سلامٌ على أَنَّ السلام وإِنْ زكا

167

سلامٌ على أَنَّ السلام وإِنْ زكا

يُسَرُّ بأَنْ يَغْشاه منك سَلامُ

وتُبْهَجُ مَرْضِىُّ التحيّات أَنَّها

لها من تحيّاتٍ لديك لِمامُ

وما كان إِهْداءُ السلام جهالةً

بمن هو فِينا لِلتَّمام تَمامُ

ولكنْ جرَى شَرْطُ السِّجلِّ بأَنَّه

له منه مفتاحٌ ومنه خِتامُ

فلم أَعْدُ عادات الكرِام وإِنهم

عن الحقِّ في تلك الحقيقة ناموا

ولو علموا منَّي بك اتَّضحَتْ لهم

أَشِعَّةُ نُورٍ ما لهنَّ ظَلامُ

عرفتُك حتّى كاد نورُ معارِفي

بحَقَّك يَغْشَى صورتي فتعاموا

وأَفْحَمَني عن ذكْر ما تستحقُّه

من الوصف أَنّي إِنْ نَطَقْتُ أُلامُ

على أَنَّني إِنْ رُمْتُ وَصْفَك لم يَقُمْ

بذلك لي معنىً فكيف كَلامُ

ومَنْ للمعاني أَنْ تقوم بَوْصفِ مَنْ

غدا وَهْوَ فينا للمقام مقامُ

رجتْ صورتي من ذاك ما ليس يُرْتَجَي

ورامَتْ مَراماً ليس منه يُرامُ

ولكنْ كَبا طِرفُ الكلام ولم يُفِدْ

لمعنىً لقَوْلي مثْل ذاك نِظامُ

فها هي بالوَهْم اللَّطِيف مِشيرةٌ

إليك بوَهْمٍ ليس ثم كَلامُ

دَعتك فلم تَنْطِقْ بحرفٍ فهاهَةً

ومن سُحبها نُطق الفصيح يشامُ

سوى أَنها انحاشت إِليك بوهِمها

نهوضاً وإِخلاص الولاءِ أمامُ

فلا تُخلِها من لحْظَةٍ كلَّ ساعةٍ

مُقدّسةٍ تُهْدي بها وتُدامُ

فأَنت الذي قامَتْ به ثمّ أَصْبَحَتْ

بها صورة المسترشدين تُلامُ

تَوَلَّيْتَ بالتأْييد إِنْشاءَ غَرْسِها

فأَطْلَعَ نَوْراً ليس فيه كِمامُ