لا تُنْكِري سَهرَي وطُولَ وُجومي

119

لا تُنْكِري سَهرَي وطُولَ وُجومي

وتأَوّهي وتأَسّفي وهمومي

ودعِي مَلامي إِنَّني الصَّبُّ الذي

لا يرتضى يَهْوَي وغيريَ لُومي

يَكْفيِك أَنّي ذو فوادٍ مُشْعَلٍ

من حَرِّ أَحْشائِي بنارِ جحيمِ

شَتَّانَ في حُكْم القياسِ مُنَعَّمٌ

سالٍ وآخَرُ ذو حشا مكلومِ

شُغِلَتْ جفونُك بالمنام ومُقْلَتي

شُغِلَتْ بسافِحِ دَمعها المسجومِ

والتذَّ جَفْنُك بالمنام وإِنَّني

لأَبِيتُ فيه بلَيْلَة المحمومِ

لو كان ما بي من هَوىً وغَوابَةٍ

لنَزَعْتُ لكنْ من جَوىً وغمومِ

أو ليس في الأمر الذي سِيئَتْ به

نفسي مساءَةُ نَفْسِ كلِّ كريم

هو موسمُ الحَسَرات للحُرِّ الذي

ريح الأبيّة فيه غيرُ نسيم

ومقامُ أنْ يستعذبَ المرءُ الرَّدَي

شُرْبا بمُتْأَقِ كأَسِهِ المسمومِ

هل بعد أَنْ اَضحتْ مَقاولُ

يَعْرُبٍ تبعاً لعَبْدٍ مخرومِ

تُلْقٍى أَزِمَّتَها إِليه تَسَلُّما

ويقودها في حالة المخزومِ

هذا يلوذ به مخافَةَ بأس ذا

فيَكُفَّ ظالِمَهم عن المظلومِ

ويُقِيمُ فيهم أَمْرَهُ وجميعُهم

مُستسلِمون لحتْمِهِ المحتوم

وإذا أَهابَ بهم إلى أَغراضه

سبقوا إلى ما شاءَ كَفٌّ المُومى

لا يجمعون إلى إِقامة ساقِطٍ

من عِزِّهم بيمينه مهدومِ

من طالب ثارات نعم طائل

دَثَرَتْ لديه لهم دُثورَ رُسومِ

وهُمُ ملوكُ العَصْر والشُّهُبُ التي

ما زلْنَ فيه رُجومَ كلّ رجيمَ

وسيوفُ مولانا عليه دائِماً

مُتَواتِرُ الصَّلَوات والتسلمِ

بل يجعلون ضغائِناً ما بينهم

مُزجَتْ بأَحقادٍ لهم ودُغومِ

سَبباً إلى نَيْلِ الوِداع وعِلَّةً

يتستَّرون بها عن التصميمِ

وجهاد أَعْداءِ الإِمام وقد أَتى

فيها السِّجِلُّ بَرْسمِها المرسومِ

وزيادة الآلاف والخِلَعُ التي

ضَمِنَتْ علامةَ خَتمِهِ المختومِ

هذا وهم في كلّ أَشْيَبَ شامِخٍ

بدِفاع محذورِ المَخوف زعيمِ

ولديهم القوم الأُولى بسُيوفهم

نُصِرَ الهُدَى من حادِثٍ وقديم

والمالُ جَمٌّ والبلادُ رحيبةٌ

والمُلْكُ في الأَقصى من التعظيمِ

فتشاغلوا عنه بهم وتَهَيَّبُوا

واستعظموا والله عِزُّ عظيمِ

ومكائِدُ الملعون تعمل فيهمُ

وتدبّ عقرب شَرِّها المكتومِ

وتُقيم بعضَهُمُ على بعضٍ وما

أَبِهوا لهذا البَيِّنِ المفهومِ

هل تبلغنَّ ملوكَ يَعْرُبَ نفثةٌ

من قَلْبِ مُرْتَمِضِ الفؤادِ أَليمِ

جاشتْ به خَطَراتُ فِكْرٍ قد غدا

في غاية التحيير والتقسيمِ

مقرونةً بتحيّةٍ قُدْسيّةٍ

تختص بالبَرَكات والترحيمِ

لتزورَ في جَنَدٍ مَلِيكاً أَوحَدا

قَدَّمْتُهُ في موضع التقديمِ

لمقامه السامي تُلِمُّ بُرتْبَةٍ

أَطهر بها من سوحة وحريمِ

وتؤمَّ في عدنِ مَلِيكَيْ حاشِدِ

وأَجلّ مُنتعَلْي سراةِ أَديمِ