـتــب الصحـاح ومحـكـم التنـزيـل
فأبـوا ونادوا بالشقاق فعوقبوا
مـن بـعــد ذاك العـز بـالتـذليـل
في سبـلة الزلفي وحيـن مجـيئهم
يـوم الخـبــاري جـيــئة المخـذول
واذكر بنـي إدريس حيـن بدا لهم
فرمـوا وثيـق العهـد بالتـبـديـل
نكـثـوا وما نكـثوا بغير نفوسهم
إذ غـرهــم مـن ليـس بـالمــســئول
خدعـوا بخـدمـة حامـد ابن رفادة
آل مـن التـزمــيــر والتـطــبــيــل
هـذا ومـن لم يـتــعـظ بسـواه في
هـذا الوجـود يـســر بغـيـر دليل
يـحـيـى الإمام برغـم كل وسيـلة
وتــوســـل قــد مــال كـل مـمــيــل
فـعــل يـنـاقـض ما يقـول فجـنـده
دخــل الحــدود ولات حـيــن دخـول
فـتــقــدم الجـيـش المظـفـر نحـوه
بـشــبــاب صـدق في الوغى وكهـول
هــذا ولي العــهــد فـي أحـشــاده
قـد سـد مـن نـجــران كـل سـبـيـل
ومـن التـهــائم فـيــصــل وجنـوده
كالسـيـل يجـري في انحـدار مسيل
حتـى إذا ما النصـر تمَّ فَثـمَّ ما
لم يـجــر فـي بـال ولا تـأمــيــل
لبَّى دعـاء السـلم مـتـبـهـجـاً ولم
يـطــمــع بـشــبــرٍ مـنـهـم أو ميـل
وبذلك أختـتـم المعـارك وابتـدا
ســلم كــظــل فـي البـلاد ظـليــل
واذكر فلسـطـيـن الشهـيـدة إنهـا
سـقــيــت دماً ما كان بالمـطـلول
لولا مـواقــف مـن أنـاس بـيـتـوا
فــتـــواطــؤوا ويـهــود إسـرائيــل
وسـتــنـجـلي بعـد الغمـوض حقـائق
فيـهـا النواصـع من فعـال نبـيل
وانـعـم بجـامـعـة العروبـة عروة
وثـقــى لحـبــل بـالاخــا مـوصــول
صـف القـلوب بـهــا لخمـس ممـالك
جـعـلت من الميـثـاق خيـر كفـيـل
لبنـان واليمـن الشقـيـق وسوريا
وبـلادنــا العليـا ووادي النيـل
ولسـوف تـنــتـظـم العروبـة كلهـا
مــن جــامـــح أو خــاضــع مـغــلول
هــذي ســيـــاســـتــه وهـذا بـأســه
أمـا الخـصـال فأفـعـل التفـضـيـل
الشـرع مـصــدر حـكــمــه بـعــدالة
لا فــرق بــيــن مـعــظــم وضـئيــل
والحـلم بـعــد الاقـتــدار وانـه
عــفـــوٌ الذُّ له مــن التــنــكــيــل
والجـود من يسـمـعـه قال مُبـالعٌ
فـيــه ويـدهــش دهـشــة المـذهــول
والامـن فـي ارض الجزيـرة شامـل
مـن فـوق شـعــب بالهـنـا مشـمـول
جـاء البـلاد يـسـوسـهـا ببـراعـة
مـثــل الطـبـيـب يجـس نبـض عليـل
مـتــمــشــيــاً مـتــدرجــاً مـتـطـوراً
دون ارتـجــال فـيــه أو تـعــجـيـل
لا الطفـرة الهوجـاء من اخلاقه
كلا ولا التسـويـف في التأجـيـل
فإذا الصحـارى المقـفـرات مدائن
بــدســـاكـــر ومــصــانــع ونـخــيــل
وإذا البداوة بعـد غابـر عهدها
تخـطـو إلى التمـديـن والتجـمـيـل
وإذا المـدارس كالمـسـاجـد كثـرة
لطـــهـــور روح أو غــذاء عــقـــول
أن الجـزيــرة تـزدهـي بنـطـاقـهـا
سـكــك الحديـد بهـا قطـار حمـول
أخذ القطـار عن البعـيـر حمولة
فــاراحـــنــا مـن فـاطــر و رحـول
والسائرات المسـرعـات تسـيـر في
عـالي الشاطـئيـن بغـدوة ومقـيـل
والبرق يومـض من جمـيـع جهاتها
لرسـالة التـوحــيــد خـيــر رسـول
تـعــلو إذاعـتــه فـيـدوي صوتـهـا
فـي مـحــكـم التنـزيـل والتأويـل
وعـلى البـحــار مـوانـىء صلبـيـة
عـمــد تـقــوم بـحــمــل كل ثقـيـل
ترسـو البواخـر كي تفـرغ شحنها
بـســهــولة ولراحـة ابن السبـيـل
كـفَّاــن فـوق الشاطـئيـن امتـدتـا
تـســتــقـبـلان الضيـف بالتـأهـيـل
وترى التقدم في المدائن والقرى
في العلم في البنيان في التمويل
وجـرت شـرايــيــن الحـيــاة لجـدة
فـربــت ربـوعــاً بـعـد طول محـول
أرأيــتـــم عـلمــاً بـعــالي رأسـه
نـار بـدت ليـســت مـن التخـيـيـل
يـجــري شـرايـيـن الحديـد بسـائل
تـحـيـا به الآلات في التشـغـيـل
والمـهــد بالابـريـز تبـرق أرضه
ذهـبــاً جـرى فـي كف غيـر بخـيـل
والجيـش حصـن الشعـب تربـض حوله
آســـاد حـــرب لاضــراغـــم غــيـــل
بــنـــظـــامـــه وجـنــوده وعـتــاده
رمـز المـنــى ونـهـايـة المأمـول
عـلم مـن التوحـيـد أخضـرِّ سيـفـه
قــد قــارع الاعـدا بـدون فـلول
لله مــمـــلكـــة أقــام بـنــاءهــا
فــرد بــلا جــيـــش ولا اســطـــول
عـبــدالعــزيــز بن السعـود وانه
لهـو العـصــامــي في اديم اصيـل
بـهــر العـوالم في خوارق فعـله
مـن عـبــقــري فـي الفعـال جليـل
والعـهــد بـايــعــنـا عليـه وليه
نــعـــم الولي له ونـعــم الُمـولي
هـو للسـعــود سعـودهـم وسعـودنـا
وعـليــه بعـد الله في التعـويـل
والنائب الميـمـون وهو الفيـصـل
المسـلول مثـل الفيـصـل المسلول
والقـائد المـنــصـور في اجنـاده
حـامــي الحمـى من معـتـد ودخيـل
وبقـيـة الأقمـار في فلك العلى
وكــأنـــهــم غـررٌ عـلى تـحــجــيــل
الشعـب قد احنـى عليـهـم أضلعـاً
وقــلوب اخــلاص وعــرف جــمـــيـــل
والكـل مـلتــفــون حـول عـمـادهـم
رأس الصــوى وذبــالة القـنــديــل
هـذه خـلاصــة سـيــرة لم يـحـوهـا
سـفــر عـلى الايـجـاز والتطـويـل
خمـسـن عامـاً في العلاء كأنـهـا
الف بــمـــمـــتـــد الزمـان طـويــل
لولا مـشــاهــدة العـيــان لكذبـت
بـقــواعــد التـعــليـل والتحـليـل
هـي بـالفــخــار حـاقـئق ملمـوسـة
ليــســـت بــقـــال للرواة وقــيـــل
سـجــلتــهـا شرفـاً لشعـري فهـرسـا
يـغــنــي بـمـجـمـله عن التفـصـيـل