يا أَيُّها المولى المنُاجي عَبْدهُ

119

يا أَيُّها المولى المنُاجي عَبْدهُ

منه بأَقرب حُجْبِهِ من عِنْدِهِ

مُتَجَلِّياً للعارفين به على

مِقْدار مَبْلَغِ بالِغٍ من حَدِّهِ

فَبِهِ يُخاطِبُهُ ومنه يُجِيبُهُ

وإليه يرجع ما بَدَا من عِنْدِهِ

أَنا ذلك العبد الذي لَوْلاك لم

تبصر بَصِيرَتُهُ طريقةَ رُشْدِهِ

ولأَنت أَدْرَى بي وأَعْلَمُ بالذي

عندي من القول الصحيح وضِدَّهِ

فَارْحَمْ تَضَرُّع مَنْ إِليك به اغتدى

مُتَوَسِّلا ومُعفِّراً من خَدِّهِ

مولايَ لولا خَوْفُ شامَتِك الذي

إِنْ فُهْتُ لم يَكُ لي يَدان برَدِّهِ

لَكَشَفْتُ باطِنَ صورتي في دَعْوَتي

إِيّاك قول مُحَقِّقٍ في قصْدِهِ

لكنَّني أَمْسَكْتُ لم أَنطق به

وكَتَمْتُ سِرّاً باطِناً لم أُبْدِهِ

وإِذا سكَتُّ فإنَّ وَهْمي ناطِقٌ

بالعَجْزِ عنك وذاك غايَةُ جهدِهِ