يا أيُّها الرجُل المبْدي عَدَاوَتَهُ
196
يا أيُّها الرجُل المبْدي عَدَاوَتَهُ
رَوّ لِنَفْسِكَ أيّ الأمْرِ تَأَتمِرُ
لاَ تَحْسَبَنِّي كَأقْوَامٍ مَلَكْتَهُمُ
طَوْعَ الأعِنَّةِ لَمَّا تَرْشَحُ العُذْرُ كذا
وَمَا عَلِمْت بِمَا أضْمَرْتَ منْ حَنَقٍ
حتَّى أَتَتْنِي بِهِ الرُّكْبَانُ والنُّذرُ
فإنْ نَفِسْتَ على الأمجَاد مَجْدَهُمُ
فَابْسُطْ يَدَيْكَ فإنْ الخَيْرَ مُبْتَدَرُ
واعْلَمْ بأنَّ عَلِيَّ الخَيْرِ مِنْ نَفَرٍ
مِثلِ الأهلَّةِ لا يَعْلُوهُمُ بَشَرُ
لا يَرْتَقِي الْحَاسِدُ الغَضْبَانُ مَجْدَهُمُ
مَا دَامَ بِالحَزْنِ مِنْ صَمَّائِهَا حَجَرُ
بِئْسَ الفَتَى أنْتَ إلاَّ أنَّ بَيْنَكُمَا
كَمَا تَفَاضَل ضَوءُ الشَّمْس والقَمَرُ
وَلاَ أخَالُكَ إلاَّ لَسْتَ مُنْتَهِياً
حتَّى يَمَسَّكَ من أظْفَارِهِ ظُفُرُ
لا تَحْمَدَنَّ امْرَءاً حتَى تُجَرّبَهُ
وَلاَ تَذُمَنَّ مَنْ لَمْ يَبْلُهُ الخَبَرُ
إنّي امْرؤٌ قَلَّمَا أُثَنِي عَلَى أحَدٍ
حَتَّى أرَى بَعْضَ مَا يَأتِي وَمَا يَذَرُ
إني إذا مَعْشَرٌ كَانَتْ عَدَاوَتُهُمْ
فِي الصَّدْر أوْ كانَ مِن أبْصَارِهِمْ خَزَرُ
أمْشِي الصوَاءَ لأقْوَامٍ أحاربُهُمْ
حَتَّى إذا ظَهَرَتْ لَدَيْهِمِ الفِقَرُ
جمَّعْتُ صَبرْاً جَرَامِيزيِ بِقَافِيَةٍ
لا يَبْرَحُ الدَّهْرَ مِنْهَا فِيهُمُ أثَرُ