بَنِيَّ اِهتَدوا في ما اِهتَدَيتُ سَبيلَهُ

408

بَنِيَّ اِهتَدوا في ما اِهتَدَيتُ سَبيلَهُ

فَأَكرَمُ هَذا الناسَ مَن كانَ هادِيا

عَنَيتُ زَماناً لَستُ أَعرِفُ ما الهُدى

وَقَد كانَ ذاكُم ضَلَّةً مِن ضَلالِيا

فَلَمّا أَرادَ اللَهُ رُشدي وَزُلفَتي

أَضاءَ سَبيلَ الحَقِّ لي وَهَدانِيا

فَأَلقَيتُ عَنّي الغَيَّ لِلرُشدِ وَالهُدى

وَيَمَّمتُ نوراً لِلحَنيفَةِ بادِيا

وَصِرتُ إِلى عيسى بنُ مَريَمَ هادِيا

رَشيداً فَسَمّاني المَسيحُ حَوارِيا

بَنِيَّ اِتَّقوا اللَهَ الَّذي هُوَ رَبُّكُم

بَراكُم لَهُ فيما بَرا وَبَرانِيا

لِنَعبُدَهُ سُبحانَهُ دونَ غَيرِهِ

لِنَستَدفِعَ البَلوى بِهِ وَالدَواهِيا

وَنُؤمِنَ بِالإِنجيلِ وَالصُحُفِ الَّتي

بِها يَهتَدي مَن كانَ لِلوَحيِ تالِيا

بَنِيَّ صَحِبتُ الناسَ ثُمَّ خَبِرتُهُم

فَأَفضُلُهُم أَلفَيتُ مَن كانَ واعِيا

وَأَلفَيتُ أَسناهُم مَحَلّاً وَمَنصِباً

رَشيداً عَنِ الفَحشاءِ وَالإِفكِ ناِهِيا

وَأَلفَيتُ أَوهاهُم لَدى كُلِّ أَمرَةٍ

مُضِلّاً لِتَضلالِ العَشيرَةِ غاوِيا

بَنِيَّ اِحفَظوا لِلجارِ واجِبَ حَقِّهِ

وَلا تَسلِموا في النائِباتِ المَوالِيا

وَشُبّوا عَلى فَرعِ اليَفاعَةِ نارَكُم

لِيَأتيها الضَيفُ الَّذي باتَ سارِيا

وَلا تَبدأوا بِالحَربِ مَن لَم يَكُن لَكُم

مِنَ الناسِ لِلعُدوانِ وَالظُلمِ بادِيا

وَمَهما اِزدَرَعتُم يابَنِيَّ فَإِنَّهُ

سَيُحصَدُ يَوماً بَذرُ ما كانَ زاكِيا

معلومات عن الشاعر: القديس الحارث بن كعب

الحارث بن كعب بن هو الحارث بن كعب بن عمرو بن عُلَة بن جلد بن مالك (مذحج) بن أُدد بن زيد بن يشجب بن عريب