ألمْ تَرَوْا إِرَمًا وَعَادَا

305

ألم تروا إرما وعادا

أودى بها الليل والنهار

بادوا فلما أن تآدوا

قفى على إثرهم قدار

وقبلهم غالت المنايا

طسما ولم ينجها الحذار

وحل بالحي من جديس

يوم من الشر مستطار

وأهل غمدان جمعوا

للدهر ما يجمع الخيار

فصبحتهم من الدواهي

جائحة عقبها الدمار

وقد غنوا في ظلال ملك

مؤيد عقلهم جفار

وأهل جو أتت عليهم

فأفسدت عيشهم فباروا

ومر حد على وبار

فهلكت جهرة وبار

بل ليت شعري وأين ليت

وهل يفيئن مستعار

وهل يعودن بعد عسر

على أخي فاقة يسار

وهل يشدن من لقوح

بالشخب من ثرة صرار

أقسمتم لا نعطينكم

إلا عرارا فذا عرار

كحلفة من أبي رياح

يسمعها لاهه الكبار

نحيا جميعا ولم يفدكم

طعن لنا في الكلى فوار

قمنا إليكم ولم يبردنا

نضح على حمينا قرار

فقد صبرنا ولم نول

وليس من شأننا الفرار

وقد فررتم وما صبرتم

وذاك شين لكم وعار

فليتنا لم نحل نجدا

وليتهم قبل تلك غاروا

إن لقيما وإن قيلا

وإن لقمان حيث ساروا

لم يدعوا بعدهم عربيا

فغنيت بعدهم نزار

فأدركوا بعدما أضاعوا

وقاتل القوم فاستناروا

معلومات عن الشاعر: الشاعر الأعشى

الأعشى ? – 7 هـ / ? – 628 م ميمون بن قيس بن جندل من بني قيس بن ثعلبة الوائلي، أبو بصير، المعروف بأعشى