أَسأَلتني بِنَجائِب وَرِحالِها
341
أَسأَلتني بِنَجائِب وَرِحالِها
وَنَسيتِ قَتلَ فَوارِسِ الأَرباعِ
وَبَنى الحُصَينِ أَلَم يَجِئكَ نَعِيُّهُم
أَهلَ اللِواءِ وَسادَةُ المِرباعِ
شَهِدوا المَواسِمَ فَاِنتَزَعنا مَجدَهُم
مِنّا بِأَمرِ صَريمَةٍ وَزِماعِ
وَالحارِثُ بنُ يِزيدٍ وَيحَكَ أَعوِلي
حُلواً شِمائِلُهُ رَحيبُ الباعِ
فَلَو أَنَّني فوديتُهُ لَفَدَيتُهُ
بِأَنامِلي وَأَجَنَّهُ أَضلاعي
لَدَفَعتُ عَنهُ في اللِقاءِ وَفاتَهُ
دَفعي وَكُلَّ مَنِيَّةٍ بِدِفاعِ
تِلكَ الرَزِيَّةَ لا رَكائِبَ أُسلِمَت
بِرِحالِها مَشدودَةَ الأَنساعِ
أَبلِغ لَدَيكَ أَبا عُمَيرٍ مُرسِلاً
فَلَقَد أَنَختَ بِمَنزِلٍ جَعجاعِ
وَلَقَد قَتَلنا مِن بَنيكَ ثَلاثَةً
فَلَتَزِعَنَّ وَأَنتَ غَيرُ مُطاعِ
وَالخَيلُ تَعلَمُ أَنَّني جارَيتُها
بِأَجَشَّ لا ثَلِبٍ وَلا مِظلاعِ
يُصطادُكَ الوَحَدَ المُدِلَّ بِشَأوِهِ
بِشَريجِ بَينَ الشَدِّ وَالإيضاعِ
نَقفوا الجِيادَ مِنَ البُيوتِ فَمَن يبِع
فَرَساً فَلَيسَ جَوادَنا بِمُباعِ
يَهدي الجِيادَ وَقَد تَزايَلَ لَحمُهُ
بِيَدي فَتىً سَمحِ اليَدَينِ شُجاعِ
إِنَّ الفَوارِسَ قَد عَلِمَت مَكانَها
فَاِنعَق بِشاتِكَ نَحوَ أَهلِ رُداعِ
حَيّانِ مِن قَومي وَمِن أَعدائِهِم
خَفَضوا أَسِنَّتَهُم فَكُلٌ ناعي
خَفَضوا الأَسِنَّةَ بَينَهُم فَتَواسَقوا
يَمشونَ في حُلَلٍ مِنَ الأَدراعِ
وَالخَيلُ تَنزو في الأَعِنَّةِ بَينَهُم
نَزوَ الظِباءِ تَحَوَّشَت بِالقاعِ
وَكَأَنَّ قَتلاها كِعابِ مُقامِرٍ
ضَرَبَت عَلى شَزَنٍ فَهُنَّ شَواعي
وَهَلَت وَهيّ تَسورُ في أَرماحِنا
وَرَفَعنَ وَهوَهَة صَهيل وَقاعِ
وَلَحِقنَهُم بِالجِزعِ جِزعِ تَبالَةٍ
يَطلُبنَ أَزواداً لِأَهلِ مِلاعِ
فَفِدىً لَهُم أُمّي هُناكَ وِمِثلُهُم
فَبِمِثلِهِم في الوِترِ يَسعى الساعي
فَلَقَد شَدَدتُم شَدَّةً مَذكورَةً
وَلَقَد رَفَعتُم ذِكرَكُم بِيَفاعِ
فَلَتَبلُغَن أَهلَ العِراقِ وَمَذحَجاً
وَعُكاظَ شَدَّتنا لَدى الإِقلاعِ
أَبلِغ قَبائِلَ مَذحَجٍ وَلَفيفِها
إِنّي حَمَيتُ مُحامِيَ الأَجراعِ
وَتَرَكتُ أَكتَلَ وَالمُخَرَّمَ وَاِبنُهُ
رَهناً لِوِردِ لِعاوِس وَضِباعِ
فَلَكُم يَدايَ بِيَومِ سَوءٍ بَعدَما
مُتَكَفِّلَ بِتَفَرُّقِ وَضِباعِ
وَتَطَلُّ جالِعَةَ القِناعِ خَريدَةٌ
لَم تَبدُ يَوماً غَيرَ ذاتِ قِناعِ
أَبَني مُنَسِّفَةِ اِستِها لا تَأمَنوا
حَرباً تَقُضُّ مَضاجِعَ الهُجّاعِ
حَتّى تُلَفُّ أَصارِمٌ بِأَصارِمٍ
وَيُلَمَّ شَتُّ تَفَرُّقِ الأَوزاعِ
وَتَرى أَبا الأَبداءِ يَسحَبُ هِدمَهُ
حَيرانَ مُلتَجِئاً إِلى الأَكماعِ
وَلَقَد بَلا جُعلُ المَخازي بَأسَنا
وَمَحالَنا في كَبَّةِ الوَعواعِ
فَنَجا وَمُقلَتُهُ يُقَسِّمُ لَحظُها
فَنَّينِ بَينَ أَخادِعِ وَنُخاعِ