أَنا أَدْري أَنِّي وإِنْ كُنْتُ أَدْري
132
أَنا أَدْري أَنِّي وإِنْ كُنْتُ أَدْري
ليس يعلو إلى صِفاتك قَدْري
لي بيانٌ مُصورٌ يَسْحَرُ السِّحْ
ر إِذا شُبِّهَ البيانُ بسِحْرِ
مُتَأَتٍّ من المعاني إِلى ما
هي من حَدِّ وَصْفِهِ ليس تَدْري
غير أَنّي إِنْ رُمتُ وَصْفَك قَصَّرْ
تُ وعُذْري عُلاك عنّي وقَصْري
وحقيقٌ قصور عالَمِ خَلْقٍ
يَتَعالي بوَصْفِ عالَمِ أَمْرِ
كيف شُكْري ومِنْ أَياديك بَعْثي
بعد لَبْثي من بين أَطباق قَبْري
كيف لا كيف وَصْفُ ذي الوصْفِ وَصْ
فُ المُتَعالي عن اتصافٍ بِفكري
ذاك في العِزِّ فاخِرٌ وسُكون
وحَراكي له لذُلّي وفَقْري
أَيّها الوالد الرَّؤوف الذي أَوْ
جدني بعد أَنْ عُدِمْتُ بأَسْرى
لا على مذهب التناسُل والعا
دة في العالَم الأَخَسِّ الأَسَرِّ
بل وُجوديَ عنه كما وُجِدَ النو
رُ عن النور ذاك عن ذاك يسْري
غُصْتُ في لُجّ ظُلْمَةٍ لي فأَخْلَصْ
تَ لطيفاً منّي ثَوى منذ دَهْري
ونفيت الأصدافُ مستخلِصاً دُرّ
ىَ من قشْرِهِ فلله دَري