عَرَفـتُ مَنـازِلاً مِن آلِ هِندٍ

192

عَرَفـتُ مَنـازِلاً مِن آلِ هِندٍ

عَفَـت بَيـنَ المُؤَبَّلـِ وَالشَوِيِّ

تَقـادَمَ عَهدُهـا وَجَرى عَلَيها

سَـفِــيٌّ لِلرِيـاحِ عَـلى سَـفِــيِّ

تَراهـا بَعدَ دَعسِ الحَيِّ فيها

كَحـاشِـيَـةِ الرِداءِ الحِمـيَرِيِّ

أَكُلُّ الناسِ تَكـتُـمُ حُبَّ هِندٍ

وَما تُخـفـي بِذَلِكَ مِن خَفِـيِّ

غَـذِيَّةــُ بَـيــنِ أَبـوابٍ وَدورٍ

سَقـاهـا بَردُ رائِحَةِ العَشِيِّ

مُنَـعَّمـَةٌ تَصـونُ إِلَيكَ مِنـها

كَـصَــونِــكَ مِن رِداءٍ شَرعَـبِـيِّ

يَظَـلُّ ضَجـيـعُهـا أَرِجاً عَلَيهِ

مُقـارَفَـةً مِنَ المِسـكِ الذَكِيِّ

يُعاشِرُها السَعيدُ وَلا تَراها

يُعـاشِـرُ مِثـلَهـا جَدُّ الشَقِيِّ

فَمـا لَكَ غَيـرُ تَنظارٍ إِلَيها

كَما نَظَرَ الفَقيرُ إِلى الغَنِيِّ

فَأَبـلِغ عامِـراً عَنّـي رَسولاً

رِسـالَةَ نـاصِــحٍ بِـكُــمُ حَفِـيِّ

فَـإِيّــاكُــم وَحَيَّةـَ بَطـنِ وادٍ

هَمـوزَ النابِ لَيسَ لَكُم بِسِيِّ

فَحُـلّوا بَطـنَ عُقمَةَ وَاِتَّقونا

إِلى نَـجــرانَ فـي بَلَدٍ رَخِيِّ

فَكَـم مِن دارِ صِدقٍ قَد أَباحَت

لِقَـومِهِــمُ رِمـاحُ بَـنـي عَدِيِّ

فَـمـا إِن كانَ عَن وُدٍّ وَلَكِن

أَبـاحــوهـا بِصُـمِّ السَمـهَـرِيِّ

وَكُـلِّ مُـفــاضَــةٍ جَدلاءَ زَغفٍ

مُـضــاعَــفَـةٍ وَأَبيَـضَ مَشـرَفِـيِّ

وَمُـطَّرِدِ الكُـعـوبِ كَأَنَّ فيـهِ

قُدامـى ذي مَنـاكِـبَ مَضـرَحِـيِّ

إِذا خَـرَجَـت أَوائِلُهُنَّ يَومـاً

مُـلَجــلَجَــةً بِـجِــنٍّ عَـبــقَــرِيِّ

مَنَـعـنَ مَنـابِـتَ القُلّامِ حَتّى

عَلا القُلّامُ أَفواهَ الرَكِيِّ

كَفَوا سَنِتينَ بِالأَصيافِ بُقعاً

عَلى تِلكَ الجِفارِ مِنَ النَفِيِّ

أَتَغضَبُ أَن يُساقَ القَهدُ فيكُم

فَمَـن يَبـكـي لِأَهلِ الساجِسِيِّ

معلومات عن الشاعر: الحُطَيئَة

المخضرمين فصيحتوفي عام 665 للميلادتوفي عام 45 للهجرة جرول بن أوس بن مالك العبسي، أبو مليكة. شاعر مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام. كان هجاءاً عنيفاً، لم