أجبير هل لأسيركم من فادي

286

أجبير هل لأسيركم من فادي

أم هل لطالب شقة من زاد

أم هل تنهنه عبرة عن جاركم

جاد الشؤون بها تبل نجادي

من نظرة نظرت ضحى فرأيتها

ولمن يحين على المنية هادي

بين الرواق وجانب من سيرها

منها وبين أرائك الأنضاد

تجلو بقادمتي حمامة أيكة

بردا أسف لثاته بسواد

عذبا إذ سئل الخلاس كأنما

شربت عليه بعد كل رقاد

صهباء صافية إذا ما استودفت

شجت غواربها بماء غوادي

بموشم رخص البنان كأنما

خضبت أنامله بعرق فصاد

إن كنت لا تشفين غلة عاشق

صب يحبك يا جبيرة صادي

فانهي خيالك أن يزور فإنه

في كل منزلة يعود وسادي

تمسي فيصرف بابها من دونها

غلقا صريف محالة الأمساد

أحدث لها تحدث لوصلك إنها

كند لوصل الزائر المعتاد

وأخو النساء متى يشأ يصرمنه

ويكن أعداء بعيد وداد

ولقد أنال الوصل في متمنع

صعب بناه الأولون مصاد

أنى تذكر ودها وصفاءها

سفها وأنت بصوة الأثماد

فشباك باعجة فجنبي جائر

وتحل شاطنة بدار إياد

منعت قياس الماسخية رأسه

بسهام يترب أو سهام بلاد

وترى الحمام معانقا شرفاته

يهدلن بين أجنة وحصاد

ولقد أرجل جمتي بعشية

للشرب قبل سنابك المرتاد

والبيض قد عنست وطال جراؤها

ونشأن في قن وفي أذواد

ولقد أخالسهن ما يمنعنني

عصرا بملن علي بالأجياد

ولقد غدوت لعازب مستحلس ال

قربان مقتادا عنان جواد

فالدهر غير ذاك يا ابنة مالك

والدهر يعقب صالحا بفساد

إني امرؤ من عصبة قيسية

شم الأنوف غرانق أحشاد

الواطئين على صدور نعالهم

يمشون في الدفني والأبراد

والشاربين إذا الذوارع غوليت

صفو الفضال بطارف وتلاد

والضامنين بقومهم يوم الوغى

للحمد يوم تنازل وطراد

كم فيهم من فارس يوم الوغى

ثقف اليدين يهل بالإقصاد

وإذا اللقاح تروحت بأصيلة

رتك النعام عشية الصراد

جريا يلوذ رباعها من ضرها

بالخيم بين طوارف وهوادي

حجروا على أضيافهم وشووا لهم

من شط منقية ومن أكباد

وإذا القيان حسبتها حبشية

غبرا وقل حلائب الأرفاد

وإذا الربيع كسا أديم بلادهم

زهرا على السهلات والأجماد

أخذوا مجالسهم على أحلامهم

صمت العشي مجانبي الإفناد

ويقول من يبقيهم بنصيحة

هل غير فعل قبيلة من عاد

وإذا العشيرة أعرضت سلافها

جنفين من ثغر بغير سداد

فلقد نحل به ونرعى رعيه

ولقد نليه بقوة وعتاد

نبقي الغباب بجانبيه وجاملا

عكرا مراتعه بغير جهاد

لم يزوه طرد فيذعر درؤه

فيلج في وهل وفي تشراد

وإذا يثوب صارخ متلهف

وعلا غبار ساطع بعماد

ركبت إليك نزائع ملبونة

قب البطون يجلن في الألباد

من كل سابحة وأجرد سابح

تردي بأسد خفية وصعاد

إذ لا يرى قيس يكون كقيسنا

حسبا ولا كبنيه في الأولاد

معلومات عن الشاعر: الشاعر الأعشى

الأعشى ? – 7 هـ / ? – 628 م ميمون بن قيس بن جندل من بني قيس بن ثعلبة الوائلي، أبو بصير، المعروف بأعشى