أسْعِـدانـي في الحُبِّ ما تعْـلَمانِ

168

أسْعِـدانـي في الحُبِّ ما تعْـلَمانِ

وقِـفــا لي فـقــد بَـدا العَلَمـانِ

ودَعـانــي أُجِـبْ بـدَمْــعــيَ شَـوقــاً

حـادثــاً مـا دعـاكُــمــا ودَعانـي

ما انتـظَـمْنا للأُنْسِ في سِلْكِ قُرْبٍ

أيُّهـَا الصّـاحـبـانِ فاغْـتَـنـمـانـي

واذْكُــرانـــي إذا بَـعُــدْتُ فـإنّــي

قَـمِــنٌ مـنــكُــمــا بأنْ تَذْكُـرانـي

هـو ما تَعْـرِفـانِ من بَرْحِ َشوقـي

فاعـذِرانـي الغَداةَ أو فاعْذُلاني

نَـمْــنَــمـتْ وَجْنـتـي دموعـي فَنـمَّتْ

يــومَ ســارتْ بَـواكــرُ الأظْـعــان

سِـرُّ وَجْـدي مُـسـتـودَعٌ في جُفـونـي

وهْو يَبْـدو إذا الحبـيـبُ جَفـاني

ظَـلمــونــي وقـد بـكَــيْــتُ لشَجْـوي

حـيــنَ لاقُـوا مَـلامــةَ الغَيْـران

أَخَـذوا حـيــثُ أكـتُــمُ السِّرَّ فيـه

وهُــمُ يــأْمُـــرونَ بــالكِـــتْـــمــان

بَـعْــدَ أنْ لم أجِدْ فُؤاديَ في صَدْ

ري جَعـلْتُ الأسرارَ في الأجفـان

يـا خَـليــليَّ خَـليّــانــي ومَـنْ أهْ

وَى وإنْ طـالَ مَـنْ هَـواهُ هَـوانــي

وأقِــلاّ لَوْمــي فـإنّــي أَرَى الدُّنْ

يــا بــإنـــســـانِ ذلكَ الإنـســان

ما نَسِـيـتُ العَهْد القديمَ ولا أَص

بــحَ نــاسٍ مَــنْ عَهــدُه أَسْـلانــي

فسـقَـى اللهُ ليلةَ القَصْـرِ والعَس

كـرُ قـد خَـيّــمــوا عـلى هَـمَــذان

مـا تَـذكّــرْتُهــا على النَّأيِ إلاّ

هَـيَّجــتْ لي بـذكــرِهــا أَشْـجــانــي

سـلَبـتْـنـي فيـهـا رُقادي و أَفرا

حـي ومن بَعْـدُ ما مضَـتْ أَحزانـي

هـو ذاكَ الفِـراقُ فـارقَــنــي نَـو

مـي ومـا عـادَ بَـعــدَه يَـلْقـانـي

قَصَّر الوَصْلُ ليلةَ القَصْـرِ منْ بَعْ

دِ تَــمـــادي تَــطـــاوُلِ الهـجْــران

رُبَّ بَــدْرٍ مــلأتُ عَــيـــنــيَّ مـنــه

طـالعــاً غَـيْــرَ أَنّه مـا هَـدانــي

عـاقِــداً للقَـبــاء منـه على خَطْ

طِــيّ رُمْــح يَهْـتَــز أَو خُـوطِ بـان

فـارســاً نـاظــرَيْهِ قـد أخَـذا لي

صَـوْلَجــانَــيْ صُـدْغَــيْهِ يـرتــكِـضـان

فَهُـمــا يَـضْــرِبــانِ لي كُرَةَ القَلْ

بِ المُـعـنَّى والحَلْبَـةُ الوَجْنَـتـان

وهْـو مـع ذاك مُـســمِـعٌ مُبْـدِعٌ حُلْ

وُ المَعـانـي فصـيـحُ نُطـقِ اللِّسان

بات يَشْـدو لنا وقد ضَمَّ في الحِضْ

نِ رَسيـلاً يُمْـلي عليـه الأغانـي

أَحْـدَبُ القَدِّ مُحـكَـمُ الشَّدِّ في حلْ

قـهِ شَـطْــرُ الحَـنِــيَّةــِ المِـرْنــان

وهْــــو ذو ألسُــــنٍ ولكـــنَّهــــ أَخْ

رَسُ إلاّ مـا استَـنْـطـقَـتْه اليَدان

فــبَـــيـــانـــي كــأنّه أَخَــذَ الأو

تـارَ مـنْه هَـواه مـمّــا يَـرانــي

والنَّدامَـــى فــي مَــجْـــلسٍ أَدَبــيٍّ

غــائبِ الرّاحِ شــاهِــدِ الرَّيْـحــان

تـتَــعــاطَــى مُـدامَ نَـظْــمٍ ونَـثْــرٍ

مــن كُــؤوس يُــشْـــرَبْــنَ بـالآذان

شُـعــراءٌ مـن بَـيْــنِ عُـرْبٍ وعُـجْــمٍ

نُـــظَــــراءٌ فـــي حِــدَّةِ الأذْهــان

كـلّمــا دارَ في الخَواطـرِ مَعْـنـىً

نــظَـــمـــوهُ فــدار فـي الألحـان

ذاك عَـصْــرٌ مـضَــى وقد جاء عَصْـرٌ

شَـدَّ مـا قـد تَـخــالَفَ العَـصْــران

حـالَ حـالي وحـالَ فـي إثْـرِه لوْ

نـي بـصَــرْفِ الزَّمـانِ ذي الألوان

زُرْتُ فـازْوَرَّتِ المـليــحــةُ إذْ حَـلْ

لَتْ بـحــالي وجِـســمــيَ العِـلّتــان

وهْي تَهوَى العِقْيانَ لا أَنْ تَرَى مِنْ

نِـيَ وجْهـاً فـي صُـفْـرة العِقْـيـان

واعْوِجـاجٌ بالدَّهـرِ أَن يَمْنَحَ الخَدْ

دَيْـنِ مـنّــي مـا تَـطْــلُبُ الكَفّـان

كيـف أَرجو نَيْـلَ الغِنَى في زَمانٍ

أنـا بـالنّــاسِ فـيــه ذو عِرفـان

ظَــلَّ مــالي وظَــلَّ عِــلْمــيَ فـيــه

وهُـمــا فـي نـهــايــةِ النُّقـْصــان

ورَضِـيــنــا بـقـسْـمَـةِ اللهِ إذ كا

نَ مُـحــالاً أَن يُـجْــمَــعَ الفَضْـلان

أَن يـكــونَ الزّمـانُ عَـيْـبـيَ أَوْلَى

بـيَ مـن أَن أَكـونَ عَـيْـبَ الزَّمان

طــاولَتْ مُــدةُ الصِّيـامِ شَـكــاتــي

وعَـرانــي من بَرْحِهـا ما عَرانـي

وكـــأنَّ الرّجــاءَ عــن كــلِّ خَــلْقٍ

حيـنَ أَفطَـرْتُ صامَ فيـهـا مكـاني

فـكــمِ الصّـومُ يـا رَجـائي وشَـوّا

لُ أَتــى قــاصـــراً يــدَيْ رَمَـضــان

قـال لا فِـطْـرَ أَو أَرى غُرّةَ الأُسْ

تاذِ بالسّـعْـدِ فهْـيَ عِيدُ الأماني

الّذي اعتـادَ جُودُه الغَمْرُ أَن يُسْ

رِفَ بَـذلاً حـتّــى أَقـولَ كَـفــانــي

والّذي يَشْـتـري الثّناءَ ويُعْطي ال

وَفْــدَ فــيـــه غَــواليَ الأثـمــان

مَـنْ بَـرى اللهُ شَـخْــصَه للبَرايـا

مِـنَــنــاً كُـلَّه بـغَــيْــرِ امْـتـنـان

ذو عَـــلاءٍ وذو عَــطـــاءٍ جَــزيـــلٍ

فـهْــو نـاءٍ مـنَ الورى وهْـو دان

مَـن ظُـبــاهُ ومَـنْ عِـداه جَمـيـعـاً

مـا تُـقــرُّ الغِرارَ في الأجفـان

ساحـةٌ ما خلَتْ بها ساعَةٌ في الدْ

دَهْــرِ للحــاســـدِيـــنَ والضـيِّفــان

مــن دَم ســائلٍ بــمـــلْء جُــفـــون

مـن مُـعــاديــهِ أَو بـمــلْءِ جِفـان

عـارضٌ للجـيــوشِ فـي الجودِ فَرْدٌ

ويــداه للمُــرتَـــجـــي عــارضـــان

تحـتَ أَعلامِه العَسـاكـرُ في الهَيْ

جا وتحـتَ الأقلامِ في الدِّيوان

هـو يُـمْــضـيـهـمُ فيَـمْـضـونَ والمِطْ

عـامُ أَصْـلُ الغَـنــاءِ للمِـطْــعــان

صــارمٌ مــن صـوارمِ المُـلْكِ مـاضٍ

وسَــديـــدٌ مـن أَسـهُــمِ السُّلـطــان

مُذْ تَولّى أَمرَ المظالمِ قالَ النْ

نــاسُ قــد عـادَ عَـدْلُ نُـوشَــروان

صــدَقَ القــائلونَ خُـصَّ بـذا الإس

مِ وذا النَعْـتِ في الزَّمان اثْنان

أنت حَقّـقْـتَ ما ادَّعَى ذاك والصّا

دِقُ مـن فَـجْــرِيَ الظَّلـامُ الثّانـي

مِــثْـــلمَـــا خُــطَّ والمُـؤخَّرُ مـمّــا

كـــتــــبــــوهُ مُـــقَــــدَّمٌ سَــطْـــران

لاحـــقٌ ســـابـــقٌ وكــم غَــلطـــاتٍ

كُــتـــبَــتْ فـي صَـحــائفِ الأزمـان

فـرعَــى اللهُ مَـنْ غـدا وهْـو راعٍ

غَـــيْـــرَ وانٍ لنــا ولا مُــتَـــوان

مَـنْ يُـعــانـي أمراً يُعـانُ عليـه

كـم مُـعــانٍ للأمـر غـيــرِ مُعـان

جـمَــع العـرْضَ والمَـظـالِمَ جَمْـعـاً

وهــمـــا فــي قــيــاســنــا ضِـدّان

فهْـو مازال آمراً بالعِـدا الأجْ

نـادَ أو نـاهِــيــاً عـنِ العُـدوان

تـــارةً يُــرهـــفُ الأســنـــةَ للرَّوْ

عِ وطَـوراً يَـثْـنـي شَبـا الخِرصْـان

بـنَــحــيــلٍ يَـظَــلُّ ذا دَمْـعــةٍ سَـو

داءَ تَـــجْــــري فـــي أوجُهٍ غُـــرّان

يَـكْــتــســي أنـمُــلَ الكُفـاةِ وإلا

فــهْـــو راضٍ بـوصــمَــةِ العُـرْيــان

ذو لســـانٍ كــأنّ فــي شَــقّهِ مَــشْ

قـاً يُـوالي الأسـجــاعَ كالكُهّـان

فهْـو أفعَـى وليس من أهلِ نَجْرا

نَ كـأفْــعَــى المَوصـوفِ بالنَّجـْران

يَرقُـمُ الطِّرْسَ وهْو كالأرقَمِ النَّضْ

نـاضِ يَـسْــعَــى لسـانُه شُـعْــبَـتـان

وكــــأن الكــــتــــابَ لمّـــا رأوه

لضَـــمـــيـــرِ الفــؤاد ذا إعــلان

عـاقَــبــوهُ عـمّــا يَبـوحُ بسـرِّ ال

مُـلْكِ طَـبْــعــاً فشُـقَّ وَسْطُ اللسان

يـا مَـطــافـاً للوَفدِ من كُلّ أرضٍ

ومُــحـــلَّى بــالعَـــدْلِ والإحـســان

عُهــدَتْ كَــعـــبـــةٌ وجـئْتَ فـصــارَتْ

للهُـدَى اليومَ والنّدَى كَعْـبـتـان

غيـرَ أنّي كالمُحْصَرِ العامَ بالأسْ

قــامِ عــن لَثْـمِ أَشْـرَفِ الأركـان

ورأيــتُ الطَّريــقَ أصـبــحَ كـالسِّلْ

كِ إليـه والنّـاسَ مـثْــلَ الجُمـان

وعـلى خـاطــري وخِـطــاري مـن دو

نِ قَــصـــدي ومَـقْــصــدي عُـقْــلَتــان

وجَــرى ذكْــرُه فــحَـــلَّ العِـقــالَيْ

يـنِ رَجـائي عن ناقَـتـي ولسانـي

وتَــجـــلَّتْ بــنـــاتُ فِـكْــري فـحُــلِّ

يَـتْ بدُرِّ الألفاظِ غُرُّ المعـانـي

فـتَهــنَّ النّـيــروزَ وازْدَدْ سُـروراً

فـهْــو عـيــدٌ مُـعــظَّمــٌ خُـسْـرُوانـي

جاء ذا الفِطْرُ كالمُصَلّي معَ السّا

بـقِ شَـوقــاً إليـك يَـسْــتَــبِــقــان

عَــــجَـــــمـــــيٌّ إمــــامُه عَـــرَبــــيٌّ

قــد ألمّــا فـليَهْــنِــكَ الزّائران

وصــبـــاحُ النَّيـْروزِ أوْلى صَـبــاحٍ

بالتَّهـادي لدى الورى والتَّهانـي

فَــتـــقَـــبَّلـــْ هَــديَّتـــي فـهْــيَ دُرٌّ

كــلُّ دُرٍّ ســواه فــي الأرضِ فــان

وابْـقَ مـا وشَّحـَ الرّيـاضَ رَبـيــعٌ

حــاكـــيــاً وَرْدُه خُـدودَ الحِـســان

خالداً يا ابْنَ خالدٍ لا يُطيقُ الدْ

دَهـرُ ما عاش هَدْمَ ما أنتَ بان

معلومات عن الشاعر: ناصح الدين الأرجاني

ناصح الدين أبو بكر أحمد بن محمد بن الحسين الأرجاني القاضي. شاعر ولد في أرجان وطلب العلم بأصبهان، ويكرمان، وقد تولى منصب نائب قاضي قضاة