أرادوا لِيَثْنُوني فقلتُ تَجَنَبَُّوا

49

أرادوا لِيَثْنُوني فقلتُ تَجَنَبَُّوا

طريقي فَمَالي حاجةٌ مِن وَرَائِيَا

فِدًى لبني عمِّ أجابوا لدعوتي

شَفَوْا من بني القَرْعَاءِ عَمِّي وخَالِيَا

كأنَّ بني القرعاء يومَ لِقَيتُهُم

فراخُ القطا لاَقَيْنَ صَقرًا يَمَانيَا

وكالعسل الصافي لأصحاَب وُدِّهِ

وسُمٍّ يذيقُ الكاشحين القَوَاضيَا

تَرَكْنَاهُمُ صَرْعَى كأن ضَجِيْجَهُمْ

ضجيجُ دبارى النيِّبِ لاَقَتْ مُداويَا

أقول وقد أجلت من اليومَ عركةٌ

ليَبْكِ العُقيليِّين مَنْ كانَ بَاكِيَا

فإن بُقرّى سَحْبَلٍ لأمارةً

ونضح دماء مِنْهُمُ ومَحَابيَا

ولم أتَّرِكْ لي رِيْبَةًٍ غير أنني

وددتُ مُعاذًا كان فيمَنْ أَتَانِيَا

فتصدُقُه النفسُ الخبيثةُ موطني

ويوُقِنُ بالعَشْوَاءِ أنْ قَدْ رآنِيَا

شَفيتُ غليلي من خُشينة بعدما

كسوتُ الهذيلَ المشْرَفِيَّ اليمانِيَا

أََحَقًّا عباد الله أنْ لَسْتُ رائيًا

صَحَارِيَ نجدٍ والرياحَ الذَّوَارِيَا

ولا زائرًا شُمَّ العرانين أَنْتَمِي

إلى عامرٍ يَحْلُلْنَ رملًا معاليَا

إذا ما أتيتَ الحارثياتِ فانْعِنِي

لَهُنَّ وخَبَّرْهُنَّ أنْ لا تلاقيَا

وقوّد قلوصي في الركاب فإنها

ستبرد أكبادًا وتُبكِيَ بَواكِيَا

أُوَصِّيكُمُ إنْ مِتُّ يومًا بِعَارِمٍ

ليغني شيئًا أو يَكُونَ مكانِيا