هِمَمُ الفتى ما لم تكن بعزائِمٍ

137

هِمَمُ الفتى ما لم تكن بعزائِمٍ

كُرَبٌ قُرِنَّ له بهَمٍّ دائِمِ

فإذا هَمَمْتَ بهِمَّةٍ فاقرنْ بها

عَزَمات ماضٍ في المُلِم الناجِم

ودَعِ التَّفَكُّرَ في العواقب إِنَّه

ما جاءَ صاحِبه برأيٍ حازِمِ

صَمِّمْ على رُمْتَ لا تَرْقَبْ به

وقْتاً ولا تسمع مَلامة لائِمِ

ودَعِ النجومَ وحُكْمَهُنَّ بمَعْزِلٍ

مُستجزِيا عنها بحُكْم الصارِمِ

لا يَخْدَعَنَّك أهْلُهنّ بزُخْرُفٍ

من قولهم هو مِثْلُ حُلْمِ النّائِم

فالنفس من فوق النجوم وما أرى ال

أدنى يكون على العَلِّى بحاكِمِ

حُكْمُ النجوم يجوز فيما دونها

من عالَمٍ في نَصِّ قول العالِمِ

مِثْل الشخوص وما يُناسِبُهُنَّ من

نَبْتٍ يكون ومعدنٍ وسَوائِمِ

والنفس أَشرف أَنْ يُدَبِّرَ أَمْرَها

شَكْلٌ وليس لشكلها بمُلائِمِ

عَجَباً عَجِبْتُ لمن يَدِينُ ويَدَّعى

في الخَلْقِ أقضيةً لعَدْلٍ قائِم

مُتَيَقِّناً أَنَّ المَنِيَّةَ مَنْزِلٌ

لا بُدَّ ينزله بحُكْمٍ لازمِ

وأَراه يحزن إِنْ أَتَتْهُ كريهةٌ

ويخاف من بَطْشِ الحِمام الهاجِمِ