إِنْ صحَّ ما قالوا وما شَنَّعُوا
150
إِنْ صحَّ ما قالوا وما شَنَّعُوا
من الكلامِ الفاسِدِ الفاضِحِ
عن معشرٍ في الدين قد حَلَّلُوا
ما هو بئس الكَدْح للكادِحِ
وَاسْتَوْطَئُوا مَرْكَب فِسْقٍ به
أَوْروا زِناد الكُفْرِ لِلاَّمِحِ
لَشهْوةٍ حسِّيَّةٍ عندها
باعوا الفُراتَ العَذْب بالماِلحِ
وللطبيعيّات فيها غَدَوْا
عالِين منها مرْكبَ الجامِحِ
فنحن منهم أَبْرياءٌ كما
تَبَرَّأَ الناجي من الطالِحِ
ولعنة الله على كل من
ناواه من غادٍ ومن رائِحِ
قد قُلْتُ ما قُلْتُ به رافِعاً
عَقِيرَةَ المُعْلى به البائِحِ
دينَي لَعْنُ الباطنِّي الذي
يَصُدُّ عن نَهْجِ الهُدَى الواضِحِ
وكلُّ من دانَ بما دانَه
أُحِلُّ جاري دَمِهِ السافِحِ
قومٌ فُروضَ الشَّرْعِ قد عطَّلُوا
وصيَّرُوها هُزُؤ المازِحِ
وكذَّبوا بالبَعْثِ وواسْتَصْوَبُوا
في الدين غير العمل الصالِح
وأَوْجبُوا من كان ذا محْرَمٍ
كالأُمّ أَو كالِبنْتِ للناكِحِ
وحَلَّلوُا الخمر معاً والزِّنا
والفِسْقَ للداني وللنازِحِ
تَأَوُّلاً دانوا به فاسِداً
قد رسبوا في حهله الطافِحِ
حَلُّوا عُقود الشرع من دينهم
حتَّى غَدوْا كالنَّعَم السارِحِ
هيهات ما في الدين من رُخْصَةٍ
يَسْمُو إليها نَظَرُ الطامِحِ
ما استعبد الله تعالى الوَرَى
بما اقتضاه مزحُ المازِحِ
من مُبْلِغٌ عنِّيَ قوماً نَسُوا
ممّا تسمّوا صَفْقَةَ الرابحِ
يرون أَنَّ الدين ما سَوَّلَتْ
أَنفسُهم من عملٍ فاضحِ
بَراءَتي منهم ولَعْني لهم
حتَّى أُوَاري بيَدِ الضارِحِ
لا قدّس الله لهم أَنفساً
قد عَدَلَتْ عن سَنَن الناصِحِ
وحبّذا قومٌ همُ ما هُمُ
تمسكوا بالمَتْجَرِ الرابِحِ
وأَخلصوا لله مولاهمُ
ديناً وللمُستخِلص المانِحِ
لم يسبحوا في بحر لَهْو به
قد سَبَحَ الناسُ مع السابحِ
ولا دَعَوْا خِزْياً إِلى ما دَعوْا
إِليه لكنْ مَدح المادِحِ
ولا أَتَوْا فاحِشَةً أُطْلِقَتْ
عليهمُ في القَدْح للقادِح
بل جانبوا الدينا وما استكلبوا
على الدَّنايا كَلَبَ النابِحِ
واتَّبعوا الشَّرْعَ فما فيهمُ
من تاركٍ ذاك ولا طارِحِ
واستعملوا الدين فلم يَزْجُرُوا
عِيافَةَ السانِحِ والبارِحِ
ما سَرَّهم خَيْرٌ ولا ساءَهم
من شَرِّ ذي شَرٍّ ولا فادحِ
قد شغلوا بالدَّرْسِ أَوقاتهم
في الدهر من ماسٍ ومن صابِحِ
حتَّى غَدَوْا أَعلامَ عِلْمٍ به
يقوم قصد العانِدِ الجانِحِ
وأُطْلِعُوا من سِرِّ أَسراره
على خفيٍّ لهمُ لائِحِ
وعاهدوا الله على سَتْرِهِ
من كل ضِدٍّ حاِسدٍ كاشِحِ
فهم يَديِنون لمولاهمُ
من تحت سَتْرٍ لهمُ سانِحِ
أُولاك إِخوانَي لم يَنْأ بي
عن سُوحِهم مَنْدُوحَة النادِحِ
تفترقُ الأَشباحُ منَّا وما ال
أَرواحُ من ذلك بالبارِحِ
فَقُلْ لمن يُزْري على مذهبي
زَرْيَ الثموديِّ على صالِحِ
هذا اعتقادي فَاقْفُ أَو فاعْتَزِلْ
طِرْتُ فلازِمْ صِفَةَ الرازِحِ
ومن يُناضِلْني عليه يَجِدْ
من حُجَجي مُوهِيَةَ الناطِحِ
أَدْمَغُ بالحقِّ أباطِيلَه
دمَغَ النَّوى عن حَجَر الراضِحِ
ها أَنَذا أَعْرضُ نفسي فمن
شاء فذا بابي للفاتحِ
ولاءُ أَهل البيت ديني الذي
به مَسحْتُ الكَفَّ للماسِحِ
هُم شُفَعائي يوم بعثي إِذا
ما جَمَّعَتْنا صَيْحَةُ الصائِحِ
يا قادِحاً زَنْدَ مَلامي على
حُبِّهِمُ قُبِّحْتَ من قادِحِ
سَمَحْتُ من قَبْل مُوالاتهم
بما به لم أُضْحِ بالسامِحِ
صافَحتُهم بالعَهد في حين أَن
صَفَحْتَ عنهم أَخدع الصافِحِ
فكيف أَن نَرْجُو نكْثى به
بعد اصطِفائي نظر الناقِحِ
هبهات حُبِّي لهمُ حُبّ من
ينجو بهم من لَهَبٍ لافِحِ
عَسايَ أَنْ أُبْعَثَ في محشري
صاحِبَ ميزانٍ بها راجِحِ
وَجَّهْتُ وجهي لهمُ طائِعاً
ولا أُبالي رمَحَ الرامِحِ
رِضًى حِمامي فيهمُ بالذي
أَنالُهُ من عَتَبِ الجارِحِ
والله لولا ما غدا شارِحاً
له الذي قُدِّسَ من شارِحِ
في طاعة الله وطاعاتهم
على الولىّ العابد السائِحِ
ما شاكَ ذل رحْمِيَ بي شائِكٌ
ولا اغتدى ذا وَدجٍ فاتِحِ
بل في رِضاء الله لمّا اغتدى
يمْتَحُ في الفِسْق مع الماتِحِ
وارتكب الفَحْشاءَ من مَحْرمٍ
باشَرَ منه أَيّما جائِحِ
جَشَّمتُ نفسي خُطَّةً صَعْبَةً
فيه أَتَتهُ يِرَدًى تائِحِ
غَسَلْتُ عن عِرْضي وعن عِرْضه
بها مَقالَ القائِلِ القابِحِ