هَلِ القَلْبُ عَنْ دَهْمَـاءَ سَالٍ فَمُسْمِحُ
201
هَلِ القَلْبُ عَنْ دَهْمَـاءَ سَالٍ فَمُسْمِحُ
وتَـارِكُهُ مِـنْهَــا الخَيَـالُ المُبَـرِّحُ
وزَاجِرُهُ اليَوْمَ المَشِـيـبُ فَقَدْ بَدَا
بَـرَأْســيَ شَـيْــبُ الكَبْـرَةِ المُتَـوَضِّحُ
لقَدْ طَالَ مَا أَخْفَيْتُ حُبَّكِ في الحَشَا
وفي القَلْبِ حَتَّى كَادَ بِالْقَلْبِ يَجْرَحُ
قِـدِيــمــاً ولَمْ يَـعْــلَمْ بِذَلِكَ عَالِمٌ
وإِنْ كَـانَ مَـوْثُــوقــاً يَوَدُّ ويَنْـصَـحُ
فَـرُدِّي فُـؤَادِي أَوْ أَثِـيــبِـي ثَوَابَهُ
فَقَـدْ يمـلكُ المَرْءُ الكَرِيمُ فَيُسْجِحُ
سَـبَــتْــكَ بِمَـأْشُـورِ الثَّنَايَـا كَأَنَّهُ
أَقَاحِـي غَدَاةٍ بَاتَ بِالدَّجْـنِ يُنْـضَحُ
لِيَـالِيَ دَهْـمَــاءُ الفُـؤادِ كـأَنَّهــا
مَهَـاةٌ تَـرَعَّى بِـالفُــقَــيَّيــْنِ مُرْشِـحُ
تَـرَعَّى جَنَـابـاً طَيِّبـاً ثُمَّ تَنْـتَـحِـي
لأَعْيَـطَ مِنْ أَقْرَابِهِ المِسْـكُ يَنْـفَحُ
ولَوْ كَـلَّمَــتْ دَهْمَـاءُ أَخْرَسَ كاظِـمـاً
لَبَيَّنـَ بالتّـكْـليـمِ أَوْ كَادَ يُفْـصِـحُ
سِرَاجُ الدُّجَى يَشْفِي السَّقْيمَ كَلاَمُهَا
تُبَـلُّ بِهَا العَيْـنُ الطَّرِيفُ فَتُـنْجِحُ
كأن على فيـهـا جنـى ريق نحـلة
يـبــاكــره سـار مـن الثلج أملح
يُطِـيـرُ غُثَـاءَ الدِّمْنِ عَنْهُ فَيَنْتَفِي
بِـبِــيــشَــةَ عَـرْضٌ سَـيْــلُهُ مُـتَــبَــطِّحُ
كـأَنَّ صَـرِيـعَ الأَثْلِ والطَّلْحِ وَسْطَهُ
بَـخَــاتِــيُّ جُـونٌ سَـاقَهَــا مُـتَــرِّبــحُ
وخَـوْقَــاءَ جَـرْدَاءِ المَسَـارِحِ هَوْجَـلٍ
بِهَا لاِسْتِـدَاءِ الشّعْـشَـعَانَاتِ مَسْبَحُ
يُبَكِّي بِها البُومُ الصَّدَى مِثْلَمَا بَكَى
مَـثَــاكِــيـلُ يَفْـرِيـنَ المَدَارِعَ نُوْحُ
كأَنَّ عَسَـاقِـيـلَ الضُّحَى في صِمَادِهَا
إذَا ذّبْنَ ضَحْـلُ الدِّيمَـةِ المُتَضَحْضِحُ
قَطَـعْـتُ إِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ قَسْوَةَ السُّرَى
ولاَ السَّيْرَ رَاعِي الثَّلَّةِ المتَصَبِّحُ
عَــلَى ذاتِ إِسَــآدٍ كــأَنَّ ضُــلُوعَهَــا
وأَلْوَاحَهَا العُلْيَا السَّقِيفُ المُشَبَّحُ
جُـمَــالِيَّةــٍ يُـلْوِي بِـفَـضْـلِ زِمَامِهـا
تِـلِيــلٌ إِذَا نِـيــطَ الأَزِمَّةـُ شَرْمَـحُ
فَـقُــلْ لِلّذي يَـبْــغِــي عَـليَّ بِقَـوْمِهِ
أَجْـدّاً تَقُـولُ الحَقَّ أَمْ أَنْتَ تَمْـزَحُ
بـنَـو عَامِـرٍ قَوْمِـي ومَنْ يَكُ قَوْمُهُ
كَـقَــوْمِــي يَكُـنْ فِيـهِـمْ لَهُ مُنَـتَـدَّحُ
هِلالٌ ومَا تَمْـنَـعْ هِلالُ بْنُ عَامِرٍ
فَـمِــنْ دُونِهِ مُـرٌّ مِنَ المَوْتِ أَصْبَـحُ
رِجَـالٌ يُـرَوُّونَ الرِّمَـاحَ وتَـحْــتَهُــمْ
عَـنَــاجِــيــجُ مِـنْ أَوْلادِ أَعْوَجَ قُرَّحُ
هُمُ حَيُّ ذِي البُرْدَيْـنِ لاَ حَيَّ مِثْلُهُمْ
إِذَا أَصْبَـحَـتْ شَهْبَـاءُ بِالثَّلْجِ تَنْضَحُ
وحَـيُّ نُـمَــيْــرٍ إن دَعَـوْتُ أجَـابَـنـي
كِـرَامٌ إِذَا شُـلَّ السَّعـَامُ المُـصَــبَّحُ
لأَسْـيــافِهــمْ في كُلِّ يوْم كَريـهَـةٍ
خـذاريــفُ هـامٍ أوْ مَـعَــاصِــمُ سُـنَّحُ
وفي الغُرِّ مِنْ فَرْعَـيْ رَبِيعِةٍ عَامِرٍ
عَدِيـدُ الحَصَـى والسُّؤْدُدُ المُتَـبَحْبِحُ
هُـمُ مَلَؤُوا نَجْـداً ومِنْهُـمْ عَسَـاكِـرٌ
تَـظَــلُّ بِهَـا أَرْضُ الخَـلِيــفَـةِ تَدْلَحُ
وهُمْ مَلَكُـوا ما بَيْـنَ هَضْـبَةِ يَذْبُلٍ
ونَجْـرَانَ هَلْ في ذَاكَ مَرْعـىً ومَسْرَحُ
وشُـبَّاـنُـنَـا مِثْـلُ الكُهُولِ وكَهْلُنَـا
إذَا شَابَ قِنْـعَـاسٌ مِنَ القَوْمِ أَجْلَحُ
تَـحَــاكَـمُ أَفْنَـاءُ العَشِـيـرَةِ عِنْـدَهُ
كَثـيـراً فَيُـعْـطِـيـهَا الجَزِيلَ ويَجْزَحُ
لَنا حُجُـرَاتَ تَنْـتَهِـي الحَاجُ عنْدَهَا
وصُهْبٌ عَلَى أَثْبَـاجِهَـا المَيْـسُ طُلَّحُ