ظلم الزمان

2894

جيـت أتظلـم سيـدي وأطلـبـك لـفـت النـظـر

هل تنصف المظلوم من ظلـم الزمـان اللـي وطـاه

معـذور لـو جيـت أعتـذر غيـري تعـذر وأنـعـذر

ماخطيـت لكـن الزمـان أخطـى وحملنـي خـطـاه

حقٍ علي أصبر ومن صبّر علـى شـيء صبـر

والصـبـر لــو فـيـه الـمـراره مــن مـلـذات الـحـيـاه

على سفينة حبكم ظميان في عـرض البحـر

هـبـت علـيـه العاصـفـه ثــم انتـثـر مـاعـون مـــاه

يبّـس شفايـاه الظمـا ولــي تصـبّـر مــا صـبـر

ولـي شـرب مـا البـحـر زاد الظـمـا عـلـى ظـمـاه

بـيـن الـبـدايـه والنـهـايـه لا إتـجــاه ولا مـفــر

يقـبـل ويقـفـي يستـديـر بــدون وجـهـه وإتـجــاه

والمـوت قـام إيــدارج التـابـوت لأبــواب القـبـر

والمـوج غاضـب والكفـن منسـوج بخـيـوط الـوفـاه

وحارت بعينه دمعته لوجات فـي صلـد الحجـر

ذاب الحجـر كمـا يـذوب الكحـل فـي عيـن الفتـاه

قطـع رجـاه مـن الحيـاه وبّركـه حـكـم الـقـدر

بــارك كـمـا يـبـرك بعـيـر شــال حـمـل مــا قــواه

مـا هـو بـوده يلفـظ أنفاسـه ولا حـولـه بـشـر

أمــــا صــديــق بـيّـحــه وإلا ولــــد عــــمٍ بــكــاه

وإلا عفيـفـاتٍ يـطـرَّنّ الـجـيـوب مـــن الـقـهـر

هذي رمـت عنهـا القنـاع وذي رمـت عنهـا العبـاه

علـى ظهـر سفينتـه يطـوي مسافـات العمـر

مستوحـش وحشـة نبـي الله يونـس فـي دجــاه

فجأه وهو ساهي خطف عينه سنا برق ظهر

يبرق علـى بعـد المـدا ويضيـح فـي الغبّـه سنـاه

وحنت مباكيـر الرعـود وهـب نسنـاس المطـر

ريح المطر يطرق وريده والسحـب غطـت سمـاه

وأسقاه ربي من سحابه وأنجلى عنه الضجـر

وشـرب وصـدّر وأرتـوى وأبحـر علـى درب النـجـاه

وتذكـرت يـا ظامـر السرجـوف يـا تـرف النحـر

يـا غايتـه ومنـاه فــي دنـيـاه ويــا شمـعـة هــواه

أنت السفينه والبحر لي جاك علمـي والخبـر

أنــت الظـمـا والـمـا بلـيّـا شــك وبــدون إشتـبـاه

البارحـه لـك وأمـس لـك واليـوم وأيـام العـمـر

اللـيـل ليـلـك والنـهـار يـشـع مــن خــدك ظـيــاه

يابـو جديـل أشقـر مثـل الشـعـاع إذا انتـشـر

والــلا كـمـا نـبـع الغـديـر الـلـي تـحــدر لـلـوطـاه

يابو حجـاج دارتـه تشبـه هـلال أتلـى الشهـر

والخشم سيف جّـرده حامـي السريـه مـن خبـاه

والعين نجديه ترعـرع فـي محاجرهـا السحـر

ليسـجـت برموشـهـا جــرت فــؤادي مــن عـــراه

خدٍ كما روض الزهر واللا قمـر خامـس عشـر

مـن استلـذ بحبتـه حــوّل عـلـى جـمـر الشـفـاه

جمر الشفاة اللـي تواقـد فـوق و ضـاح الثغـر

مبسـمـك لا وا هـنـي مـــن قـبـلـه و الا سـقــاه

ياقـوتـةٍ فــي رقـدتـك كـنــه مـــبللها الـخـمـر

خمـر الثمـان ومـن طعـم خمـر الثمـان أدرك منَـاه

والعنق عنق الجازيه لـي روّحـت حـل العصـر

لي روحت من بطن وادي وامرحت في اللي وراه

وتفاحـتـيـن بابـلـيـه فـــي بسـاتـيـن الـصــدر

الصـدر راوي والخصـر طـاوي كمـا خـصـر المـهـاه

فخذك فخذ بكـر تغـض الطـرف وتحـب الستـر

والسـاق تحفـه عــاج لا مثـلـه ولافــي مسـتـواه

واخضـاب كفـك جنـةٍ خضـرا علـي ضفـة نهـر

والـلا جنـاح الطـيـر لأذهــب حــس قـنـاصٍ رمــاه

هذي وصوفك يا لطيـف الـروح يالظبـي العفـر

وأنـت الـذي ربـي علـى كـل المزايـيـن اصطـفـاه

وأنت الذي طيفك يسامرني على ضوح القمر

أوسـده يمـنـاي وأقـلـب صفـحـة الـذكـرى مـعـاه

وقف ترى عمري بدونك يـا بعـد عمـري هـدر

والـلا تعـال أودعـك وأكـتـب مـعـك لهـلـي وصــاه

وصاة مجنون قضـى نحبـه وهـو يهـذي شعـر

يهذي بحب اللي غرس رمح المحبه فـي حشـاه

يا سيدي حلمك علي وأنا أعتذر عن مـا بـدر

أصفـح عـن المذنـب ولا تسمـع دعايـات الوشـاه

يـا ونتـي ونـة كسيـر عظـم ساقـه مــا جـبـر

و إلا فونًـه الأسحـم اللـي طارديـنـه مــن عـشـاه

وأنـا حصـان طمرتـه تعجـب عيونـك لـي عثـر

يصهـل صهـيـل الـعـز والـطـراد مــا يلـحـق مــداه

يـامـا علـيـك أجــر ونّــات العـشـايـا والـفـجـر

وأبـكـي كـمـا يبـكـي يتـيـم يكـسـر الخاطـربـكـاه

هـذا وانـا سيـدي جيـت أطلبـك لفـت النـظـر

هل تنصف المظلوم من ظلـم الزمـان اللـي وطـاه