عتيـم ليـل ٍ كـان ماينسـرا بــه

875

مرثية مهذل في والده الله يرحمه

——

عتيـم ليـل ٍ كـان ماينسـرا بــه

وش ذا الهموم اللي سـرت بالقناديـل

شيـب راس الغمـر بـأول شبابـه

من كثـر مامـرت عليـه الغرابيـل

كم يوم ٍ أضحكني وهـو ينبكـى بـه

وأبكتنـي أيـام تضحـك مهابـيـل

في خاطري شـي ٍ ولا ينحكـى بـه

ولا فـلا يعبـا لـي البـن والهـيـل

الله لـو إنـي حاضـر ٍمنـك يابـه

إن أنهبـك لـو المنـايـا معاجـيـل

إن أنهبـك ويقـال جـروه غـدا بـه

نهارنا نكمـن ونسـري مـع الليـل

أمسيـت دمعـي وابـة ٍ فـوق وابـه

وأصبحت وخدودي عليها وثـر سيـل

سقى الله قبـر ٍ كحـل عينـي ترابـه

لين يغـدي الريحـان فوقـه عثاكيـل

آحـب ساكـن حفـرة ٍفـي عـدابـه

حزني عليه مربّـق الجـدي وسهيـل

حـزن اليتّيـم ضاهديـنـه قـرابـه

أو الخلـوج اللـي تحـن لمداهـيـل

أو زاجـل ٍ واليـه طـول غيـابـه

أشـراف مكـه نـدّبـوه بمراسـيـل

عـز الله اللـي شايـب ٍ ينهـرا بـه

عليـه قطّـاع الطنـب يامشاكـيـل

أحـر مـن قـرح الفرنجـي جوابـه

هرجه يقرقع في صـدور الرجاجيـل

شيخ ٍ نهـار الشـان يحسـب حسابـه

إيجازه أبلـغ مـن جميـع التفاصيـل

ماردته مـن بيـر زيـد مهابـه

وأرحب على بيبانهـا بالجراميـل

سابر حَلَفْ والموت يصوي غرابه

مجاهـد ٍ ينطـح وجيـه المقابـيـل

كم من يتيـم ٍ فـي ذراه ألتـوى به

ابو اليتامـا فـي السنيـن المهازيـل

الله يتـمْ أجـره ويكـتـب ثـوابـه

والله ينعـى أهـل الكبـود المغاليـل

ليـل الشتـا اللـي مايفاخـت ذبابـه

كم جا على ضّـوه مـدارة هشاشيـل

تأخـرت مرثيـتـي فــي جنـابـه

وأسباب تأخيري ومـن دون تطويـل

أكتب ويمحـي الدمـع حبـر الكتابـه

ساع اكتب البيت أنمحى مابعـد قيـل

ماآقـول مـن عقبـه يفـك الطلابـه

وقول هو الأجيال جيـل ٍ بعـد جيـل

الشلـي ذكـره يبعثـه ويحيـا بــه

والنـذل ماتحييـه نفخـة إسرافـيـل

خانتني أقدامـي علـى أعتـاب بابـه

وعلى كفوفي طحت ماعاد بـي حيـل

لا تحسبـون إن النـجـوم إتّشـابـه

يفرق بعضها عن بعضهـا بتفضيـل

يارب قـاف ٍ يمـرع القلـب جابـه

ينْسـى السُمـاّر ســوق الفناجـيـل

أنا أشهـد إنـي كـان خذتـه نهابـه

وسجته بعيني سوجة الكحـل والميـل

وفي محزمـي علّقـت مـاه وزهابـه

نهارنا نكمـن ونسـري مـع الليـل

لا بد مـن يـوم ٍعلـى القـوم يابـه

َزْ الغلاصـم بالرهـاف المصاقيـل