أَلا طَرَقَت أَسماءُ في غَيرِ مَطرَقِ
120
أَلا طَرَقَت أَسماءُ في غَيرِ مَطرَقِ
وَأَنّى إِذا حَلَّت بِنَجرانَ نَلتَقي
سَرَت كُلَّ وادٍ دونَ رَهوَةَ دافِعٍ
وَجَلذانَ أَو كَرمٍ بَلِيَّةَ مُحدِقِ
تَجاوَزَت الأَعراضَ حَتّى تَوَسَّنَت
وَسادي بِبابٍ دونَ جِلذان مُغلَقِ
بِغُرِّ الثَنايا خَيَّفَ الظَلمُ نَبتَهُ
وَسُنَّةَ رِئمٍ بالجُنَينَةِ مونِقِ
وَلَم أَرَها إِلّا تَعِلَّةَ ساعَةٍ
عَلى ساجِرٍ أَو نَظرَةً بِالمُشَرَّقِ
وَحَيثُ الجَميعُ الحابِسونَ بِراكِسٍ
وَكانَ المُحاقُ مَوعِداً لِلتَفَرُّقِ
بِوَجّ وَما بالي بِوَجّ وِبالُها
وَمَن يَلقَ يَوماً جِدَّةَ الحُبّ يُخلِقِ
وَأَبدى شُهورُ الحَجِّ مِنها مَحاسِناً
وَوَجهاً مَتى يَحلِل لَهُ الطيبُ يُشرِقِ
فَأَمّا تَرَيني أَقصَرَ اليَومَ باطِلي
وَلاحَ بَياضُ الشَيبِ في كُلِّ مَفرقِ
وَزايَلَني رَيقُ الشَبابِ وَظِلُّهُ
وَبُدِّلتُ مِنهُ سَحقَ آخَرَ مُخلِقِ
فَعَثرَةِ مَولىً قَد نَعَشتُ وَأُسرَةٍ
كِرامٍ وَأَبطالٍ لَدى كُلِّ مَأزِقِ
وَحِرَّةِ صادٍ قَد نَضَحتُ بِشَربَةٍ
وَقَد ذُمَّ قَبلي لَيلَ آخَرَ مُطرِقِ
وَنَهبٍ كَجُمّاعِ الثُرَيّا حَوَيتُهُ
غِشاشاً بِمُحتاتِ القَوائِمِ خَيفَقِ
وَمَعشوقَةٍ طَلَّقنَها بِمُرِشَّةٍ
لَها سَنَنٌ كَالأَتحَمِيِّ المُخرَّقِ
فَباتَت سَليباً مِن أُناسٍ تُحِبُّهُم
كَئيباً وَلَولا طَعنَتي لَم تُطَلَّقِ
وَخَيلٍ تَعادى لا هَوادَةَ بِينَها
شَهِدتُ بِمَدلوكِ المَعاقِمِ مُحنِقِ
طَويل عُظامٍ غَيرِ خافٍ نَمى بِهِ
سَليمُ الشَظا في مُكرَباتِ المُطَبَّقِ
بَصيرٌ بَأَطرافِ الحِدابِ مُقَلِّصٍ
نَبيلٍ يُساوى بِالطِرافِ المُرَوَّقِ
إِذا ما استَحَمَّت أَرضُهُ مِن سَمائِهِ
جَرى وَهوَ مَودُعٌ وَواعِدُ مَصدَقِ
وَمَدَّ الشمالَ طَعنُهُ في عِنانِهِ
وَباعَ كَبوع الشادِنِ المَتَطَلِّقِ
مِنَ الكاتِماتِ الرَبوَ تَمزَع مُقَدّماً
سَبوقاً إِلى الغاياتِ غَيرَ مُسَبَّقِ
وَعَتهُ جَوادٌ لا يُباعُ جَبينُها
بِمَنسوبَةٍ أَعراقُهُ غَيرِ مُحمِقِ
وَمَرقَبَةٍ طَيَّرتُ عَنها حَمامَها
نَعامَتُها مِنها بِضاحٍ مَزَلَّقِ
تَبيتُ عِتاق الطَيرِ في رَقَباتِها
كَطَرَّةِ بَيتِ الفارِسي المُعَلَّقِ
رَبَأتُ وَحُرجوجٍ جَهَدتُ رَواحَها
عَلى لاحِبٍ مِثلِ الحَصيرِ المُشَقَّقِ
تَبيتُ إلى عِدٍّ تَقادَمَ عَهدُهُ
بِحَرٍّ تَقى حَرَّ النَهارِ بِغَلفَقِ
كَأَنَّ مَحافيرَ السِباعِ حِياضَهُ
لِتَعريسِها جَنبَ الأَزاءِ المُمَزَّقِ
مُعَرَّسُ رَكبٍ قافِلينَ بِصرَةٍ
صِرادٍ إِذا ما نارُهُم لَم تُحَرَّقِ
فَدَع ذا وَلَكِن هَل تَرى ضَوءَ بارِقٍ
يُضيءُ حَبِيّاً في ذُرىً مُتَأَلّقِ
عَلا الأُكمَ مِنهُ وابِلٌ بَعدَ وابِلٍ
فَقَد أُرهِقَت قَيَعانُهُ كُلُّ مُرهَقِ
يَجُرُّ بِأَكنافِ البِحارِ إِلى المَلا
رَباباً لَهُ مِثلُ النَعامِ المُعَلَّقِ
إِذا قُلتَ تَزهاهُ الرِياحُ دنا لَهُ
رَبابٌ لَهُ مِثلُ النَعامِ المُوَسَّقِ
كَأَنَّ الحُداةَ وَالمُشايِعَ وَسطَهُ
وَعوذاً مَطافيلاً بِأَمعَزَ مُشرِقِ
أَسَألَ شَقاً يَعلو العِضاهَ غُثاؤُهُ
يُصَفِّقُ في قيعانِها كُلَّ مَصفَقِ
فَجادَ شَرَوراً فَالسَتارَ فَأَصبَحَت
يَعارُ لَهُ وَالوادِيانِ بِمَودِقِ
كَأَنَّ الضَبابَ بِالصَحارى عَشِيَّةً
رِجالٌ دَعاها مُستَضيفٌ لِمَوسِقِ
لَهُ حَدَبٌ يَستَخرِجُ الذِئبَ كارِهاً
يُمِرُّ غُثاءً تَحتَ غارٍ مُطَلَّقِ
يَشُقُّ الحِدابَ بِالصَحارى وَيَنتَحي
فِراخَ العُقابِ بِالحِقاءِ المُحَلّق