كَـم بالقـبـيـبـات عَلى حاجِـرٍ
197
كَـم بالقـبـيـبـات عَلى حاجِـرٍ
مـن قـمــر بـادٍ وَمِـن حـاضــرِ
وَكَـم عَلى الرضراض من رمله
من رَشأٍ ظامـي الحَشـا ضامـرِ
وَمُـــشــــرئبٍّ بـــالحـــمـــى آلِفٍ
لمــشـــرئبٍ بـالحــمــى نـافِــرِ
وَفـاتِــر النـاظِـر يَعـطـو إِلى
مُـــذعّــــرٍ ذي نــظـــر فــاتِـــرِ
مُلتَـفِـتـاً في الحيّ من رقبة
تــلَفّـــت الريـم إِلى الذاعِـرِ
قَــد لعــبَ الدلُّ بـأعــطــافــه
لعب الصبـا بالغُـصُـنِ الناضرِ
مَـن لي بـه مـن عـطــر ثغـره
يَـســحــب فـضّ البَـرَد العاطـرِ
بـكــســر قَلبـي كاسِـراً طرفـه
فَهَـل لِذاكَ الكـسـر من جابـرِ
جـارَ عَـلى قـلبــيَ سـلطــانــهُ
اللَه مـن سـلطــانــه الجـائرِ
مـا لي عـليــه أَبَـداً نـاصــر
وَكَـــم له عــليَّ مــن نــاصـــرِ
يا مُهجَـتـي صَبـراً عَلى ظلمه
ما أَكبَـر الظلم عَلى الصابرِ
وَيـا جـفــونــاً سهـرت لَيلهـا
ما أَطوَل اللَيل عَلى الساهرِ
فَهَـل لصـبــحِ الوَصـلِ مـن أَول
وَهَـل لليـل الهَـجــرِ من آخرِ
يا آمري في الحُبِّ لا تَنـتَهِ
أَفـديــكَ مِـن نـاهٍ وَمِـن آمِـرِ
طرفُ غَريـمـي واترى في الهَوى
يـا ترتـي من طرفـه الواتِرِ
لَم تَـخــلُ منـه أَبَداً مُهجَـتـي
إِذا خَـلا مـن شـخـصـه ناظِـري
أَنــجَـــدَ أَم غـارَ فـلمّــا أَزَل
مـن مـنــجــدٍ فيـهِ ومن غائرِ
غَـدا عـليــه لائمـي حـاســدي
وَراحَ فــيـــهِ عــاذِلي عــاذِري
كَـــم وارِدٍ وَردي فـــيــــهِ وَلا
عَــن ذلك المــورد مـن صـادِرِ
وَكَـم فَـتــى كـانَ بِهِ رابِـحــاً
عـادَ بـقـلب الخائِب الخاسـرِ
يُنـسـب في الحُسـنِ إِلى هاشِـمٍ
فَــيـــا لَهُ مِـن نَـسَــبٍ طـاهِــرِ
ما بنـت عنّي يا غَزال النقا
ما خطـر السلوان في خاطِري
فـدى لِعـيـنـيـك عيـون المَها
مـن رمـل نَـجــران إِلى حاجـرِ
حـســبـك يا لَيلايَ ما نلتـه
مـا نـاله قـيــس بَنـي عامِـرِ
راحَ فُـؤادي قـطــعــاً واِغتَـدى
يَرقـص في قدر الجوى الغائِرِ
وَبـانَ عَـنّــي سـامــري شـارِداً
وَبـتُّ فـي الحـيّ بِـلا سـامــرِ
فَليـهـجـر الطرفُ لَذيذَ الكَرى
فَـقَــد غَـدا مـواصــلي هاجِـري
وَأَنت يا عيـن أَعيـني الحَشا
بـرشّــةٍ مـن دمـعــك الهـامــرِ
وَأَنتَ يا جحـر الجوى نجّـنـي
مـن غمـدات المدمـع الغامِـرِ
كَـم زمـن قـضّــيــتـه بالحـمـى
بـــذكــــره لذَّ فـــمُ الذاكِـــرِ
جـنــيــت فـيـهِ ثَمَـرات الهَوى
مـن وارق العـود إِلى ثـامــرِ
إِن غابَ عَن عيـن المعنّى فكم
مِن غائِبٍ بَيـنَ الحَشـا حاضِـرِ
مـن مُـبـلغٌ عَنّـي الوَرى قولةً
تـفــتــرّ عَـن ذي كـبــدٍ فاغـرِ
إِنَّ رَبـيــب الخـدر في حسـنـه
راض جــمـــوح الأسـدِ الخـادِرِ
عَجِـبـتُ مِن صعـبـي كَيفَ اِنثَنى
طـوع زِمـام الرشـأ النـافــرِ
مـشــتَهِــرٌ عَـزمــيَ بَيـنَ الوَرى
كـالسَــيـف هزّتـه يَدُ الشاهـرِ
أَهتَـزُّ شَوقـاً لاِقتـناص العلا
مثـل اِهتِـزاز المقضب الباتِرِ
أنــمّـــق الشــعـــرَ وَلَكِــنَّنـــي
مـنــزّهٌ عَـن حـرفــة الشـاعِــرِ
صــنـــت بـه كـلّ فَـتــىً طـيّــب
مــمـــزّقــاً كـلّ فَـتــىً عـاهِــرِ
فَـخــرت بـالنَــقــس وكلّ اِمرئ
بـغــيــره بَـيــنَ الوَرى فاخـرِ
كَـم لَكَ يـا دَهـريَ مـن عثـرة
فَــلا لقــاً لجــدّك العــاثــرِ
ما آنَ مِن أَن تأتـنـي طائِعاً
كـالبـازِل المنـقـاد للناحـرِ
لتزدهي الدنيا عَلى الزهر في
سَـنــا شَقـيـق القمـر الزاهِرِ
فـكــلّ معـنـى من معـانـيَّ قَد
سـارَ مـســيـر المثـل السائِرِ