عَرَفَت مِنَ الكُنودِ بِبَطنِ ضَيمٍ

182

عَرَفَت مِنَ الكُنودِ بِبَطنِ ضَيمٍ

فَجَوِّ بِشائِمٍ طَلَلاً مُحيلا

تَعَفّى رَسمُهُ إِلّا خِياماً

مَجَلَّلَةٌ جَوانِبُها جَليلا

عَداني أَن أَزورَكَ أَنَّ قَومي

وَقَومُكَ أَلقَحوا حَرباً شَمولا

وَأَنَّكَ لَو رَأَيتَ الناسَ يَومَ ال

حِيارِ عَذَرتِ بِالشُغُلِ الخَليلا

غَداةَ تَصارَخَت عَبدُ بنُ عَمرٍو

وَأَهلُ تُضاعِ فَاِحتَمَلوا قَتيلا

غَداةَ حَبا لَهُم عَمرُو بنُ عَمرٍو

بِشِكَّةِ كامِلٍ يَدعو جَزيلا

فَرَدّوهُ بِمُشعَلَةٍ قَلوسٌ

تَخالُ رِداءَهُ مِنها طَميلا

وَقامَ مُصَوِّبٌ مِنّا وَمِنهُم

وَكُلٌّ يَتَحي حَنَقاً وَبيلا

وَقامَ مُصَوِّتانِ بِرَأسِ عَثٍّ

أَقامَ الحَربَ وَالعَيَّ الطَويلا

وَغودِرَ في دِيارِهِم حُبَيشٌ

وَعيلَ عَلى الأَكارِسِ أَن يَؤولا

وَعيلَ عَلى الحُمولِ وَمَن عَلَيها

فَلا سَيراً يُطيقُ وَلا حُلولا

وَنُسلِكُهُم مَدارِجَ بَطنِ صُرٍّ

إِلى قَرنٍ كَما سُقتَ الحَسيلا

كَأَنَّ نِساءَهُم بَقَرٌ مِراحٌ

خِلالَ شَقائِقٍ تَطَأُ الوُحولا

لَهُنَّ صَواعِقٌ يَعرِفنَ فينا

بَني الأَخواتِ وَالنَسَبَ الدَخيلا

بِكُلِّ خَبيبَةٍ وَمَجازِ عُرضٍ

تَرى نَمَطاً يُطَوَّحُ أَو خَميلا

فَلَمّا أَن هَبَطنا القاعَ رَدّوا

غَواشينا فَأَدبَرنا حُفولا

وَقامَ لَنا بِبَطنِ القاعِ صيقٌ

فَخَلّى الوازِعونَ لَنا السَبيلا

فَأَدرَكنا دُعاهُم مِن بَعيدٍ

نَهتَزُّ البيضَ يَشفينَ الغَليلا

فَأَيّاً ما رَأَيتَ نَظَرتَ طِرفاً

عَلَيهِ الطَيرَ مُنعَفِراً تَليلا

فَلَمّا أَن رَأَيتُ القَومَ فَلّوا

فَلا رِنداً قَبَضتُ وَلا فَتيلا

حَبَكتُ مَلاءَتي العَلِيّا كَأَنّي

حَبَكتُ بِها قُطامِياً هَزيلا

كَأَنَّ مِلاءَتي عَلى هِجَفٍّ

أَحَسَّ عَشِيَّةً ريحاً بَليلا

عَلى حَثِّ البَرايَةِ زَمخَرِيِّ ال

السَواعِدِ يَنبَري رَتَكاً زَليلا

وَأَدبَرَ عايِذُ البَقمي شَدّاً

يَكُدُّ الصَمدَ وَالحَزَنَ الرَحيلا

وَغادَرَنا وَغادَرَ مَولِيانا

بِقاعَ أَبيدَةِ الوَغمَ الطَويلا