وَهَبَّ هوانا من (رِضَيّةَ) ما قضى

276

وَهَبَّ هوانا من (رِضَيّةَ) ما قضى

ظلومٌ ومهما تأمري القلبَ  يفعلِ

هنا كنتُ أحبو في حنايا ضلوعها

سنيناً بها ألهو   كطفلٍ   مُدلّلِ

زرعتُ بها حلماً وطالت فصوله

على صبر ِ أيامٍ وحلمٍ مؤجلِ

هنا مبعثٌ كانت به بسمتي التي

تلقّيتُها هدْياً كوحي ٍ مُنزّل

ديارٌ   لها  الأحباب  تشكو  فراقهم

نحا غيرها قومي على غير منهل

سلامٌ على فوضى قناةٍ تدللت

جداولها رقصاً على نبض أنمل

كأنّ السواني إن شددنا مَحالةً

مع الفجرِ لحناً أو تغاريدَ بُلبلِ

على كل (سَوْمٍ) ضاربٍ عُرجبانَهُ

شذاهُ يَشُقُّ الأنفَ مهما تبلّلِ

ألا ليتني كالطيرِ في الجوّ سابحاً

(بغُمدانَ) شرقاً في رضيةَ منزلي

وحَمْضٌ على(شِبلانَ) مازال حافظاً

لشوقي وإن تخبُ الشموعُ تُشَعْلَلِ

كَوانا على (غيلانَ) شوقٌ مماثلٌ

(بغيّافة ٍ ) ينسابُ من صُمّ جَندَل

نَمَيْرٌ إذا ما راقَ جوّاً صفاؤهُ

بعَقْمٍ كشلّال ٍ وسيل ٍ مُغيّلِ

وقدكنتُ في (شُكلالَ) ألقى عبيرَها

شميماً كما ينثالُ زهرُ القُرُنْفُلِ

وفي دَوْحةِ (الحَبْناءِ) نشْرُ هَمِيلِِها

كصيد ٍ وإن تمْرَعْ خَضاراً تَنَفّلِ

شموخاً (بذات العَضْبِ) عِزاً وهيبةً

(ودَخْفةَ) من شرق الديار (فمَهْمَلِ)

لها الطوقُ من سُودِ الغرابيبِ مُحْكمٌ

يَحُفّ ثراها من جنوبٍ وشمألِ

لدخفةَ من شرق الديار مكانةٌ

كتاج ٍ عظيم ٍ فوْقَ رأس ٍ مُبجَّل

إذا جئتَ من سفحِ (السوائلِ)مُجْنِباً

ترى باسقات ٍ من مواكيلِ بَهْكَلِ

ألا أيها الحادي على كَوْر ناقةٍ

هنا يستريحُ الركبُ فضلاً تمهّلِ

هنا يستظلُ الناسُ دوماً بظلّها

ويزدادُ كسّابٌ بمطوٍ مُحمَّلِ

(بكهلان) كان الليلُ تسري شعالُه

وفي فجرها سُقيا الصّريمِ المُعثْكِلِ

كأنّي إذا (صيحانُ) بالليلِ سائلٌ

أصيخُ إلى صوتِ الهَصورِ المُجَلجِلِ

إذا ما غشاها السيلُ في العامِ مرّةً

وإن تعلمِ الركبانُ حصداً تنزّلِ

ديارٌ بها شادتْ بنو سعْدِ مجدَها

فتاها على عزمٍ خُذِ المجدَ وانْهلِ

ويُدعى بيوم الحرب فيها مُجوِّرٌ

عصانا وإنْ يُضربْ بها الخصمُ يُقتَلِ

إذا صاح (ناجي) في الرّجالِ توافدوا

إلى (عِلْب شامٍ) هاؤمُ الرأي وافْتُلِ

لعينَيْكَ، قُدْنا في الحروبِ مُهاجِماً

وشتّت بنا شملَ الأعادي وأثقِلِ

وأمٌّ إذا شكّتْ بأنّ وليدَها

بدا الجُبنُ فيهِ يابن همدان فاقْتلِ

إذا ما انفرى الميدانُ من رَكْلِ خيلِنا

ضُحى الشمسِ حِلْناه لليلٍ مُتلْتلِ

يَشبُّ الفتى فينا على سِلْمِ جدِّهِ

ويبني صُروحاً في المعالي ويعتلي

وإن حلّ ضيفُ العسر يوماً بدارنا

قِرانا له شحمُ الرخالِ المجمِّلِ

وإنّي لأهوى الخيلَ خَصّاً ( مهاجماً)

مع ابنِ جُهيزٍ قاسيَ الهمِّ ينْجلي

شَقارٌ به كالشمسِ عند غروبها

كنَقْشٍ بِزَلٍّ حِيكَ من نسْج مِغْزل

وإن ينتهِ خطُّ السباقِ بجولةٍ

يَحُمْ مثلَ صقر ٍ في الفضاء ويفتِلِ

ومهما يُطِلْ بالطير ِفي الوكر منزلٌ

فحتماً بفعل الوقت يعزُبْ ويرحلِ

وكلٌّ له في العالَمينَ جُذورُهُ

ويلقى مع الأجيال دَوْرَ المكمّلِ

(بِغَوْثٍ) لنا ملقىً وجَدٌّ وعزوةٌ

وفي (زايد) و (الغَزّ) نحظى بموئل

(ويامٌ) على رأْسِ القبيلةِ كلِّها

وكهلان جَدُّ الأجمعينَ بمُجْمَل

ومن رأسِ قحطانَ الكبيرِ عُروقُنا

وإنْ طالت الأيامُ بالفخرِ تنسِلِ

بنينا بصرح العِلم مجداً وسمعةً

وفي هذه الأيامِ لسنا بمعزل

وجيلٌ لنا بالحاسباتِ تقدّماً

لنا فيه باعٌ إن سعَ القومُ ننهلِ

وفي دولة الأمجاد نحيا تمدّناً

سعوديةٌ في لُحمةٍ لم تُزيّلِ

وفي نهضةٍ تحظى بكلّ تقدمٍ

بحوثٌ عن التطوير في كلِّ مُقْبِلِ

أعيدوا إلى الحسنا بريقَ جمالها

كروحٍ إذا تحيا بوصلٍ مُعَجّلِ