هـذه جـزوى وهـاتــيــكَ رُباهـا
278
هـذه جـزوى وهـاتــيــكَ رُباهـا
فـتــمــســك بشـذى طيـب شراهـا
وانشـقِ الارواحَ من قيـصـومِها
وتلقَّ النشـرَ من وادي طواهـا
يـا رعـى اللَه مـغـانـي حاجـرٍ
بغـوانـيـهـا عن الحُسـنِ غناها
هـي أرضٌ فـي سـمــا أرجـائِهــا
مرحـاً تخـتـالُ بالتـيـه ظباها
وبـــرقــــي اللوى مـــن عـــالج
جـيــرةٌ الحاظُهـم ماضٍ شبـاهـا
ضـربــوا فوقَ تلاعِ المنـحـنـى
كـلّه قـد رفـعَــت فوقَ سهـامـا
وأسـالوا مـن عـقــيــق ادمعـا
نظـمـوا بالجـزع منثورَ بُكاها
ما على العاشـقِ أن شطّ النوى
لو بـكــى آرام نـجـدٍ ونعـاهـا
أو عــــلى ذي ولهٍ مــــن حـــرجٍ
لو تـلا في ليلهِ واهاً وآها
لو تـرانـي يومَ سارت عيـسُهُـم
أقرُع السِنَّ عليـهـم والشفاها
وجـعــلتُ القـلبَ منـي والحشـا
أرضَ تلك العيـس حتماً برِضاها
وعـلى الاكـوارِ مـلنــا طربـا
من غرام لحشـى القلبِ حشاها
يا غوانـي الجَزع لي في حيكم
كـبــدٌ حـرى بـكــم زادَ جواهـا
مـن لقـلبــي مـن هوى غانـيـةٍ
بسـيـوفِ الهنـدِ تهزو مقلتاها
شـمــسُ حـســنٍ ان تـوّلت سـحــرَةَ
في مغـانـي حسـنها تاه فتاها
أو تـبــدى من دياجـي شعـرهـا
عنبر الفرع غشى الدنيا دجاها
أو أمـاطــت عن ذرى جبـهـتـهـا
برقـع الحسـن تلت آي ضحـاهـا
أو تـخــطّــت تـتــهــادى مـرحــا
فصـوابـي ضاع في مشـي خطاها
جالَ ماءُ الحسـنِ في وجنـتـها
فـبــدا راووقـه مـن شفـتـاهـا
يـا لأحـشــائي مـن جـفــوتـهـا
لو طفـى حرَّ الجوى بردُ لماها
بـالتــثـنـي قد حكـت قامـتُهـا
سدرة الحسـنِ وهذا منـتـهـاها
وبـمــهــوى القـرطِ مـن ليتِّهـا
عـالمُ الأرواحِ قد هبَّ هواهـا
وعــلى عــرنــيــنــهــا شـرذمــةٌ
كل عالي الانف بالعينِ شراها
نصّ قاضـي الحسـنِ في مقـلتها
حيـث شكل الصاد والنونِ حواها
لستُ انسـى جمـع شملى في مها
ارضِ نـجـرانَ فيـا طولَ نواهـا
لبـقـايـا رسمـهـا في مهـجـتـي
خطـة كرّ الليالي ما محـاهـا
يا عذولا في الهوى دع فتيةً
تـنــدبُ الأيـامَ أيامَ صبـاهـا
حـيــث غـصـن القدّ منـي ناظـرٌ
من صفـا صفوتهِ يسقي المياها
فانـقـضـت تلك الليالي ومضـت
مـع ذاك العصـرِ أيامُ صفـاهـا
نشـأةٌ من سُكـرهـا قلبـي صحـا
وانتـشـى من كفّ يحيى بنداها
مــلك أدنــى مــبـــادي فـضــله
لأيادي الناسِ كانـت منتهاها
كـتــبــت فـي جبـهـةِ الكونِ له
آيُ مجـدٍ منـطـقُ الطيـرُ تلاها
ذهـنــه الوقـادُ فـي شـعــلتــهِ
ظـلمــاتُ الشـكِ بالحـق جلاهـا
كـم له بـيــن الورى مـن حكـمٍ
ومعـانٍ في المعالي لن تضاهى
وســهـــامُ الرأي مـن فـكــرتــهِ
قد أصابـت غرض القصـد رماها
طـابــقــت آراؤه حـكــمَ القضـا
وكذا الاذهانُ ان زاد نُهاهـا
وإذا الدهــرُ ثــنــايــاه بـدت
غضـبـا كان عليـها ابنَ جلاها
وإذا الحـــرب عــلت أوداجُهــا
سدَّ في ضم اللهى فتـح لهاها
وإذا صــادم يــومَ الضـربِ فـي
صـارمِ العزمِ أعاديـه سبـاهـا
وإذا مـا أعـربــت مـن فـتـحـه
معـجـمـاتُ الطعـنِ للفتكِ نحاها
وإذا درات رحــــى أكــــرومــــةٍ
للنـدى كان لها قطـبُ رحاهـا
إن مـيــزان العـلى من قسـطـه
رجـحــت في راحتـيـهِ كفـتـاهـا
في سمـاءِ المجدِ الواحُ العلى
قد رقاهـا ومع الحفـظِ قراها
نـــيــــرّ أيـــامـــهُ مــشـــرقـــةٌ
فالضـحـى يحـسـدُ اشراقَ مساها
طــودُ عــزٍّ لاذت الخـضــرا بـه
فـحــمـاهـا وحمـى حولَ حمـاهـا
فـي ميـاديـنِ العلى لو ركضـت
خيـلهُ لم تسـتـمـع قولَ لغاها
مشـتـري الآساد في نقد الظبا
فـلذا قـيــل لها أسدُ شراهـا
وبـــه المــلكُ بــدا نــاجـــذهُ
وبه العليـاءُ قرّت مقـلتـاهـا
ذو أيـادٍ لو حـكــتــهــا أبحـرٌ
أصبـح الدرُّ بديـلاً عن حصاها
لم أقُـم فـي شـكــرهِ لو أن لي
كلُّ عضـوٍ في أداء المدح فاها
وأخــيـــهِ اسـعــدُ الجـدِّ فـتــى
بـأبــيــه ختـمَ النجـلُ إباهـا
شـبَهــا فـي نـعــتــه أن تدّعـي
السنُ الوصافِ سلّت من قفـاها
طــرُقُ المــجـــدِ أعِــدّت لهـمــا
كابـراً عن كابـرٍ قد ورثاهـا
قبـسـوا من رونقِ النعمانِ ما
لو أصاب الشمسَ لازدادَ ضياها
أعـنــي نـعـمـانَ الذي طيـنـتـهُ
عُجِـنت في الأصلِ من ماءِ سماها
ورثـوا عـنــه مـقــامــات عـلى
من سواهـم كان صعباً مرتقاها
بـأبــيــهــم ان تـعــالى جدهـم
فــأبـــوه مــنـــذر أم قـراهــا
دولة فــي كــفـــه مــربـــوطـــة
بذرى الأفلاك اطنـابُ علاهـا
أيـهـا الدستـورُ خذ من خادمٍ
مدحـةً يسـتـوقـفُ الطرفَ سناها
قـد أتـت رايـتــهــا منـصـوبـةً
وبك المدحُ عن الكسـرِ وقاها
انـهــا جـوهــرةٌ الفـضـلِ التي
منـطـقـي من بحرِ جدواك اتقاها
مـدحُــك العـالي غـلا مقـدارهُ
نال من يُعـنـى به عزاً وجاها
لستُ أحصـي عشـر معـشـار الذي
حزتـهُ والزهرُ لم أبلغ ذراها
فاقـبـل العذر وعامـل بالرضى
ان روحي في مراضـيـك غنـاهـا
دمـتَ للتـوفـيـقِ والنصـرِ معـا
من جهـات الستِّ تلقاهُم تُجاها