أَبلِغا عَنّي دُرَيداً مَألُكاً
138
أَبلِغا عَنّي دُرَيداً مَألُكاً
فَمِن القَولِ عَناءٌ لِلمِعَن
تَرَكَ المَرءُ أَخاهُ خَلفَهُ
عَفِرَ الوَجهِ صَريعاً لَم يُجَن
وَتَمَطّى بِدُرَيدٍ قارِحٌ
مِثلُ تَيسٍ يَتَنَزّى في الشَطَن
أَحَسِبتُم دورَهُم نَهباً لَكُم
إِنَّ هَذا مِن دُرَيدٍ لَوَسَن
وَلَهُم بِالجَوفِ أَلفا فارِسٍ
كُلُّ قَرمٍ ذي شَليلٍ وَبَدَن
مِن بَني الحارِثِ قَتّالِ العِدى
وَذَوي الأُكلِ وَإِرفادِ الزَمَن
قَد رَأى مِنّي دُرَيدٌ مَوقِفاً
غُصَّةٌ بِالريقِ في يَومِ حَضَن
فَنَجا يَهمُزُ جَنبَي مُهرِهِ
وَقَناتي في قَفاة كَالشَطَن
كانَ لَولا بَدَرَ المُهرُ بِهِ
قابَ سَوطٍ أَن يُدَهدى لِلذَقَن
فَاِعتَرَف بِالعِتقِ لِلمُهرِ بِهِ
إِنَّها عِندي مِن إِحدى المِنَن
وَزِدِ المَخلاةَ مِنهُ عَنجَداً
وَشَعيراً ثُمَّ أَقفيهِ اللَبَن
وَلَقَد تَعلَمُ أَنّي جِئتُكُم
يَومَ تَرجَ تَحتَ زَورٍ وَثَفِن
وَقَفَلنا بِظِباء خُرَّدٍ
كُلِّ حَوراءَ عُروبٍ كَالوَثَن
وَتَركناكُم كَعَصفٍ يابِسٍ
عَصَفَت ريحٌ عَلَيهِ فَاِطَّحَن