وفـي يـوم بـدرٍ حـيــنَ بارزَ شيـبـة
179
وفـي يـوم بـدرٍ حـيــنَ بارزَ شيـبـة
بِــعَـــضــبِ حُـســامٍ والأسـنَّةــُ تَـلمَــعُ
فــبـــادره بـالســيــف حـتــى أذاقـه
حِـمــام المنـايـا والمنـيّـاتُ تَرْكَـعُ
وصــيّـــره نــهـــبـــاً لذئبٍ وقَــشْــعَــمٍ
عـليــه مـن الغِـربــان سـودٌ وأبقَـعُ
وفي يوم جاءَ المشـركـونَ بجـمـعِهـم
وعمـرو بن عبـدٍ في الحديـدِ مقـنَّعُ
فــجـــدَّله شِــلواً صــريـــعـــاً لوجـهِهِ
رَهـيــنـاً بقـاعٍ حولَه الضَّبْعُ تَخْـمَـعُ
وأهـلكــهــم ربّـي ورُدُّوا بِـغــيــظـهـم
كـمــا أُهـلِكَــتْ عـادُ الطـغـاةِ وتُبَّعُ
وفـي خاصـفِ النّعـلِ البيـانُ وعبـرةٌ
لِمـعــتَــبِــرٍ إذ قـال والنّعـلُ تُرقَـعُ
لأصـحــابــه فـي مـجــمــعٍ إن مـنـكـم
وأنــفـــسُــكــم شـوقــاً إليـه تَـطــلَّعُ
إمـامــاً عـلى تـأويــلِه غـيـرُ جائِرٍ
يُــقـــاتــل بَـعــدي لا يَـصِــلّ ويَهْـلَعُ
فـقــال أبـو بـكـرٍ أنا هو قالَ لا
فـقــال أبـو حـفـصٍ أنا هو فاسْـفَـعُ
فـــقـــال لهــم لا لا ولكــنّه أخــي
وخـاصــفُ نَـعــلي فـاعــرِفـوهُ المُرَقِّعُ
وفــي طــائرٍ جــاءت بــه أم أيـمــنٍ
بـيــانٌ لمـن بـالحـقِّ يَرضـى ويَقْـنَـعُ
فــقـــال إلهــي آتِ عــبـــدَك بــالذي
تُـــحــــبّ وحـــبُّ اللهِ أعــلى وأَرفَــعُ
ليــأكـــلَ مـن هـذا مـعــي ويـنــالَه
فــجـــاءَ عــليٌّ مــن يَـصُــدُّ ويَـمــنَــعُ
فـــــقــــــال له إنّ النــــبـــــيَّ ورده
عـلى حـاجــةٍ فـارجــع وكـلٌّ ليَـرجــعُ
فـــعــــادَ ثــلاثـــاً كــلّ ذاكَ يَــرُّده
فـأهـوى بتـأيـيـدِ إلى الباب يَقْـرَعُ
فــاســـمَــعــهُ القـرعَ الوصـيُّ لِبـابِهِ
فـقـال له ادخل بعـدَمـا كادَ يرجـعُ
وقــال له يَــشــكــو وقـد جـئتُ مـرّةً
وأخــــرى وأخــــرى كـــلَّ ذلك أَدفـــعُ
فَـــسَــــرَّ رســـولَ الله أكـــلُ وصـــيِّهِ
وأنـفُ الذي لا يَـشــتـهـي ذاك يُجـدعُ
وقــال له مــا إن يُــحـــبّـــك صــادِق
مــن النــاس إلاّ مــؤمـــنٌ مــتـــورِّعُ
ويَــقـــلاك إلاّ كــافـــرٌ ومــنـــافــقٌ
يـفــارقُ فـي الحـقّ الأنـامَ ويَخَـلَعُ
فـلمّــا قـضــى وحـي النـبـيّ دعا له
ولم يكُ صلّى العصـرَ والشمـسُ تَنْـزِعُ
فـرُدّت عـليــهِ الشمـسُ بعـد غُروبِهـا
فـصــار لهـا فـي أوّلِ الليـلِ مَطـلَعُ
وأسـكــنــه فـي مَـسـجـد الطُّهر وحدَه
وزوَّجـــه واللهُ مـــن شـــاءَ يَــرفَـــعُ
مـــجـــاوِرُهُ فــيـــه الوصــيُّ غــيـــرُه
وأبـوابــهــم في مسـجـدِ الطُّهرِ شُرَّعُ
فـقــال لهـم سُدّوا عن اللهِ صادقـاً
فـضَــنُّوا بـهــا عن سَدِّهـا وتمـنَّعـوا
فــقـــامَ رجــالٌ يــذكـــرونَ قــرابــةً
وما ثمّ فيـمـا يبـتـغي القومُ مَطمَعُ
فـعــاتــبــه فـي ذاك منـهـم معـاتِـبٌ
وكـــان له عـــمّـــاً وللعــمّ مَــوْضِـــعُ
فــقـــالَ له أخـرجــتَ عـمَّكــَ كـارهــاً
وأســكـــنـــتَ هــذا إن عـمّــك يَـجْــزَعُ
فـقــال له يـا عـمّ مـا أنا بالذي
فعـلتُ بكـم هذا بل الله فاقـنعوا
وقـد كـان فـي يوم الحدائقِ عبـرةٌ
وقـولِ رسـولِ الله والعـيــنُ تَـدمِــعُ
فـقــال عـليّ مـمّ تَـبــكـي فقـال مِن
ضـــغــــائنَ قـــومٍ شَــرُّهـــم أتــوقّـــعُ
عـلكَ وقـد يُبـدونـهـا بعـد مِيـتـتـي
فـمــاذا هُديـتَ اللهُ في ذاك يُصـنَـعُ
وفـي يـومِ نـاجــاه النـبــيُّ مـحـمـدٌ
يُــسِّر إليــه مــا يُــريـــد ويُــطْــلِعُ
فقـال أطال اليوم نَجـوى ابن عمّه
مـنــاجــاتُه بـغــيٌّ وللبـغــيِ مَـصــرع
فقـال لهم لست الغداة انتـجـيـتـه
بـل الله نـاجــاه فـلم يـتــورعــوا
فـأبــصـر دينـاراً طَريـحـاً فلم يزل
مُـشــيــراً بـه كَـفـاً يُنـادي ويُسـمِـعُ
فـمــال بـه والليـلُ يَـغــشـى سوادُه
وقـد هـمَّ أَهـل السُّوقِ أن يتـصـدَّعـوا
إلى بـيِّعــٍ سَـمــحِ اليـديــنِ مـبــاركٍ
تـوسّـم فيـه الخيـرَ والخيـرُ يُتْـبَـعُ
فـقــال له بِـعــنــي طـعـامـاً فبـاعَهُ
فـقــال لك الديـنــارُ والحَـبُّ أجمَـعُ
فـلا ذلك الديـنــارُ أُحـمــيَ تِـبــره
ولا الحَب ممّـا كان في الأرضِ يُزرَعُ
فـبــايــعــه جـبـريـلُ والضيـفُ أحمـدٌ
فـثــمَّ تنـاهـى الخيـر والبرّ أجمـع
وفـي أهـلِ نـجــرانٍ عـشـيَـة أقبـلوا
إليـه وحَـجُّوا بـالمـسـيـحِ فأبـدَعـوا
وردُّوا عــــليـــــه القـــولَ كُـــفــــراً
وقد سمِـعـوا ما قال فيـه وأروعوا
فقـال تعـالوا نَدعُ أبنـاءَنـا معـاً
وابـنــاءَكـم ثُمّ النسـاءَ فأجـمَـعـوا
وأنـفــسَــنــا ندعـو وأنفـسَـكـم معـاً
ليـجــمـعَـنـا فيـه من الأصلَ مَجْـمَـعُ
فقـالوا نعـم فاجـمـع نُباهِلْكَ بُكرةً
وللقـــومِ فـــيــــه شِـــرّة وتـــســــرُّعُ
فجـاؤوا وجاء المصـطـفـى وابنُ عمّه
وفـاطــمُ والسِـبــطـانِ كي يَتـضـرّعـوا
إلى اللهِ في الوقتِ الذي كان بينهم
فـلمّـا رَأَوْهم أحجـمـوا وتَضـعـضـعـوا
فـقــال له مـه يـا بُريـدةُ لا تَقـل
فــإن بــرغـــمـــي فــي عــليِّ تَـتَــبُّعُ
فـمــنِّيــ عـليَّ يـا بُـريــدةُ لم يَـزل
وإنّـي كـذا مـنـه على الحقِّ نُطْـبَـعُ
وليُّكــُم بَــعـــدي عــلي فـايــقــنــوا
وقــائِعَهُ بــعــد الوقـيــعــةِ تُـســرِعُ
بـتــوبــتــه مـســتــعــجــلاً خـابَ إنّه
بِـــســــبِّ عـــلي فــي لَظــىً يَــتَـــدرَّعُ