(البرد راح وهزّنا الشوق ياريم) أحد روائع المحيريق

يحيى المحيريق آل فهاد في ملحمة نجران موسوعة الشعر والشعراء

بعد أن كان البرد يخيّم على صدر المحيريق، وكانت الذكرى تعيث في الأفكار جيئة وذهابا، ولم يكن التسلي والسلوان لا يكون إلا بنقش موسيقي يواسي القلب المتفجع بفرقة الأحبة وبعد المسافة، أشعل المحيريق فتيل من شعر نيران تواسي القلب المتوجع على فراق الريم، والذي يتجلى عشقها في مدينة نجران، وفي الطريق، وفي الحنين للماضي والوقوف على الأطلال، حيث يتذكر الرجل المتفرد أصحاب الطريق، يستهلها المحيريق ب (البرد راح وهزّنا الشوق ياريم)  للديرة المتبرجة بجمال الأرض على قمم الجبل كأنما تريد أن تتناوش السماء، “تحب الناس بدر الأعالي / ونحن غرامنا بدر الجنوب) غازي القصيبي الله يرحمه.

بعد رحلة قاسى فيها يحيى المحيرق وجع المرض وفراق الأحبة، تذكر الريم فأنبرى يسرد لنا هذه الرائعة البديعة.

‏البرد راح وهزّنا الشوق ياريم / للديرة اللي مستواها طليعي

‏بدر الجنوب أرض المروات والغيم / دار المكارم والجمال الطبيعي

‏دار الندى دار القروم الشغاميم / أرض الشيم وأرض التراث البديعي

‏ بقران حادي يكسر الحر بالديم / وليا اصرم العردوم قيضه ربيعي

‏دارٍ لنا يوم الدخن والمغاريم / معقل وترسانة وسدٍ منيعي

‏يسقى ليا منا رجعنا مغانيم / بدبرة الرب الكريم السميعي

‏اما امتطينا متن بيضاً لها قيم / والا ركبنا فوق جمسٍ سريعي

‏ عبر الديار اللي بلغ مجدها التيم /  الخرج والحوطة وخصّ البديعي

‏ذيك الديار لها مكانة وتعظيم / فيها صحيبٍ عنضليٍ سبيعي

‏ابن رشود مخلّد السين والجيم / تبنى له البيضاء على كل ريعي

‏زرع جميله بالسنين المقاديم / وايضا الجمايل عندنا ماتضيعي

‏والا تجلى غرب دار المخاريم / فهقت دار مزبنين المنيعي

‏دواسر خطارهم والمعازيم / تقلط على حيل ودكها يميعي

‏ وبعد هزعت وصار للخط تقسيم / والبرق فوق الساقية له لميعي

‏والبيد غرّ وسكتك كنها الييم / اوصف شعورك قدر ماتستطيعي

‏ جات المفالي والهجر والمراسيم / اللي وجود الربع فيها طبيعي

‏أهل البلنزا والنمش والمجاهيم / ربعي ضنا غيدان حدٍ وريعي

‏واسمٍ كبير عود ونهايته ميم / العزوة اللي سرها مايذيعي

‏يام الحلام كنان راسي عن الضيم / أهل الوقار وكل مجدٍ رفيعي

‏وأخوانهم همدان الا صار تازيم / عدوهم يذعن مطيعٍ مريعي

‏الجود في نجران فطرة وتعليم / فيهم وداد ويحفظون الصنيعي

‏ الناس مافيهم تملق وترهيم / شمّ اللحى عن كل علمٍ وضيعي

‏شفت التكافل عند سكان الإقليم / أهل وفا في حر والا صقيعي

‏والا ارتخى الساعد علي الملازيم / الكل منهم بالمواقف ضليعي

‏نجران دار العز والعيس والريم /  يمشي شموخه فوق ساقٍ متيعي

‏فيه الغروس اللي شجرها مكاميم / وكرومها يسقيه جمْ نزيعي

‏مافيه جلبٍ طب سوقه ولا سيم / ومن له وداعة ماجحدها الوديعي

‏ الفرق واضح بين رحاّل ومقيم / شوف الديار وشوف أهلها ربيعي

‏اممت وجداني للأحباب تاميم / جعله ماهوب اتلى العهد بالجميعي

‏لازم نواصلهم محبة وتكريم / مادام حلم الله علينا وسيعي

‏—————————————-

‏يحيى بن حمدان بن محيريق

‏كتبت في مدينة الرياض الفيحاء بعد عصر اليوم الثلاثاء ٣١ / ١ / ٢٠٢٣ م