أَلِلأَربُـعِ الدُهـمِ اللواتـي كَـأَنَّهــا

147

أَلِلأَربُـعِ الدُهـمِ اللواتـي كَـأَنَّهــا

بَـقِــيّــاتُ وَحـيٍ فـي مُتـونِ الصَحـائِفِ

بِـوَهــبَــيــنِ لَم يَـتــرُك لَهَـنَّ بَـقِــيَّةً

زَفيـفُ الزُبانـى بِالعَـجـاجِ العَواصِفِ

تَـغَــيَّرنَ بَـعــدَ الحَـيِّ مِـمّـا تَمَـعَّجـّت

عَـلَيــهِــنَّ أَعـنـاقُ الرياحِ الحَراجِـفِ

تَصـابَـيـتَ وَاِستَـعـبَـرتَ حَتّـى تَنـاوَلَت

لِحى القَومِ أَطرافُ الدُموعِ الذَوارِفِ

وُقـوفــاً عَـلى مَطـمـوسَـةٍ قَطَـعَـت بِها

نَوى الصَيـفِ أَقرانَ الجَميعِ الأَوالِفِ

قَـلائِصَ لا تَـنــفَــكُّ تَـدمــى أُنوفُهـا

عَـلى طَـلَلٍ مِـن عَهـدِ خَـرقــاءَ شاعِـفِ

كَمـا كُنـتَ تَلقـى قَبـلُ في كُلِّ مَنزِلِ

عَهِـــدتَ بِهِ مَـــيّــــاً فَـــتِـــيٍ وَشــارِفِ

إِذا قُــلتُ قَــلبـــي بــارِئٌ لَبَّسـَت بِهِ

سَقـامـاً مِراضُ الطَرفِ بيـضُ السَوالِفِ

بَـعــيــداتُ مَهـوى كُـلُّ قُـرطٍ عَـقَــدنَهُ

لِطـافِ الخُـصــورِ مُـشــرِفــاتِ الرَوادِفِ

فَما الشَمسُ يَومَ الدَجنِ وَالسَعدُ جارُها

بَدَت بَيـنَ أَعنـاقِ الغَمـامِ الصَوائِفِ

وَلا مُـخــرِفٌ فَـردٌ بِـأَعــلى صَـريــمَــةٍ

تَـصَــدّى لِأَحـوى مَدمَـعِ العَيـنِ عاطِـفِ

بِـأَحــسَــنَ مِـن خَـرقــاءَ لَمّا تَعَـرَّضَـت

لَنــا يَــومَ عــيـــدٍ لِلخـرائِدِ شـائِفِ

سَـرى مَـوهِـنـاً فَاِلتَـمَّ بِالرَكـبِ زائِرٌ

بِخَـرقـاءَ وَاِستَـنـعـى هَوىً غَيـرَ عازِفِ

فَـبِــتــنــا كَـأَنّـا عِنـدِ أَعطـافِ ضُمَّرٍ

وَقَـد غَـوَّرَت أَيـدي النُجـومِ الرَوادِفِ

أَتَـتــنــا بِـرَيّــا بُـرقَــةٍ شـاجِــنِــيَّةٍ

حُـشــاشــاتُ أَنفـاسِ الرياحِ الرَواجِفِ

دَهـاسٍ سَـقَـتـهـا الدَلوَ حَتّـى تَنَـطَّقـَت

بِنَـورِ الخَزامـى في التِلاعِ الجَوائِفِ

وَعَــيـــنــاءَ مِـبــهــاجٍ كَـأَنَّ إِزارَهـا

عَلى واضِحِ الأَعطـافِ مِن رَملِ عاجِـفِ

تَــبَـــسَّمــَ عَـن أَحـوى اللِثـاتِ كَـأَنَّهُ

ذُرى أُقـحُــوانٍ مِـن أَقـاحـي السَوائِفِ

دَعَـتــنــي بِأَسـبـابِ الهَوى وَدَعَوتُهـا

بِهِ مِن مِكـانِ الإِلفِ غَيـرِ المُسـاعِـفِ

وَعَـوصــاءِ حـاجــاتٍ عَـلَيــهــا مَهابَـةٌ

أَطـافَــت بِهـا مَـحـفـوفَـةٍ بِالمَـخـاوِفِ

حِـمــىً ذاتِ أَهـوالٍ تَـخَــطّــيَـتُ دونَها

بِـأَصــمَــعَ مِـن هَمّـي حِيـاضَ المَتـالِفِ

وَأَشــعَـــثَ قَـد نَـبَّهــتُهُ عِـنــدَ رَسـلَةٍ

طَــليـــحَــيــنِ بَـلوى شِـقَّةــٍ وَتَـنــائِفِ

يَـــئِنُ إِلى مَـــسِّ البَـــلاطِ كَــأَنَّمـــا

يَـراهُ الحَـشـايـا مِن ذَواتِ الزَخارِفِ

ثَنـى بَعـدَ ما طالَت بِهِ لَيلَةُ السُرى

وَبِالعـيـسِ بَيـنَ اللامِعـاتِ الجَفاجِفِ

يَــدا غَــيـــرَ مِــمــحــالٍ لِخَـدٍّ مُـلَوَّحٍ

كَصَـفـحِ اليَمـانـي في يَمينِ المُسائِفِ

أَغَــرٌّ تَــمـــيـــمِـــيٌّ كَــأَنَّ جَــبـــيــنَهُ

سَـنـا البَدرِ وافٍ طَلقَـةً غَيـرَ كاسِـفِ

وَأَشـــقَـــرَ بَــلّى وَشــيَهُ خَــفَـــقـــانُهُ

عَلى البيـضِ في أَغمـادِها وَالعَطائِفِ

رِواقٍ يُــظِـــلُّ القَـومَ أَو مُـكــفَــأٍ بِهِ

حَــبـــائِلُهُ مِــن يُــمـــنَـــةٍ وَعَـطــائِفِ

وَأَحـوى كَـأَيـمِ الضالِ أَطرَقَ بَعـدَمـا

حَـبــا تَـحـتَ فَيـنـانٍ مِنَ الظِلِّ وارِفِ

فَــقـــامَ إِلى حَــرفٍ طَــواهــا بِـطَــيِّهِ

بِهـا كُـلَّ لَمّـاعٍ بَـعــيــدِ المَـســاوِفِ

جُــمـــالِيَّةــٍ لَم يَـبــقَ إِلّا سَـراتُهــا

وَأَلواحُ شُــمِّ مُــشــرِفــاتِ الحَـنــاجِــفِ

وَأَغـــضَــــفَ قَـــد غــادَرتُهُ وِاِدَّرَعــتُهُ

بِـمُــســتَـنـبَـحِ الأَبوامِ جَمَّ العَوازِفِ

بَـعــيـدٍ مِنَ المَسـقـى تَصـيـرُ بِجَـوزِهِ

إِلى الهَطـلِ هِزّاتُ السَمـامِ الغَوارِفِ

وَقَــمّـــاصَــةٍ بِـالآلِ داوَيـتُ غَـولَهــا

مِنَ البُعـدِ بِالمُـدرَنـفِـقـاتِ الخَوانِفِ

قَـمــوسِ الذُرى تـيــهٍ كَـأَنَّ رِعـانَهــا

مِنَ البُعـدِ أَعنـاقُ العِيافِ الصَوادِفِ

إِذا اِحتَـفَّتـِ الأَعلامُ بِالآلِ وَاِلتَقَت

أَنابـيـبُ تَنـبـو بِالعُـيـونِ العَوارِفِ

عَسَـفـتُ اللَواتي تَهلِكُ الريحُ دونَها

كَـلالاً وَجِـنّــانُ الهِـبِــلِّ الُمـســالِفِ

بِـشُــعــثٍ عَـلى أَكوارِ شُدقٍ رَمى بِهِم

رَهاءَ الفَلا نائي الهُمومِ القَواذِفِ

تُـسـامـي عَثـانـيـنَ الحَرورِ وَتَرتَـمـي

بِـنــا بَـيــنَهـا أَرجاءَ خُرقٍ نَفـانِـفِ

إِذا كـافَــحَــتـنـا نَفـحَـةٌ مِن وَديقَـةٍ

ثَنَـيـنـا بُرودَ العَصـبِ فَوقَ المَراعِفِ

وَمُغـبَـرَّةِ الأَفيـافِ مَسـحـولَةِ الحَصـى

دَيـامــيــمُهــا مَبـنـوقَـةٌ بِالصَـفـاصِـفِ

صَــدَعـــتُ وَأَسـلاءُ المَهـارى كَـأَنَّهــا

دِلاءٌ هَــوَت دونَ النِــطــافِ النَـزائِفِ

بِخـوصٍ مِنَ اِستِـعـراضِهـا البيدَ كُلَّما

حَدا الآلَ حَرُّ الشَمـسِ فَوقِ الأَصالِفِ

مَـسَــتــهُــنَّ أَيّـامُ العَبـورِ وَطولُ ما

خَبَـطـنَ الصُوى بِالمُـنـعَـلاتِ الرَواعِفِ

وَجَـذبُ البُـرى أَمـراسَ نَـجـرانَ رُكَّبَت

أَواخِــيُّهـــا بِـالمُــرأَيــاتِ الرَواجِـفِ

وَمَـطــو العُـرى في مُجـفَـراتٍ كَأَنَّهـا

تَـوابـيـتُ تُنـضـي مُخـلِصـاتِ السَفـائِفِ

بَرى النَحـزُ مِنـهـا عَن ضُلوعٍ كَأَنَّها

بِـمُــخــلَولَقِ الأَزوارِ عـوجُ العَطـائِفِ

يَــمـــانِــيَــةٌ صُهـبٌ تُـدَمّــي أُنـوفَهــا

أَزابِـيُّ مِـن مَـرفــوعِهــا المُـتَـقـاذِفِ

إِذا فَـرقَـدُ المَومـاةِ لاحَ اِنتَـضَـلنَهُ

بِـمَـكـحـولَةِ الأَرجاءِ بيـضِ المَواكِـفِ

رَمَـتـهـا نُجـومُ القَيـظِ حَتّـى كَأّنَّهـا

أَواقِـيُّ أَعـلى دُهـنِهــا بِـالمَــنـاصِـفِ

إِذا قالَ حاديـنـا أَيا عَسَـجَـت بِنـا

صُهـابِــيَّةــُ الأَعـرافِ عـوجُ السَـوالِفِ

وَصَـلنـا بِها الأَخمـاسَ حَتّـى تَبَـدَّلَت

مِـنَ الجَهـل إِحلامـاً ذَواتُ العَجـارِفِ

تَــرى كُــلَّ شِــرواطٍ كَــأّنَّ قُـتــودَهــا

عَـلى ظَهـرِ مَـكــدومِ الصَبِـيَّيـنِ صائِفِ

مُــرِنِّ الضُــحــى طـاوٍ بَـنــى صَهَـواتِهِ

رَوايـا غَـمــامِ النَـثــرَةِ المُتَـرادِفِ

يَصِـدُّ الشَرايـا مِن عَنـاجـيـجَ لاحَها

هُـبــوبُ الثُـرَيّـا وَاِلتِزامُ التَنـائِفِ

إِذا خافَ مِنـهـا ضِغـنَ حَقـبـاءَ قِلوَةٍ

حَـداهــا بِـصَــلصـالٍ مِنَ الصَوتِ جادِفِ

وَهَيـجُ التَنـاهـي وَاِطِّرادٌ مِنَ السَفـا

وَتَـشــلالُ مَـخـطـوفِ الحَشـا مُتَـجـانِـفِ