ذَكَـرتُ وِصـالَ البـيـضِ وَالشَيـبُ شائِعُ

147

ذَكَـرتُ وِصـالَ البـيـضِ وَالشَيـبُ شائِعُ

وَدارُ الصِـبــا مِـن عَهـدِهِــنَّ بَـلاقِــعُ

أَشَـتَّ عِـمـادُ البَيـنِ وَاِختَـلَفَ الهَوى

لِيَقـطَـعَ ما بَيـنَ الفَريـقَـيـنِ قاطِـعُ

لَعَـلَّكَ يَـومــاً أَن يُـســاعِــفَـكَ الهَوى

فَـيَــجــمَــعَ شَـعــبَــي طِـيَّةــٍ لَكَ جامِـعُ

أَخـالِدَ مـا مِـن حاجَـةٍ تَنـبَـري لَنا

بِـذِكــراكِ إِلّا اِرفَـضَّ مِنّـي المَدامِـعُ

وَأَقـرَضــتُ لَيـلى الوُدَّ ثُـمَّتـَ لَم تُرِد

لِتَـــجـــزِيَ قَــرضـــي وَالقُــروضُ وَدائِعُ

سَـمَــت لَكَ مِـنـهـا حاجَـةٌ بَيـنَ ثَهمَـدٍ

وَمِـذعــى وَأَعـنــاقُ المَـطِــيِّ خَـواضِــعُ

يَسُـمـنَ كَمـا سامَ المَنـيـحـانِ أَقدُحاً

نَـحــاهُــنَّ مِـن شَـيـبـانَ سَمـحٌ مُخـالِعُ

فَهَـلّا اِتَّقَيـتِ اللَهَ إِذ رُعتِ مُحـرِمـاً

سَـرى ثُـمَّ أَلقـى رَحـلَهُ فَهـوَ هـاجِــعُ

وَمِــن دونِهِ تــيـــهٌ كَــأَنَّ شِـخــاصَهــا

يَــحُـــلنَ بِــأَمـــثـــالٍ فَهُــنَّ شَـوافِــعُ

تَـحِــنُّ قَـلوصــي بَـعــدَ هَـدءٍ وَهاجَهـا

وَمــيـــضٌ عَـلى ذاتِ السَـلاسِــلِ لامِـعُ

فَـقُــلتُ لَهـا حِـنّــي رُوَيـداً فَـإِنَّنــي

إِلى أَهـلِ نَـجــدٍ مِـن تِهـامَــةَ نـازِعُ

تَــغَـــيَّضـــُ ذِفــراهـــا بِــجَــونٍ كَـأَنُّهُ

كُحَـيـلٌ جَرى في قُنـفُـذِ الليتِ نابِعُ

أَلا حَيِّيـا الأَعرافَ مِن مَنبِتِ الغَضا

وَحَـيــثُ حَبـا حَولَ الصَريـفِ الأَجارِعُ

سَـلِمــتَ وَجـادَتــكَ الغُـيـوثُ الرَوابِعُ

فَـــإِنَّكــــَ وادٍ لِلأَحِـــبَّةــــِ جـــامِــــعُ

فَلَم أَرَ يا اِبنَ القَرمِ كَاليَومِ مَنظَراً

تَــجـــاوَزَهُ ذو حــاجَـــةٍ وَهــوَ طــائِعُ

أَتَـنــسَــيــنَ ما نَسـري لِحُبِّ لِقائِكُـم

وَتَهـجــيــرَنــا وَالبيـدُ غُبـرٌ خَواشِـعُ

بَنـي القَيـنِ لاقَيـتُـم شُجاعاً بِهَضبَةٍ

رَبـيــبَ حِـبــالٍ تَـتَّقــيــهِ الأَشـاجِــعُ

فَإِنَّكـَ قَيـنٌ وَاِبنُ قَيـنَـيـنِ فَاِصـطَـبِر

لِذَلِكَ إِذ سُـــدَّت عَــلَيـــكَ المَــطـــالِعُ

وَلَمّـا رَأَيـتُ النـاسَ هَـرَّت كِـلابُهُــم

تَـشَــيَّعـتُ إِذ لَم يَحـمِ إِلّا المُشـايِـعُ

وَجَهَّزتُ فــي الآفــاقِ كُــلَّ قَــصــيــدَةٍ

شَـــرودٍ وَرودٍ كُـــلَّ رَكـــبٍ تُـــنــــازِعُ

يَـجُــزنَ إِلى نَـجــرانَ مَـن كـانَ دونَهُ

وَيَــظـــهَــرنَ فـي نَـجــدٍ وَهُـنَّ صَـوادِعُ

تَـعَــرَّضَ أَمـثــالُ القَـوافــي كَـأَنَّهــا

نَـجــائِبُ تَـعــلو مِـربَــداً فَـتُــطــالِعُ

أَجِـئتُــم تَـبَــغَّونَ العُـرامَ فَعِـنـدَنـا

عُـرامٌ لِمَـن يَـبــغـي العَرامَـةَ واسِعُ

تَــشَـــمَّســُ يَـربــوعٌ وَرائِيَ بِـالقَــنــا

وَعـادَتُــنــا الإِقـدامُ يَـومَ نُـقــارِعُ

لَنــا جَــبَــلٌ صَـعــبٌ عَـلَيــهِ مَهـابَــةٌ

مَنـيـعُ الذُرى في الخِنـدِفِـيِّيـنَ فارِعُ

وَفي الحَيِّ يَربـوعٌ إِذا ما تَشَـمَّسـوا

وَفـي الهُـنــدُوانِـيّـاتِ لِلضَيـمِ مانِـعُ

لَنـا فـي بَنـي سَعـدٍ جِبـالٌ حَصـيـنَـةٌ

وَمُـنــتَــفَــدٌ فـي بـاحَــةِ العِزِّ واسِعُ

وَتَـبــذَخُ مِـن سَـعــدٍ قُـرومٌ بِـمَــفــزَعٍ

بِهِـم عِـنــدَ أَبـوابِ المُـلوكِ نُدافِـعُ

لِسَــعـــدٍ ذُرى عـادِيَّةــٍ يُهـتَــدى بِهـا

وَدَرءٌ عَـلى مَن يَبـتَـغـي الدَرءَ ضالِعُ

وَإِنَّ حِـمــىً لَم يَـحــمِهِ غَـيـرُ فَرتَـنـى

وَغَيـرُ اِبنِ ذي الكيرَينِ خَزيانُ ضائِعُ

رَأَت مــالِكٌ نَــبـــلَ الفَــرَزدَقِ قَـصَّرَت

عَنِ المَجدِ إِذ لا يَأتَلي الغَلوَ نازِعُ

تَـعَــرَّضَ حَـتّــى أُثـبِــتَــت بَيـنَ خَطـمِهِ

وَبَـيــنَ مَـخَــطِّ الحـاجِـبَـيـنِ القَوارِعُ

أَرى الشَيـبَ في وَجهِ الفَرَزدَقِ قَد عَلا

لِهــازِمَ قِــردٍ رَنَّحــَتـــهُ الصَــواقِـــعُ

وَأَنتَ اِبنُ قَيـنٍ يا فَرَزدَقُ فَاِزدَهِـر

بِـكــيــرِكَ إِنَّ الكـيــرَ لِلقَيـنِ نافِـعُ

فَـإِنَّكــَ إِن تَـنــفُــخ بِكـيـرِكَ تَلقَـنـا

نُـعِــدُّ القَـنـا وَالخَيـلَ يَومَ نُقـارِعُ

إِذا مُدَّ غَلوُ الجَريِ طاحَ اِبنُ فَرتَنى

وَجَــدَّ التِــجــاري فَـالفَــرَزدَقُ ظـالِعُ

وَأَمّا بَنـو سَعـدٍ فَلَو قُلتَ أَنصِـتـوا

لِتُـنــشِــدَ فـيــهِــم حَـزَّ أَنـفَـكَ جادِعُ

رَأَيتُـكَ إِذ لَم يُغـنِـكَ اللَهُ بِالغِـنـى

لَجَـــأتَ إِلى قَـــيــــسٍ وَخَـــدُّكَ ضـــارِعُ

أَلا إِنَّمــا مَــجــدُ الفَـرَزدَقِ كـيــرُهُ

وَذُخـرٌ لَهُ فـي الجَـنــبَـتَـيـنِ قَعـاقِـعُ

يَقـولُ لِلَيلى قَيـنُ صَعـصَـعَـةَ اِشفَـعـي

عَفـيـمـا وَراءَ الكيـرِ لِلقَيـنِ شافِـعُ

إِذا أَسـفَــرَت يَـومــاً نِـسـاءُ مُجـاشِـعٍ

بَـدَت سَـوءَةٌ مِـمّــا تُـجِــنُّ البَـراقِــعُ

مَـنــاخِــرُ شانَـتـهـا القُيـونُ كَأَنَّهـا

أُنـوفُ خَـنــازيــرِ السَـوادِ القَوابِـعِ

مَـبــاشــيــمُ عَن غِبِّ الخَزيـرِ كَأَنَّمـا

تُــصَـــوِّتُ فـي أَعـفــاجِهِــنَّ الضَـفــادِعُ

وَقَـد قَـوَّسَــت أُمُّ البَـعــيــثِ وَأُكرِهَـت

عَلى الزِفرِ حَتّـى شَنَّجـَتـهـا الأَخادِعُ

لَقَـد عَـلِمَــت غَـيـرَ الفِيـاشِ مُجـاشِـعٌ

إِلى مَن تَصـيـرُ الخافِـقـاتُ اللَوامِعُ

لَنا بانِـيـا مَجـدٍ فَبـانٍ لَنا العُلى

وَحـامٍ إِذا اِحمَـرَّ القَنـا وَالأَشاجِـعُ

أَتَـعــدِلُ أَحـســابـاً كِرامـاً حُمـاتُهـا

بِـأَحــســابِــكُــم إِنّي إِلى اللَهِ راجِعُ

لَقَـومِــيَ أَحـمــى لِلحَـقــيــقَـةِ مِنـكُـمُ

وَأَضــرَبُ لِلجَــبّــارِ وَالنَـقــعُ سـاطِــعُ

وَأَوثَــقُ عِــنـــدَ المُــردَفــاتِ عَـشِــيَّةً

لِحـاقــاً إِذا مـا جَرَّدَ السَيـفَ لامِعُ

وَأَمـنَـعُ جيـرانـاً وَأَحمَـدُ في القِرى

إِذا اِغبَرَّ في المَحلِ النُجومُ الطَوالِعُ

وَسـامٍ بِـدُهــمٍ غَـيـرِ مُنـتَـقِـضِ القِوى

رَئيــسٍ سَــلَبـــنـــا بَــزَّهُ وَهــوَ دارِعُ

نَدَسـنـا أَبا مَنـدوسَةَ القَينِ بِالقَنا

وَمـارَ دَمٌ مِـن جـارِ بَـيــبَــةَ نـاقِــعُ

وَنَـحــنُ نَـفَـرنـا حاجِـبـاً مَجـدَ قَومِهِ

وَمـا نـالَ عَمـروٌ مَجـدَنـا وَالأَقارِعُ

وَنَـحــنُ صَـدَعــنــا هـامَـةَ اِبنِ مُحَـرِّقٍ

فَـمــا رَقَـأَت تِلكَ العُيـونُ الدَوامِعُ

وَمـا بـاتَ قَـومٌ ضامِـنـيـنَ لَنا دَماً

فَــتـــوفِـــيَـــنــا إِلّا دِمـاءٌ شَـوافِــعُ

بِــمُـــرهَـــفَـــةٍ بـيــضٍ إِذا هِـيَ جُـرِّدَت

تَـأَلَّقُ فـيــهِــنَّ المَـنــايـا اللَوامِعُ

لَقَـد كـانَ يـا أَولادَ خَجـخَـجَ فيـكُـمُ

مُـــحَـــوَّلُ رَحــلٍ لِلزُبَــيـــرِ وَمــانِـــعُ

وَقَـد كانَ في يَومِ الحَوارِيِّ جارُكُـم

أَحاديـثُ صَمَّتـ مِن نَثـاهـا المَسـامِعُ

وَبِــتُّمـــ تَـعَــشَّونَ الخَـزيــرَ كَـأَنَّكــُم

مُـطَــلَّقَــةٌ حـيــنــاً وَحـيــنــاً تُراجَـعُ

يُــقَـــبِّحــُ جِـبــريــلٌ وُجـوهَ مُـجــاشِــعٍ

وَتَـنـعـى الحَوارِيَّ النُجـومُ الطَوالِعُ

إِذا قـيــلَ أَيُّ النـاسِ شَـرٌّ قَـبــيــلَةً

وَأَعـظَــمُ عـاراً قـيــلَ تِـلكَ مُـجـاشِـعُ

فَـأَصــبَــحَ عَوفٌ في السِلاحِ وَأَصبَـحَـت

تَـفُــشُّ جُـشــاءاتِ الخَـزيــرِ مُـجــاشِــعُ

نَدِمـتَ عَلى يَومِ السِبـاقَـيـنِ بَعـدَما

وَهـيــتَ فَـلَم يـوجَــد لِوَهـيِــكَ راقِـعُ

فَمـا أَنتُـمُ بِالقَـومِ يَومَ اِفتَـدَيـتُمُ

بِهِ عَـــنــــوَةً وَالسَــمـــهَـــرِيُّ شَــوارِعُ