أَلَم تَـرِمِ الأَطـلالَ مِـن حَولِ جُعـشُـمِ

176

أَلَم تَـرِمِ الأَطـلالَ مِـن حَولِ جُعـشُـمِ

مَـعَ الظـاعِـنِ المُسـتَـلحِـقِ المُتَـقَـسِّمِ

إِلى عَـيــثَــةِ الأَطـهـارِ غَيَّرَ رَسمَهـا

بَنـاتُ البِلى مَن يُخـطِئِ المَوتَ يَهرَمِ

إِلى البِشـرِ فَالقَتاّرِ فَالجِسرِ فَالصَفا

بِـكــالِحَــةِ الأَنـيــابِ صَـمّــاءَ صِـلدِمِ

أَرَبَّتــ عَــلَيـــهـــا ُلَّ هَـوجــاءَ سَهـوَةٍ

زَفـوفِ التَـوالي رَحـبَــةِ المُـتَــنَــسِّمِ

إِبـارِيَّةــٍ هَـوجــاءَ مَـوعِـدُهـا الضُحـى

إِذا أَرزَمَـت جـاءَت بِـوِردٍ غَـشَــمــشَــمِ

زَفــوفٍ نِــيـــافِ هَــيـــرَعٍ عَــجــرَفِــيَّةٍ

تَرى البيدَ مِن إِعصافِها الجَرى تَرتَمي

نَـحِــنُّ وَلَم تَـرأَم فَـصـيـلاً وَإِن تَجِـد

فَــيـــافـــي غــيــطــانٍ تَهَـدَّجُ وَتَـرأَمِ

تَهُـبُّ مِنَ الغَورِ اليَمـانـي وَتَنـتَهـي

إِلى هُـدبِ الحُـوّارِ يـا بُـعـدَ مَسـعَـمِ

تَـبـيـتُ وَلَم تَهجَـع فَيُـصـبِـحُ ذَليلُهـا

لَهُ ثــائِبٌ يَــشـــقـــى بِهِ كُـلُّ مَـخــرِمِ

لَهـا مُـنــخُــلٌ تُـذري إِذا عَـصَـفَـت بِهِ

أَهـابِــيَّ سَـفــســافٍ مِـنَ التُربِ تَوأَمِ

إِذا عَـصَــفَــت رَسـمــاً فَـلَيــسَ بِـدائِمٍ

بِهِ وَتَـــدٌ إِلّا تَـــحِــــلَّةَ مُـــقــــسِــــمِ

يَــمـــانِـــيَّةـــُ مَـرّانُ شَـبــوَةَ دونَهـا

وَشَــيـــخٌ شَـآمٌ هَـل يَـمــانٍ بِـمُــشــئِمِ

فَــلِلَهِ مَــن يَــســـري وَنَـجــرانُ دونَهُ

إِلى ديرِ حَسـمـى أَو إِلى دَيرِ ضَمـضَـمِ

إِذا عَـرَضَــت مِـنــهــا بِـنَــجــدٍ تَحِـيَّةٌ

فَــإِنَّ لَهــا أُخــرى تَــخُــبُّ بِـمَــوسِــمِ

وَكَـم حَـلَّهــا مِـن تَـيَّحــانٍ سَـمَــيــدَعِ

مُصـافـي النَدى ساقٍ بِيَهـمـاءَ مُطـعَمِ

طَوي البَطـنِ مِتـلافٍ إِذا هَبَّتِ الصِبا

عَلى الأَمرِ غَوّاصٍ وَفي الحَيِّ شَيـظَـمِ

وَدُهــمٍ تُــصـــاديـــهــا الوَلائِدُ جَـلَّةٍ

إِذا جَهِـــلَت أَجــوافُهـــا لَم تَــحَـــلَّمِ

تَـــرى كُـــلَّ هِــرجـــابٍ لَجــوجٍ لِهِــمَّةٍ

زَفـوفٍ بِـشِــلوِ النـابِ جَوفـاءَ عَيـلَمِ

لَهــا زَجَــلٌ جُــنـــحَ الظَــلامِ كَــأَنَّهُ

عَـــجــــارِفُ غَـــيــــثٍ رائِحٍ مُـــتَهَــــزِّمِ

إِذا رَكَــدَت حَــولَ البُـيــوتِ كَـأَنَّمــا

تَـرى الآلَ يَـجــري عَـن قَنـابِـلِ صُيَّمِ

وَكَـومـاءَ تَحـبـو ما تَشـايَـعَ ساقُهـا

لَدى مِـــزهَــــرٍ ضــارٍ أَجَــشَّ وَمَــأتَـــمِ

وَذي بـضــدَنٍ أَو مَـســبِــلٍ فَـوقَ قـارِحٍ

جَـمــيــلِ الدُجـى يَـعـدو بِلَدنٍ مُقَـوَّمِ

إِذا اِنـفَــرَجَــت عَنـهُ سَمـاديـرُ حَلقِهِ

وَبُــردانِ مِــن ذاكَ الخِـلاجِ المُـسَهَّمِ

أَتـانــا طَـمــوحَ الرَأسِ عـاصِــبَ رَأسِهِ

فَـمَــن لَكَ مِـن أَمرِ العَمـاسِ المُلَوَّمِ

يُـصَـلّي على مَن ماتَ مِنّـا عَريـفُـنـا

وَيَـقــرَأُ حَتّـى يعـصِـبَ الريقُ بِالفَـمِ

عَـلِهــنَ فَـمــا نَـرجـو حَنـيـنـاً لِحِرَّةٍ

هِــجـــانٍ وَلا نَـبــنــي خِـبــاءً لِأَيـمِ

فَـيــا راكِـبــاً إِمّـا عَـرَضـتَ فَبَـلِّغَـن

قَــبـــائِلَنــا بِـالأَخــرَمــيــنِ وَجـورَمِ

وَبَـلِّغ أَبـا الوَجـنــاءِ مَـوعِـدَ قَومِهِ

بِحَـوريـتَ تَظـعَـن راغِبـاً غَيـرَ مُقـحَمِ

نَـأَت عَـن سَـبــيـلَ الخَيـرِ إِلّا أَقَلَّهُ

وَعَـضَّتــ مِـنَ الشَـرِّ القَـراحَ بِمُـعـظَـمِ

لِيَهــنِـــكُـــمُ أَنّــا نَـزَلنــا بِـبَــلدَةٍ

كِـلا مَـلَوَيــهــا مُـبـئِسٌ غَيـرُ مُنـعِـمِ

تُـمَــشّــي بِأَكـنـافِ البَليـخِ نِسـاؤُنـا

أَرامِـلَ يَـســتَــطـعِـمـنَ بِالكَـفِّ وَالفَمِ

نَــقـــائِذَ بِـرســامٍ وَحُـمّــى وَحَـصــبَــةٍ

وَجــوعٍ وَطــاعـــونٍ وَنَــقـــرٍ وَمَــغــرَمِ

أَرى نـاقَــتــي حَـنَّتــ بِلَيـلٍ وَشاقَهـا

غِـنــاءٌ كَـنَــوحِ الأَعـجَــمِ المُتَـوائِمِ

معلومات عن الشاعر: عمرو بن أحمر الباهلي

عمرو بن أحمر بن العمرَّد الباهلي، أبو الخطاب شاعر مخضرم من بني فَرَّاص، قال ابن الجراح: (شاعر فصيحٌ مقدّم على جميع نظرائه في فنون الشعر