قَلْبٌ عن اللَّهْوِ واللَّذاتِ وَسْنانُ

126

قَلْبٌ عن اللَّهْوِ واللَّذاتِ وَسْنانُ

ذو الغَىِّ واجْتَنَبَتْهُ الإِنْس والجانُ

وناظِرٌ سلَبَتْهُ النَّوْمَ هِمَّتُهُ

فما تَلاقَي لنَوْمٍ فيه أَجْفانُ

يَنامُ كل خَليِّ القَلْب من هِمَمٍ

وليس يطرق منه النومَ إِنسانُ

وَكَّلْنَهُ بنُجوم الليل يَرْقُبُها

في أُفْقِهنَّ صَباباتٌ وأَحْزانُ

قد كَحَّلَتْهُ بمِيلِ الوَجْدِ من سُهُدٍ

يَدُ الزمان بكُحْلٍ شأْنُهُ شانُ

وهِمَّةٌ تستقلّ الأَرضَ قاطِبَةً

مِلْكاً ولو أَنَّها دُرٌّ وعِقْيَانُ

ترى الزمانَ وأَهْلِيه تُحَقِّرُهم

ونَفْسُها حيث ما كانت وما كانوا

ظَنَّتْ به وبهم ظنّاً وما صَدَقَتْ

تلك الظنونُ ولكنْ كُلُّهم مانوا

سَعَتْ لِتُدْرِكَ أَغْراضاً فما عَجِزَتْ

عن نَيْلِهنّ ولالانَتْ وإِنْ لانوا

تُطالِبُ الغَرَضَ الأَقصى وليس لها

على الذي طَلَبَتْ من ذاك أَعْوانُ

هَمَّتْ فطارَتْ فلمْا حَلَّقَتْ وَقَعَتْ

بها القَوادِمُ لمّا حانَ إِمْكانُ

كذاك من طارَ في أًقطاره أَبّدا

بغيره فالذي يزدادُ نُقْصانُ

مالي أُسوِّفُ آمالي وقد عُرِفَتْ

أَبَيْنَ نفسي وبين الموت أَيْمانُ

وأَطْلُبُ النَّصْرَ من غيري وأَرقبه

والدهُر لا يستوي في العُمْر طَعْانُ

سينهضُ العَزْمُ بي لِلْعَزْمِ نَهْضَةَ ذي

عَزْمٍ يَعِزُّ إِذا إِخوانُهُ هانوا

أَأَرتضى الذلَّ خِدْناً صاحِباً ويُرَى

منِّى لضدّىَ إِقرارٌ وإِذْعانُ

وفي يدي مُرْهَفُ الحَدَّيْن ذو شُطَبٍ

وتحت سَرْجي أقَبُّ البَطْن سِرْحَان

وسَيْفُ عَزْميَ ماضي الغَرْبِ ما فَتِئتْ

تَفْتَرُّ عنه المنايا وَهْوَ عَثْرانُ

سأَقطعً الشكَّ منها باليقين ولو

أَنَّ البسيطة أَسيافٌ ومُرّانُ

فإِنْ أُصادِفْ بهذا النُّجْحَ فُزْتُ وإِنْ

أُحْرَمْ فأَقْرَبُ ما أَنْوي خُراسانُ

مالَي أَرْضَي بإلْفٍ أَو أَحِنّ له

بالأَهل أَهلٌ وبالجيران جيرانُ

بكلّ أَرْضٍ نَبتْ بناقتي بَدَلٌ

ممّا سِواها وبالأَوطان أَوطانُ

حتَّى متى تَتَلَظَّى في الحَشَا هِمَمٌ

كأَنَّهنَّ من الإِحراق نِيرانُ

وما يمرّ من الأَيّام ليس له

إِلى البريّة طول الدهر رُجْعانُ

سأَركبُ الصَّعْبَ منها إِنْ تَهَيَّبهُ

ذو الغَىِّ واجْتَنَبَتْهُ الإِنْس والجانُ

مُستنجداً عزمةً منِّي إِذا التفتتْ

في الخَطْبِ كانت لَهِيباً وَهْوَ دُخانُ

فإِنْ يَقُمْ بالذي أَهْوَى وآمُلَهُ ال

أَعمامُ حِمْيَرُ والآباءُ كَهْلانُ