مرامُ العُلَى بالمَشْرَفيِّ وبالبُتْرِ

124

مرامُ العُلَى بالمَشْرَفيِّ وبالبُتْرِ

ونَيْلُ العُلي بالصَّبْرِ والنَّصْرُفي الصَّبْرِ

ومَنْ لم يكن من قومه في أَرُوَمةٍ

ولا راجعاً في كلّ خَطْبٍ إِلى ذُخْرِ

ومُنْتَسِباً في أُسْرَةٍ يَعْرُبيَّةٍ

يَمانِيَّةٍ تَعْتَزُّ من أَنجمٍ زُهْرِ

سَمادِعَةٌ شُمَّ الأَنوف أَعِزَّةٌ

يعودون من فَخْرٍ قديمٍ إِلى فَخْرِ

مَساعِيرُ كرّارون في حَوْمَةِ الوَغَى

إِذا زَهَقَتْ نَفْسُ الجواد من الذُّعْرِ

كأَشْياخِ صِدْقٍ من ذْوابَةِ حاشِدٍ

بهم غير شَكٍّ يَنْقِمُ الوِتْرَ ذو الوِتْرِ

متى يدرك الآمال أَو هل تُرى لمن

يطيِعونه في غاية المَجْدِ من عُذْر

إِذا كنتمُ دون الأَنام بني أَبي

ومُعْتَمَدي في كلِّ حادِثَةٍ تَجْري

فما لَي لا أَزهو بكم في مواطني

وأُرْغِمُ حُسّادي وأمْضي على أَمْري

وهل كان كالسادات من آل أفلحٍ

لمن قام قَبْلي ناصِراً سالِفَ الدَّهْرِ

فقوموا بنوعميّ بما قد وَعَدْتُموا

وأَحْيُوا المَحْيايَ بكم مَفْخَرَ العَصْرِ

فلَنْ تجدوا بعدي من الناس كلِّهم

ولِيًّاله نُصْحي وَفِيّاً له صَبْري

كريماً له حِفْظُ الأَحِبَّةِ شيمتي

ولا ساعياً سَعْي ولا بالغاً قَدْري

فإِنْ يُرِدِ الرحمانُ خَيْراً لمَعْشَرٍ

فأَنتم همُ والأَمْرُ لله ذي الأَمْر

إذا كنت أَنْصارَ عِزِّي ودولتي

وأَصْلُكُمُ أَصْلي ونَجْركُمُ نَجْري

فقد بانَ حِفظي للولِّي ورَأفَتي

وخَيْري لكم إِنْ رُمْتُموا خَيْرةً خَيري

فهذا أَوانُ النَّصْرِ فاحْتَشِدوا له

ولا تقبضوا غير السُّرَيْجيَّةِ البُتْر

وأَوْفُوا بعَهْد الله يُوفِ بعَهْدِكم

وقُومُوا لنا بالمُلكِ والصِّدقِ والنَّصْرِ

كَفَى مَثَلا من قومكم وشُيوخكم

لكم معشرٌ ماتوا بِصفِّينَ والحشْر

وفي زمن الطُّهْر المُطَهَّرِ أَحمد

نصرتم وجاهدتم بأُحْدٍ وفي بدْرِ

سيبلغ رَبُّ العَرْشِ فيكم مُرادَهُ

ويوفي لكم ما كان للمُلْكِ من نَذْر

ولستم بدون الأَوّلين ولا الذي

دعاكم بدونٍ من مُلوكهمُ الغُر

رجالٌ لعَمْري كالرجال وأَنفسٌ

كِرامٌ لها فَضْلُ العُلي وسَنا الذِّكْرِ

وصاحِبُ صِدْقٍ مُنْصِفٌ في صِنِيعِهِ

مُواسٍ لكم بالنفس في السِّرِّ والجَهْرِ

فكُونوا سناناً في حَجْورٍ لعلَّها

تكون سِنانا للقبائل والعُشْرِ

فأَنتم بنو الأَملاك قحطانُ أَنتمُ

وسادات ما بين الحِجاز إلى الشِّحْرِ

وإِنّي لأَرجو أَنْ تكونوا وُلاتَها

وأَملاكَها إِنْ مَكَّنَ اللهُ في العُمْر

لكم بالذي من حَيّ خَوْلان أُسْوَةٌ

بما بلغوه اليوم من غاية القَدْرِ

وليسوا إلى العَلْيا بأَرْفَعَ منكمُ

وأَكثرَ سعْياً للمكارم والفَخْرِ

ولا وأَبيكم إِنْ صدقتم وقُمْتُمُ

قيِامَ صَدْوقٍ في الظواهر والسِّرِّ

لينتقمنّ اللهُ من كلّ فاجِرٍ

بكم ليس إلا لِلنَّذالَة والغَدْر

وثوروا فإنّ الله يُنْجِزُ وَعْده

جميعاً لكم ياسادَةَ البّدْوِ والحَضْرِ