عَجِبْتُ لِمَسْراَها وأنَّى تَخَلَّصَتْ
76
عَجِبْتُ لِمَسْراَها وأنَّى تَخَلَّصَتْ
إليَّ وبابُ السِّجْنِ بالقُفْلِ مُغلَقُ
عجبتُ لِمَسْراَها وسربٌ أَتَتْ بِهِ
بُعَيْدَ الكَرَى كادتْ له الأرضُ تُشْرِقُ
أَلَمَّتْ فَحَيَّتْ ثم قَامَتْ فَوَدَّعَتْ
فلما تَوَلَّتْ كَادَتِ النفسُ تَزْهَقُ
فلا تَحْسَبِي أَنِّي تَخَشَّعْتُ بَعْدَكُم
لشَيءٍ ولا أَنيِّ من الموت أَفْرَقُ
وكيف وفي كَفَّي حُسَامٌ مُذَلَّقٌ
يَعُضّ بِهَامَاتِ الرِّجَالِ ويِعْلَقُ
ولا أنَّ قلبي يَزْدَهيهِ وَعِيدُهُمْ
ولا أَنَّنِي بالمشي في القَيْدِ أَخْرَقُ
ولَكنْ عَرَتْنِي مِنْ هَوَاكِ صَبَابَةٌ
كما كُنتُ أَلقْى مِنْكِ إذْ أَنَا مُطْلَقُ
فأمَّا الهَوَى والوُدُّ مني فَطَامِحٌ
إليكِ وجُثْمَانيِ بِمَكَّةَ مُوثَقُ