طـــالَ فـــي رَســـمِ مَهــدَدٍ أَبَــدُه

282

طـــالَ فـــي رَســـمِ مَهــدَدٍ أَبَــدُه

وَعَـــفــــا وَاِســـتَــــوى بِهِ بَـــلَدُه

وَمَـــحــــاهُ تَهـــطـــالُ أَســمِـــيَـــةٍ

كُـــــلَّ يَـــــومٍ وَلَيـــــلَةٍ تـــــرِدُه

غَــيـــرَ حَــشـــوٍ مِـن عَـرفَــجِ غَـرَضٍ

لِرِيــــاحِ المَــــصــــيــــفِ تَـــطَّرِدُه

وَبَــقـــايــا مِـن نُـؤيِ مُـحــتَــجِــزٍ

وَمــــصـــــامٍ مُــــشَـــــعَّثــــٍ وَتِـــدُه

وَخَــصـــيـــفٍ لَدى مَــنــاتِــجِ ظِـئرَي

نِ مِـــنَ المَــرخِ أَتــأَمَـــت زُنُــدُه

تَـــرَكَ الدَهـــرُ أَهــلَهُ شُــعَـــبـــاً

فَـاِســتَــمَــرَّت مِـن دونِهِـم عُـقَــدُه

وَكَـذاكَ الزَمـانُ يَـطــرُدُ بِـالنــا

سِ إِلى اليَـــــومِ يَــــومُهُ وَغَــــدُه

لا يُريـشـانِ بِاِخـتِـلافِهِـمـا المَر

ءَ وَإِن طــالَ فــيـــهِـــمـــا أَمَــدُه

كُـلُّ حَـيٍّ مُـســتَــكــمِــلٌ عِدَّةَ العُم

رِ وَمـــودٍ إِذا اِنــقَـــضـــى عَــدَدُه

عَجَـبـاً ما عَجِـبـتُ مِن جامِعِ الما

لِ يُـــبــــاهــــي بِهِ وَيَـــرتَـــفِـــدُه

وَيُـــضــــيــــعُ الَّذي يُــصَـــيِّرُهُ اللَ

هُ إِلَيـــهِ فَــلَيـــسَ يَــعـــتَـــقِـــدُه

يَومَ لا يَنـفَـعُ المُخَـوَّلَ ذا الثَر

وَةِ خُـــــــــــــــــــــــلّانُهُ وَلا وَلَدُه

ثُـمَّ يُـؤتــى بِهِ وَخَصـمـاهُ وَسطَ ال

جِــــنِّ وَالإِنــــسِ رِجــــلُهُ وَيَــــدُه

خـاشِــعَ الطِـرفِ لَيـسَ يَنـفَـعُهُ ثَمْ

مَ أَمـانِــيُّهــُ أَمـانِـيُّهـُ وَلا لَدَدُه

قُل لِباكـي الأَموتِ لا يَبكِ لِلنا

سِ وَلا يَـــســــتَـــنِـــع بِهِ فَــنَـــدُه

إِنَّمـا الناسُ مِثـلُ نابِـتَـةِ الزَر

عِ مَــتـــى يَـأنِ يَـأتِ مُـحــتَــصِــدُه

وَاِبــنِ سَــبـــيـــلٍ قَـرَيــتُهُ أُصُـلاً

مِـن فَـوزِ حَـمــكٍ مَـنـسـوبَـةٍ تُلُدُه

لَم يَــســـتَـــدِر رِبــابَـــةٍ وَنَــحــا

أَصـلابَهــا وَشـوَشُ القِـرى حَـشِــدُه

دَفـعــتُ فـيـهـا ذا مَيـعَـةٍ صَخِـبـاً

مِــغـــلاقَ قَــمـــرٍ يَــزيـــنُهُ أَوَدُه

لَم يَـبــقَ مِـن مَـرسِ كَـفِّ صـاحِــبِهِ

أَخـــلاقُ سِـــربــــالِهِ وَلا جُـــدُدُه

مـــوعَـــبُ ليــطِ القَــرا بِهِ قُــوَبٌ

سـودٌ قَـليــلُ اللِحـاءِ مُـنــجَــرِدُه

يُـعــدو مِـنَ الحَـيِّ ضَـيــفُهُ دَسِمـاً

وَإِن أَوى وَهـــوَ ظـــاهِــــرٌ وَبَـــدُه

مُـــجَـــرِّبٌ بِــالرِهـــانِ مُــســـتَـــلِبٌ

خَــصـــلَ الجَـواري طَـرائِفٌ سَـبَــدُه

إِذا اِنـتَــحَــت بِالشِـمـالِ شانِـحَـةً

جـالَ بَـريــحـاً وَاِستَـفـرَدَتـهُ يَدُه

نِـعــمَ نَـجــيــشُ القِـرى نُهيـبُ بِهِ

لَيـلاً إِذا البَـركُ حـارَدَت رُفُـدُه

بِاَنَ الخَليـطُ الغَداةَ فَاِسـتَلَبوا

مِــنـــكَ فُـؤاداً مُـصــابَــةً كَـبَــدُه

وَاِسـتَــقــبَــلَتـهُـم هَيـفٌ لَها حَدَبٌ

تُـزجــى سَـيــالَ السَـفــى وَتَـطَّرِدُه

هـاجَــت نِـزاعــاً سَهـواً مُنـاكِـبَـةً

مِـن فَـجٍّ نَـجــرانَ تَـغــتَـلي بُرُدُه

رَفَـعــنَ فَـوقَ المُـخَــيَّســاتِ ضُـحــىً

لِلبَـيــنِ لَمّـا تَـقَــعــقَـعَـت عَمَـدُه

كُــلَّ مُــنــيــفٍ كَـالقَــرِّ مُـعــتَــدِلٍ

بَــيـــنَ فِـئامَــيــنِ سُـوِّيَــت مُهُـدُه

مُـصــغِــيـاتٍ يَرسِـمـنَ في عُرُضِ الآ

لِ رَســيـــمـــاً مُــواشِــكــاً حَـفَــدُه

فــيـــهِــم لَنـا خُـلَّةٌ نُـواصِــلُهــا

فـي غَـيــرِ أَسـبــابِ نـائِلٍ تَعِـدُه

إِلّا حَـديــثــاً رَسـلاً يُـضَـلِّلُ بِال

عِـزهــاتِ وَالمُـسـتَـنـيـعُ فيـهِ دَدُه

لَم تَــأكُـــلِ الفَـثَّ وَالدُعـاعَ وَلَم

تَـنــقُـف هَبـيـداً يَجـنـيـهِ مُهتَـدُه

هَــل تُــبـــلِغَـــنّـــيـــهِـــم مُــذَكَّرَةٌ

وَجَـنــاءُ مَـضــبــورَةُ القَرا أُجُدُه

يَــبـــرُقُ فــي دَفِّهــا سَــلائِقُهـــا

مِــن بَــيـــنِ فَــذٍّ وَتَــوءَمٍ جُــدَدُه

ذاتُ شِــنـــفــارَةٍ إِذا هَـمَــتِ الذِف

رى بِـــمــــاءٍ عَـــصــــائِمٍ جَــسَـــدُه

كـعــراقِ الأَطِـبَّةــِ السودِ يَسـتـنْ

نُ كَــحَـــبـــلٍ يَــجــولُ مُـنــفَــصِــدُه

مِـثــلَ حَـبِّ الكَبـاثِ يَحـدُرُهُ اللي

تُ إِذا مـــا اِســتَـــذابَهُ نَــجَـــدُه

حيـنَ قالَ اليَعفورَ وَاِعتَدَلَ الظِلْ

لُ وَكــــانَـــــت فُـــضــــولَهُ وُسُـــدُه

وَاِنتَمى اِبنُ الفَلاةِ في طَرَفِ الجَذ

لِ وَأَعــيـــا عَــلَيـــهِ مُــلتَـــحَــدُه

فــي مَــليــعٍ كَـأَنَّ حَـفّــانَهُ الرَك

بُ إِذا مــا اللَظــى جَـرى صَـخَــدُه

لَمّـا وَرَدتُ الطَـوِيَّ وَالحَوضُ كَالص

يـــرَةِ دَفــنُ الإِزاءِ مُــلتَـــبِـــدُه

سـافَــت قَـليــلاً أَعـلى نَـصــائِبِهِ

ثُـمَّ اِسـتَــمَــرَّت فـي طامِـسٍ تَخِـدُه

وَقَــد لَوى أَنــفَهُ بِــمَـــشــفَــرِهــا

طِــلحُ قَــراشــيــمَ شـاحِــبٌ جَـسَــدُه

عَـلٌّ طَـويــلُ الطَوى كَبـالِيَـةِ السُ

فـعِ مَـتــى يَلقَ العُلوَ يَصـطَـعِـدُه

كَــأَنَّهـــا خــاضِـــبٌ غَــدا هَــزِجــاً

يَـنــقُــفُ شَـريَ الدَنـا وَيَحـتَـصِـدُه

ظَــلَّ بِــنَــبــذِ التَـنّــومِ يَـخــذِمُهُ

حَـــتّـــى إِذا يَــومُهُ دَنــا أَفَــدُه

راحَ يَـشُــقُّ البِـلادَ مُـنــتَــخَــبــاً

حَـمــشَ الظَـنــابـيـبِ طائِراً لَبَدُه

حَـتّــى تَـلاقــى وَالشَـمـسُ جانِـحَـةٌ

أُدحِـيَّ عِـرسَــيــنِ رابِـيــاً نَـضَــدُه

بــاتَ يَــحُـــفُّ الأُدحِــيَّ مُــتَّخـــِذاً

كِـســرَي بِـجــادٍ مَهـتــوكَــةٍ أُصُـدُه

أَذاكَ أَم نـــــاشِــــــطٌ تَــــوَسَّنـــــَهُ

جــاري رَذاذٍ يَــســتَــنُّ مُـنــجَــرِدُه

بــاتَ لَدى نُــعـــذَةٍ يَــطــوفُ بِهـا

فــي رَأسِ مَــتــنٍ أَبـزى بِهِ جَـرَدُه

طَــوفَ مُــتَـــلّي نَــذرٍ عَـلى نُـصُــبٍ

حَـــولَ دَوارٍ مُـــحــــمَــــرَّةٍ جُـــدَدُه

لَمّا اِستَـبـانَ الشَبـا شَبا جِربيا

ءِ المَــسِّ مِــن كُـلِّ جـانِــبٍ تَـرِدُه

غاطَ حَتّـى اِستَـبـاثَ مِن شِيَمِ الأَر

ضِ سَـــفــــاةً مِـــن دونِهــا ثَــأَدُه

طــالِعٌ نِــصـــفُهُ وَنِــصـــفٌ يُــواري

هِ حَـــفــــيـــرٌ يَــحُـــفُّهـــُ سَــنَـــدُه

بَـيَّتــَهُ السَـمــاءُ مِـن آخِـرِ اللَي

لِ بِــــشُـــــؤبــــوبٍ مُهـــذِبٍ بَـــرَدُه

فَهـوَ طـافٍ يَـزِلُّ عَن مَتـنِهِ القَط

رُ نَــــــقِـــــــيُّ إِهـــــابُهُ صَـــــرِدُه

وَغَـذا إِذ بَدَت لَهُ الشَمـسُ يَجـتـا

بُ كَــثـــيـــبـــاً خَــلا لَهُ عَــقِــدُه

بَـــيــــنَـــمـــا ذاكَ هــاجَهُ غُــدوَةً

جَـــمــــعُ ضِـــروٍ مُـــقَــــلَّدٌ قِـــدَدُه

صـائِبــاتُ الصُـدورِ يَبـدو إِذا أَق

عَــيـــنَ مِــن كُــلِّ مِــرفَـــقٍ بَـدَدُه

يَبـتَـدِرنَ الأَحراجَ كَالثَولِ وَالحِر

جُ لِرَبِّ الصُـــيــــودِ يَــصـــطَـــفِـــدُه

مُـرعِــيــاتٍ لِأَخـلَجِ الشِـدقِ سِلعـا

مٍ مُـــمَــــرٍّ مَـــفـــتـــولَةٍ عَــضُـــدُه

يَضـغَـمُ النابِيءَ المُلَمَّعَ بَينَ الرَ

وقِ وَالعَــيـــنِ ثُــمَّ يَــقـــتَـــصِــدُه

ثُـمَّ إِن لَم يُـوافِهِ القَومُ لَم يُش

كِـل عَـلَيــهِ مِـن أَيـنَ يَـفــتَـصِـدُه

ذا ضَـريــرٍ يَـصِــرُّ مِثـلَ صَريـرِ ال

قَـــعــــوِ لَمّـــا أَصـــاحَهُ مَــسَـــدُه

مِـن خِلالِ الأَلاءِ عايَـنَ فَاِنـقـضْ

ضَ مَـــلِيّــــاً مـــا يَــرعَـــوي زُؤُدُه

ثُـمَّ آدَتـهُ كِـبــرِيــاءُ عَلى الكر

رِ وَحَـــردٌ فـــي صَـــدرِهِ يَـــجِــــدُه

فَهــوَ ثــانٍ يَــذُوحُهُـــنَّ بِــرَوقَـــي

هِ مَــعـــاً أَو بِــطَـــعـــنِهِ عَــنَــدُه

ذا ضَـريــرٍ يَـشُــكُّ آبـاطَهـا القُص

وى بِــطَـــعــنٍ يَـفــوحُ مُـعــتَــنِــدُه

تَـتَــشَـظّـى عَنـهُ الضِراءُ فَمـا تَث

بُــــتُ أَغــــمــــارُهُ وَلا صُـــيُــــدُه

فَـنَهــى سُـبـحَـةَ اليَقـيـنُ وَما لا

قــى عِــطــافٌ وَالمَـوتُ مُـحــتَــرِدُه

إِذا أَقـادَتــهُ عـادَةٌ طـانَ يَرجـو

هـا فَـوافــى المَـنــونَ تَـرتَـصِـدُه

وَغَذا الثَورُ يَعـسِفُ البيدَ لا يَك

تَـــنُّ مِـــن جَـــريِهِ وَيَـــجـــتَهِـــدُه

فَـذاك شَـبَّهــتُ نـاقَــتـي غَيـرَ ما

ضَمَّتـ قُتـودُه الحاذَيـنِ أَو عُقَـدُه

إِذا غَـدَت تَـمـتَـحـي مَعـاجـيـلَ خَلْ

لٍ إِذا مــا اِنــتَـــحَـــت بِهِ كُـؤُدُه

معلومات عن الشاعر: الطرماح بن حكيم الطائي

الطِّرمَّاح بن حكيم بن الحكم، من طيء. شاعر إسلامي فحل، ولد ونشأ في الشام، وانتقل إلى الكوفة فكان معلماً فيها. واعتقد مذهب (الشراة) من الأزارقة