من وَصْفِ ذي النَّسَبِ الأَصَحِّ الأَشهر

141

من وَصْفِ ذي النَّسَبِ الأَصَحِّ الأَشهر

الأَوضح المعروف غير المُنْكَرِ

أَن لا تكون خطوطه وعقوده

شَرَكاً لذي ثِقَةٍ به لم يحذَرِ

لا سيّما من كان مِثْلَك يقتضي

نَسَباً إلى أَصل البتول وحيدرِ

يا غادراً مُذْ كان لا في هذه

قُلْ لي بأَية ذمّةٍ لم تغدِر

أَرأَيت خَطَّك لي وذِمَّتَك التي

قُطِعَت من الثوب الحرير الأَحمرِ

فأتي بها المُنْتابُ عنك مُسَفَّرا

نَحْوي فيا الله أَيُّ مُسَفَّرِ

ما إنْ أَرَدْتَ بَقِيَّتي وخديعتي

طَلَباً لتظفرَ بي فَقَدْ لم تظفرِ

قد كُنْتَ تبْرَأُ من عقودك كلها

قِبَلي فطُلْ من بعدها أَو أَقصرِ

لكنْ غَدَرْتَ وقَصَّرَتْ بك قدرةْ

قَعدتْ وهِمَّةُ عاجِز لم تقدِر

ما زِلْتُ أُخبْرُ عنك من لا قَيْتُهُ

بالغَدْر والحرسات عنك فيمتري

حتَّى أَتَيْت بما أَتَيْتَ فكان لي

أَقْوى دليلٍ أَنَّني لم أَفترِ

صدَّقْتَني عند الذين استكذبوا

قولي فمَهْما شِئْتَ إِصْنع أَو ذَرِ

والله حِلْفَةَ صادِقٍ إِنْ لم تَطِبْ

وتَكُفَّ من دَنَسِ العيوب وتَطْهُرِ

لأُعَمَّمنَّ بك الحميرَ الدُّغْمَ في

أَسْواقنا من كلّ أَجْدعَ أَبتر

ولأَجعلنَّك مَسْمَراً يُلْهَي به

في كلّ نادٍ للأَنام ومحضرِ

لا تحسب الرجلَ الذي بالغدر قد

أَضْحى لديك مُحَيَّراً لمُحيَّر

والله لو قَطَّعْتَهُ وذَرَيْتَهُ

في الريح ما أَفْزَعْتَ قلبي فَاشْعُرِ

إِنْ يَبْقَ يأْتِ برغم أَنْفِك سالِماً

أَو تُقْضَ ميتَتُهُ بكَفِّك أَثْأَرِ

هو من يَعِزُّ علىَّ إِلا أَنَّني

لم آس قطُّ لفائِتٍ من معشري

فَاشْددْ يَدَيْك به ولا تَفْكُكْ له

أَسْراً وقَدِّم فيه كلَّ مُؤَخَّر

أَمّا على الغدر الذي فاجأتَني

بقبيحه المُسْتَشْنَعِ المُسْتَنْكرِ

ووَسمْتَ نَفْسَك فيه بالخِزْي الذي

تبقى مواسِمُهُ بقاءَ الأَعْصُر

والعار عنِّي ساقِطٌ لكنَّه

هو لا حق لك يا خبيثَ العُنْصُر

أَو ما وأُمّك لو حَذَرْتُك يا بْنَها

ما راح نَحْوَك أَيُّ ذاك العسكرِ

ولجاسَ سيفي في خلال جسومهم

ما لا يُواريه ضريحُ الأَقْبُرِ

أَنتَ الخبيرُ بصِدْقِ ما أَنا قائِلٌ

وإِن اسْتَرَبْتَ بصِدْقِهِ فاستخبر

لكنْ أَثِقْتُ بذمَةٍ مشهورةٍ

قُرنَتْ بخَطٍّ من يَدَيْك مُحبَّر

فأُصِبْتُ مُغْتَرّاً بذلك مالِئاً

كَفَّىَّ من شَعْرٍ بوَجْهِك مدبر

نَبَتَتْ على الدُّغْم القباح أُصولُهُ

فتراه منها في قميصٍ أًغبرِ

قَبُحَتْ مَنابِتُهُ وقُبْحاً نابتاً

بسِوى الفضائح نَبْتُهُ لم يُثْمِرِ

ما زلْتَ تأْتي مِثْلَهُ مُتَسَتِّراً

لكنَّ في هاتا فلم تتستَّر

وكذا عقودُ الأَدعياءِ لأَنَّها

عن صحّةٍ من أَصْلها لم تصدُرِ

قُبْحاً لقومٍ قدًّموك عليهمُ

حتَّى حَلَلْتَ بساحة المتأَمّر

أَتُرَى لِنسْبَتِك الصحيحة أَم تُرَى

لِوَفاك أًم لسخائك المُثْعَنْجر

أَم للفصاحة تلك والأَدب الذي

قد حُزْتَهُ وبعِلْمِك المُسْتَغْزر

فلأَيّ شيءٍ تدَّعيه وما الذي

بشروطه هذا فبُحْ أَو أَضْمِر

إِنْ يُقعدوك ويستجيدوا ثانياً

عَيْراً من الحُمُرِ القِصار فأَجْدِرِ

لا فَرْقَ بينكما فإِنَّك مِثْله

في الخُلْق والخَلْق القبيح المنظرِ