أتـيـنـاك نـبـكـي

584

أتـيـنـاك نـبـكـي هـــل سـمـعـت بـكـاءنـا أتـيـنـاك نــرثــي هــــل كـتـبــت رثــاءنــا

لــتــقــرأه فــــــي حـــضــــرة الله بــعــدنـــا فيجعـلـه نــور(ن) يضـيـيء سـمـاءنـا

أتـيـنــاك لـيـســت كـالــدمــوع دمـوعــنــا فـنـحـن بـذرنــا فـــي الــدمــوع دمــاءنــا

أتـيــنــاك والـدنــيــا تــزخـــرف نـفـسـهــا تــضــاجــع عـــبـــاد الــفــنــاء وراءنـــــــا

أتــيــنــاك نــشــكــو كــربــنــا وبـــلاءنــــا ونـبــعــث مـــــن أعـمـاقــنــا كــربــلاءنــا

ونــوقــظ فـــــي أحـداقــنــا كـــــل دمــعـــةٍ سـنـغــرق فـيـهــا صـبـحـنـا ومـسـاءنــا

رحـلــت وفـــي لــيــل الـشـتــاء تـركـتـنـا نـلـمـلـم مــــن بــيــن الــرمـــاد هـبــاءنــا

رحــلــت ولامــــاء ولـلـصـيــف ســطـــوة وكـــــــل ســـــــرابٍ يــســتــفــز دلاءنــــــــا

جــبــنـــا وكـــنــــا أغــبـــيـــاء وأنــــكــــرت نـــســـاء قـــريـــش جـبـنــنــا وغــبــاءنــا

فـــلا الأشـتــر النـخـعـي أقـحــم خـيـلـنـا ولا هــاشـــم الــمــرقــال هــــــز لـــواءنـــا

أردت لــــنــــا عـــــــــزاً وكــــنـــــا أذلـــــــــةٍ هـدمــنــا عــلـــى أنـقـاظــنــا كـبـريــاءنــا

فأمجـادنـا وهــم(ن) وتاريخـنـا ســـدى وأجـــــدادنــــــا مــاقـــتـــلـــو جـــبـــنـــاءنـــا

نــقـــوم الـلـيـالــي غــيـــر آبــهـــةٍ بـــنـــا وتـمـقــت أبــــواب الـســمــاء دعــاءنـــا

صليب النصارى ليس يحـزن حزنــــــنــــــا وأشقـى ثمـود لـيـس يشـقـى شقـاءنـا

تـركـنـاك مـــن أسـحــار بـابــل مـتـعــب ونـاديـتــنــا حـــتــــى مــلــلـــت نـــداءنــــا

فــمـــعـــذرةً يــــامــــن خــذلـــنـــاك مــــــــرةً وألـــفـــاً تــقــبــل عـــذرنــــا وانـحــنــاءنــا

بـلـلـنـا تــــراب الـقـبــر مـــــن عـبـراتـنــا وقـلـنـا لـــه مــرضــى فــارجــع دواءنــــا

وقـفـنـا عـلــى الأطـــلال يـومــاً ولـيـلـةً فـيـا موقـفـاً ســـر الأعـــادي وسـاءنــا

ولـمــا عـلــى الأطـــلال طـــال وقـوفـنــا وشــاركــنــا أهــــــل الـبـقــيــع عـــزاءنـــا

وجـدنـا كـمـا يعـقـوب ريـحــة يـوســفٍ فقلنا عسى من شاطىء الواد جاءنا

فــلــمــا دنــــــا مـــنـــا اذا هـــــــو آخـــــــر يقول حسين لم يغب بعـد …هـا أنـا

عـرفــنــاه عـــبـــدالله والـــنـــور واحــــــد بـــه طـــرزت كـــف الـبـتـول فـضـاءنــا

سـتـعــلــم أقـــطـــار الــســمــاوات أنـــنـــا لداعـي الهـدى الآتـي عقـدنـا ولاءنــا

رثينا ابن اسماعيـل بالدمـع والأسـى وبالشـعـر خـمـر الـوحـي يــا شعـراءنـا

وماهـو الا الشمـس غابـت وأشـرقـت وحـــيـــن رأيــنــاهـــا قـطــعــنــا رثـــاءنــــا