رَأَيتُ وَقَد أَتى نَجرانُ دوني

204

رَأَيتُ وَقَد أَتى نَجرانُ دوني

وَلَيلى دونَ أَرحُلِهـا السَديرُ

لِلَيـلى بِالغُـمَـيِّمـِ ضَوءَ نارٍ

يَلوحُ كَأَنَّهـُ الشِعرى العَبورُ

إِذا ما قُلتُ خابِـيَـةٌ زَهاهاً

سَوادُ اللَيلِ وَالريحُ الدَبورُ

فَمـا كادَت وَلَو رَفَعوا سَناها

لِيُبـصِـرَ ضَوءَهـا إِلّا البَصيرُ

فَـبِــتُّ كَأَنَّنـي سافَهـتُ خَمـراً

مُـعَــتَّقــَةً حُـمَــيّــاهــا تَـدورُ

فَقُـلتُ لِصُحـبَـتـي هَل يُبلِغَنّي

إِلى لَيلى التَهَجُّرُ وَالبُكـورُ

وَإِدلاجي إِذا الظَلماءُ أَلقَت

مَـراسِــيَهــا وَهـادٍ لا يَجـورُ

وَقـولي كُـلَّمـا جاوَزتُ خَرقـاً

إِلى خَرقٍ لِأُخرى القَومِ سيروا

بِنـاجِـيَـةٍ كَأَنَّ الرَحلَ مِنـها

وَقَد قَلِقَت مِنَ الضُمرِ الضُفورُ

عَــلى أَصــلابِ جَــأبٍ أَخــدَرِيٍّ

مِـنَ اللائي تَـضَــمَّنــَهُـنَّ إيرُ

رَعى بُهمى الدَكادِكِ مِن أَريكٍ

إِلى أُبـلى مُـنـاصـيـهِ حَفـيـرُ

فَلَمّـا أَن رَأى القُريانَ هاجَت

ظَـواهِــرُهـا وَلاحَتـهُ الحَرورُ

وَأَحـنَــقَ صُـلبُهُ وَطَـوى مِعـاهُ

وَكَشـحَـيـهِ كَمـا طُوِيَ الحَصيرُ

دَعـاهُ مَـشــرَبٌ مِـن ذي أَبـانٍ

حِـسـاءٌ بِالأَبـاطِـحِ أَو غَديـرُ

فَـظَــلَّ بِهِـنَّ يَـحـدوهُـنَّ قَصـداً

كَمـا يَحـدو قَلائِصَهُ الأَجيرُ

أَقَـبُّ كَـأَنَّ مَـنــخِـرَهُ إِذا ما

أَرَنَّ عَـلى تَـواليــهِــنَّ كـيــرُ

لَهُ زَجَـلٌ تَـقــولُ أَصَـوتُ حـادٍ

إِذا طَلَبَ الوَسيـقَـةَ أَو زَميرُ

مُــدِلٌّ شَــرَّدَ الأَقـرانَ عَـنــهُ

عِـراكٌ ما تَعـارَكَهُ الحَمـيـرُ

وَأَصبَحَ في الفَلاةِ يُديرُ طَرفاً

عَـلى حَـذَرٍ تَـوَجُّســُهُ كَـثــيــرُ

لَهُ زَجَـلٌ كَـأَنَّ الرِجـلَ مِـنــهُ

إِذا ما قامَ مُعـتَـمِـداً كَسيرُ

فَـأَورَدَهُــنَّ تَـقــريــبـاً وَشَدّاً

شَرائِعَ لَم يُكَـدِّرهـا الوَقيـرُ

فَـخـاضَ أَمامَهُـنَّ الماءَ حَتّـى

تَـبَــيَّنــَ أَنَّ سـاحَــتَهُ قَـفـيـرُ

فَلَمّـا أَن تَغَـمَّرَ صاحَ فيـهـا

وَلَمّا يَعـلُهُ الصُبـحُ المُنيرُ

معلومات عن الشاعر: الشماخ بن ضرار الغطفاني

الشماخ الذبياني ? – 22 هـ / ? – 642 م الشماخ بن ضرار بن حرملة بن سنان المازني الذبياني الغطفاني. شاعر مخضرم، أدرك الجاهلية