الفارس والشجاع والشاعر الكبير سيف بن غزيل من قبيلة العجمان في عصر راكان كان نازل على ماء بجوار الأحساء من الناحية الغربية وله عادة بأن يشب الضو كل وقت عصر لجماعته، ذات مرة كان ذاهبا لجماعته في أول النهار ولما رجع قاصد أهله وإذا به يرى ضيوف وهم راحلين من أهله فلما وصل أهله سألهم عن الضيوف من اين أتوا؟
ومن أي جهة؟
فقلات له زوجته هؤلاء العجمان جاءوا الأحساء،
فقال سألتيهم عن حال الشيخ راكان؟ حيث أنه كان مريضا في الأحساء وهو في حالة خطيرة.
فقالت سألتهم وقالوا بأنه انتقل إلى جوار ربه.
تأثر وحزن على فقد رجل بحجم الشيخ ركان، فقيدة على الجزيرة العربية وعلى القبائل وعلى العجمان، مضرب مثل في جميع الصفات الحميدة.
سيّر عليه جماعته كالعادة في كل عصر، فلما أقبلوا عليه لم يجدوه مشعل النار، ولم يجهز القهوة، ووجدوه مكسور الخاطر ضيق البال حائر الفكر وشارد العقل.
سألوه فأخبرهم بما حدث للشيخ راكان، فحزنوا معه وحزنوا لحزنه، وقال قصيدته رثاء ليعبر عما في خاطره على فقد فارس وشيخ وشاعر بحجم راكان: