فِداً لِرِجالٍ أَرْتَعَتْ بأَكفِّهم
112
فِداً لِرِجالٍ أَرْتَعَتْ بأَكفِّهم
سيوفٌ بأَيدي وادِعيِن كِرامُ
وللأُنُف الشمّ الذين تَشمَّخَتْ
أَنوفُ رجالٍ حَشْوُهنّ رَغامُ
ولِلضُّمَّر القُبِّ التي حَمَلَتْكُمُ
بوادِرُ في كلّ الصُّؤُول قِيامُ
ولا طَرَقَتْكم نَكْبَةٌ وعليكمُ
سلامٌ ومن بعد السلام سلامُ
فما أَحَدٌ منكم أَحَقُّ تَمَسُّكاً
بِنسْبَةِ سامٍ حين يُذْكَرُ سامُ
ولا العَرَبُ العَرْباء تَجْحَدُ فَضْلَكم
وهل يَجْحَدُ البَدْرَ المُنِيرَ ظَلامُ
إِذا قَصَّرتْ قحطانُها ومَعَدُّها
جميعاً وبَزَّتْها الممالكَ حامُ
لقد أَمْطَرَتْها عن عِدائكُم لهم
عُروضٌ لها بِيضُ السيوف غَمامُ
وقُمْتُمْ لَسلْبٍ ثمّ قَتْلٍ ويَعْرُبٌ
وقحطانُ في ظِلِّ الخُمول نِيامُ
يَظَلُّ الفتى منهم وأَكبر هَمِّهِ
كَعابٌ تُسَلِّى هَمَّهُ ومُدامُ
أَلا أَبْلِغا حَيَّىْ نِزارٍ ويَعْرُبٍ
بحيث حَوَتْها يَمْنَةٌ وشآمُ
سلاما وتأْنيباً وتأْنيف نجدةٍ
عليه لها في القلب منه ضِرامُ
بنو يَعْرُبٍ ما بالُ عَكٍّ تَغَشْمَرَتْ
بها نحو حامٍ نَخْوَةٌ وغَرامُ
وخاضَ بها للموت صِدْقُ عزائِمٍ
تَفُلُّ شَبا الصَّمْصام وَهْوَ حُسام
فأَفْرَدْتُمُوها للعبيد وَحِدْتُمُ
ولم تُرْعَ فيها حُرْمَةٌ وذِمامُ
أَليس لسامٍ غيرُ عَكٍّ وأَنتمُ
أرِبًّاؤهُ لم تَعْدِلوا وتُلاموا
لها كلَّ يومٍ في العبيد وَقِيعَةٌ
تُشِيبُ قّذالَ الدهر وَهْوَ غُلامُ
إِذا امتشقوا بِيضَ السيوف فإِنَّما
عِداها نباتٌ والسيوف سوامُ
تَعادَي بها قُبُّ البُطونِ ضوامِرٌ
كِرامٌ عليها طَيِّبُونَ كِرامُ
وأَنتم عن التحريض صُمٌّ وفيكمُ
جراحٌ لها لم تَنْدَمِلْ وكِلامُ
أَما هاشِمٌ في كلّ وقتٍ وساعةٍ
تُسامُ كما العَبْدُ العسيفُ يُسامُ
رَوَتْ قَبْلَها بالسيف وَهْيَ خواضِعٌ
كما خَضَعَتْ خَوْفَ اللُّيوث نَعامُ
يُقِرّون إِقرارَ الكَعابِ لبَعْلِها
إِذا رامَها لم يَنأَ عنه مَرامُ
وها هي من طاعاتها بأَنوفها
عراريه استتلت به وخزامُ
تَضُمُّ حيازيماً على كلّ زَفْرَة
تَكَادُ لها عُوجُ الضُّلوع تُقامُ
على أَنها من حيّ عدنان كاهِلٌ
ورأسٌ إِذا مَيَّزْتَها وَسَنامُ
وقحطانُ من بعد المُفَضَّلِ لم يَثُرْ
عليها له حول الحُصَيبْ قَتامُ
وقد نَسِيَتْ آلْ الربيعُ مُصابَها
بيوم سعود إذ حَوَتْهُ زِحامُ
وتسقي لها فيما تحبّ وحدّه
تَشَكَّي الصَّدَى منها المحَرِّقَ هامُ
ولم تنقم الثأْرَ الذي قد غدا به
وفوق أَشَمَّ الأَنْف منه وِسامُ
ومن حوله همدانُ تَحْرِقُ نابَها
وجَنْبٌ وسِنَحانٌ وهِنْدٌ ويامُ
فياليت شعري عن نِزارٍ ويَعْرُبٍ
إلى كم على هذي التُّبول تَنامُ
وحتَّى متى تُغْضي الجُفونَ على القّذَى
ويَعْذُبُ شُرْبٌ عندهم وطَعامُ
أَلا نَخْوَةٌ تَنْتابُهم عربيّةٌ
يُزالُ بها ذُلٌّ حَوَتْهُ وذامُ
لقد كِدْتُ أَنْ يقضي علىَّ تَحَرُّقي
لهم وَهْيَ بَرْدٌ عندها وسَلامُ