هَل تَعرِفُ الدارَ عَفا رَسمُها

267

هَل تَعرِفُ الدارَ عَفا رَسمُها

بِالحَضرِ فَالرَوضَةِ مِن آمِدِ

دارٌ لِخَودٍ طَفلَةٍ رُؤدَةٍ

بانَت فَأَمسى حُبُّها عامِدي

بَيضاءَ مِثلَ الشَمسِ رَقراقَةٍ

تَبسِمُ عَن ذي أُشُرٍ بارِدِ

لَم يُخطِ قَلبي سَهمُها إِذ رَمَت

يا عَجَباً مِن سَهمِها القاصِدِ

يا أَيُّها القَرمُ الهِجانُ الَّذي

يَبطِشُ بَطشَ الأَسَدِ اللّابِدِ

وَالفَاعِلُ الفِعلَ الشَريفَ الَّذي

يُنمى إِلى الغائِبِ وَالشاهِدِ

كَم قَد أُسَدّي لَكَ مِن مِدحَةٍ

تُروي مَعَ الصادِرِ وَالوارِدِ

وَكَم أَجبنا لَكَ مِن دَعوَةٍ

فَاِعرِف فَما العارِفُ كَالجاحِدِ

نَحنُ حَمَيناكَ وَما تَحتَمي

في الرَوعِ مِن مَثنى وَلا واحِدِ

يَومَ اِنتَصَرنا لَكَ مِن عابِدِ

وَيَومَ أَنجَيناكَ مِن خالِدِ

وَوَقعَةَ الرَيِّ الَّتي نِلتَها

بِجَحفَلٍ مِن جَمعِنا عاقِدِ

وَكَم لَقينا لَكَ مِن واتِرٍ

يَصرِفُ نابَي حَانِقٍ حارِدِ

ثُمَّ وَطِئناهُ بِأَقدامِنا

وَكانَ مِثلَ الحَيَّةِ الراصِدِ

إِلى بَلاءٍ حَسَنٍ قَد مَضى

وَأَنتَ في ذَلِكَ كَالزاهِدِ

فَاِذكُر أَيادينا وَآلاءَنا

بِعَودَةٍ مِن حِلمِكَ الراشِدِ

وَيَومَ الاهوازِ فَلا تَنسَهُ

لَيسَ الثَنا وَالقَولُ بِالبائِدِ

إِنّا لَنَرجوكَ كَما نَرتَجي

صَوبَ الغَمامِ المُبرِقِ الراعِدِ

فَاِنفَح بِكَفَّيكَ وَما ضَمَّتا

وَاِفعَل فَعالَ السيدِ الماجِدِ

مالَكَ لا تُعطي وَأَنتَ اِمرُؤٌ

مُثرٍ مِنَ الطارِفِ وَالتالِدِ

تَجبي سِجِستانَ وَما حَولَها

مُتَّكِئاً في عَيشِكَ الراغِدِ

لا تَرهَبُ الدَهرَ وَأَيّامَهُ

وَتَجرُدُ الأَرضَ مَعَ الجارِدِ

إِن يَكُ مَكروهٌ تَهِجنا لَهُ

وَأَنتَ في المَعروفِ كَالراقِدِ

ثُمَّ تَرى أَنّا سَنَرضى بِذا

كَلّا وَرَبِّ الراكِعِ الساجِدِ

وَحُرمَةِ البَيتِ وَاَستارِهِ

وَمَن بَهِ مِن ناسِكٍ عابِدِ

تِلكَ لَكُم أُمنِيَّةٌ باطِلٌ

وَغَفوَةٌ مِن حُلُمِ الراقِدِ

ما أَنا إِن هاجَكَ مِن بَعدِها

هَيجٌ بِآتيكَ وَلا كابِدِ

وَلا إِذا ناطوكَ في حَلقَةٍ

بِحامِلٍ عَنكَ وَلا فاقِدِ

فَأَعطِ ما أَعطَيتَهُ طَيِّباً

لا خَيرَ في المَنكودِ وَالناكِدِ

وَأَنجِزِ الوَعدَ إِذا قُلتَهُ

لَيسَ الَّذي يُنجِزُ كَالواعِدِ

نَحنُ وَلَدناكَ فَلا تَجفُنا

وَاللَهُ قَد وَصّاكَ بِالوالِدِ

إِن تَكُ مِن كِندَةَ في بَيتِها

فَإِنَّ أَخوالَكَ مِن حاشِدِ

شَمُّ العَرانينِ وَأَهلُ النَدى

وَمُنتَهى الضيفانِ وَالرائِدِ

كَم فيهِمُ مِن فارِسٍ مُعلَمٍ

وَسائِسٍ لِلجَيشِ أَو قائِدِ

وَراكِبٍ لِلهَولِ يَجتابُهُ

مِثلَ شِهابِ القَبَسِ الواقِدِ

أَو مَلَأً يُشفى بِأَحلامِهِم

مِن سَفَهِ الجاهِلِ وَالمارِدِ

لَم يَجعَلِ اللَهُ بِأَحسابِنا

نَقصاً وَما الناقِصُ كَالزائِدِ

وَرُبَّ خالٍ لَكَ في قَومِهِ

فَرعٌ طَويلُ الباعِ وَالساعِدِ

يَحتَضِرُ البَأسَ وَما يَبتَغي

سِوى إِسارِ البَطَلِ الماجِدِ

وَالطَعنِ بِالرايَةِ مُستَمكِناً

في الصَفِّ ذي العادِيَةِ الناهِدِ

فَاِرتَح لِأَخوالِكَ وَاِذكُرهُمُ

وَاِرحَمهُمُ لِلسَلَفِ العائِدِ

فَإِنَّ أَخوالَكَ لَم يَبرَحوا

يُربُونَ بِالرِفدِ عَلى الرافِدِ

لَم يَبخُلوا يوماً وَلَم يَجبُنوا

في السَلَفِ الغازي وَلا القاعِدِ

وَرُبَّ خالٍ لَكَ في قَومِهِ

حَمّالِ أَثقالٍ لَها واجِدِ

مُعتَرِفٍ لِلرُزءِ في مالِهِ

وَالحَقِّ لِلسائِلِ وَالعامِدِ