أَتَـعــرِفُ رَسـمَ الدارِ قَفـراً مَنـازِلُه

284

أَتَـعــرِفُ رَسـمَ الدارِ قَفـراً مَنـازِلُه

كَجَـفـنِ اليَمـانِ زَخرَفَ الوَشيَ ماثِلُه

بِتَـثـليـثَ أَو نَجـرانَ أَو حَيـثُ تَلتَقي

مِنَ النَجـدِ في قَيـعـانِ جَأشٍ مَسائِلُه

دِيـارٌ لِسَـلمــى إِذ تَصـيـدُكَ بِالمُـنـى

وَإِذ حَـبــلُ سَلمـى مِنـكَ دانٍ تُواصُـلُه

وَإِذ هِـيَ مِـثــلُ الرَئمِ صيـدَ غَزالُهـا

لَهــا نَــظَـــرٌ ســاجٍ إِلَيـكَ تُـواغِــلُه

غَنـيـنـا وَما نَخـشـى التَفَـرُّقَ حِقـبَةً

كِلانـا غَريـرٌ ناعِـمُ العَيـشِ باجِـلُه

لَيـالِيَ أَقـتــادُ الصِـبــا وَيَـقـودُنـي

يَــجـــولُ بِـنــا رَيـعــانُهُ وَيُـحــاوِلُه

سَـمــا لَكَ مِـن سَـلمـى خَيـالٌ وَدونَها

سَــوادُ كَــثـــيـــبٍ عَـرضُهُ فَـأَمــايِــلُه

فَذو النيرِ فَالأَعلامُ مِن جانِبِ الحِمى

وَقُـفٌّ كَـظَهــرِ التُـرسِ تَجـري أَساجِـلُه

وَأَنّى اِهتَـدَت سَلمـى وَسائِلَ بَيـنَـنـا

بَـشــاشَــةُ حُـبٍّ بـاشَــرَ القَلبَ داخِلُه

وَكَــم دونَ سَــلمــى مِـن عَـدوٍّ وَبَـلدَةٍ

يَحـارُ بِها الهادي الخَفـيفُ ذَلاذِلُه

يَــظَـــلُّ بِهــا عَــيــرُ الفَـلاةِ كَـأَنَّهُ

رَقـيــبٌ يُـخــافــي شَـخــصَهُ وَيُـضــائِلُه

وَمـا خِـلتُ سَلمـى قَبـلَهـا ذاتَ رِجلَةٍ

إِذا قَـســوَريُّ اللَيلِ جيـبَـت سَرابِـلُه

وَقَـد ذَهَـبَــت سَـلمــى بِـعَــقــلِكَ كُـلِّهِ

فَهَـل غَـيــرُ صَـيــدٍ أَحرَزَتـهُ حَبـائِلُه

كَــمـــا أَحـرَزَت أَسـمــاءُ قَـلبَ مُـرَقِّشٍ

بِـحُــبٍّ كَـلَمـعِ البَرقِ لاحَت مَخـايِـلُه

وَأَنـكَــحَ أَسـمــاءَ المُـراديُّ يَبـتَـغـي

بِــذَلِكَ عَــوفٌ أَن تُــصـــابَ مَـقــاتِــلُه

فَـــلَمّـــا رَأى أَن لا قَــرارَ يُــقِـــرُّهُ

وَأَنَّ هَــوى أَســمــاءَ لا بُـدَّ قـاتِــلُه

تَـــرَحَّلــــَ مِـــن أَرضِ العِــراقِ مُــرَقِّشٌ

عَــلى طَــرَبٍ تَهـوي سِـراعــاً رَواحِـلُه

إِلى السَروِ أَرضٌ ساقَهُ نَحـوَها الهَوى

وَلَم يَـدرِ أَنَّ المَوتَ بِالسَـروِ غائِلُه

فَــغـــودِرَ بِــالفَـــردَيــنِ أَرضٍ نَـطــيَّةٍ

مَــســـيـــرَةِ شَهــرٍ دائِبٍ لا يُـواكِــلُه

فَـيــا لَكَ مِن ذي حاجَـةٍ حيـلَ دونَها

وَمـا كُلُّ ما يَهوى اِمرُؤٌ هُوَ نائِلُه

فَـوَجــدي بِـسَــلمــى مِـثــلُ وَجدِ مُرَقِّشٍ

بِـأَســمــاءَ إِذ لا تَسـتَـفـيـقُ عَواذِلُه

قَـضــى نَـحــبَهُ وَجـداً عَـلَيــهـا مُرَقِّشٌ

وَعُـلَّقــتُ مِـن سَلمـى خَبـالاً أُماطِـلُه

لَعَـمــري لَمَـوتٌ لا عُـقــوبَــةَ بَـعــدَهُ

لِذي البَثِّ أَشفـى مِن هَوىً لا يُزايِلُه

معلومات عن الشاعر: طرفة بن العبد

طرفة بن العبد وهو شاعر جاهلي، وصاحب معلقة فضّل بعض النقاد معلقته على كثير من الشعر الجاهلي، لما فيها من شعر إنساني وآراء بالحياة وبراعة