فجرُ النُّبوة 196 في ذِكر استشهاد الإمام الحسين عليه السلام بواقعة الطّف بكربلاء : بَكَتِ البِطَاحُ دَمًا لِمُرتَحلِ السَّنَا والحُوتُ يَبكِيْ والبِحَارُ وأنجُمُ وَتَزَلزَلَ العرشُ العَظِيمُ لِمَا رأى وَتَحنَّنَ البيتُ الحَرامُ وَزمزمُ شَهرُ المُحرَّمِ قَدْ فُجِعتَ بِخَيرِ مَنْ حَفِظَ الإمامَةَ والعِدَا تتبَرَّمُ يَا سَيِّدَ الشُّهداءِ جُرحُكَ نازِفٌ وَلهُ الصُّروحُ الشَامخاتُ تُهدَّمُ نَاجَيتَ قَبرَ المُصطَفى بِتَوجُّعٍ عَظُمَ الفَسادُ وإنَّ قَتلكَ أعظَمُ سَلبُوكَ حَقَّ إمامةٍ ووِصَايَةٍ كُنتَ الأحقَّ بِهَا وَجدُّكَ يَعلمُ فَلتصطَبرْ يَا ابنِ بِنتِ مُحمَّدٍ تارِيخُهم بِالحقِّ لا يَتختَّمُ تارِيخُهُم أحيا الضلالَةَ والرَّدَى والحقُّ رُغمَ أنوفِهِمْ يَتكلَّمُ عَجَبًا لأرضِ الرَّافِدَينِ وأهلِهَا خانُوا مواثِيقَ الإمامِ وَحطَّموا بِصَفاحِهِمْ رَجَزَ الوجودُ مَناحَةً وأطلَّ يَبكِيْ الموتُ حِينَ تحزَّموا وَإليكَ ألافُ الرسائِلِ أُرسِلَتْ بِقُلوبِهم والسَّيفُ فَوقَكَ يَصرِمُ قَالَ الفَرزدَقُ يابنِ بِنتِ مُحمَّدٍ للهِ أمرٌ أنتَ فِيهِ سَتُحكَمُ قَادَتْكَ أطرافُ المَنِيَّةِ عارفًا وَلَقدْ عَلِمتَ غَداةَ فَجرِكَ تنقِمُ قُدتَ المَطِيَّ إلى البلاءِ فَقُلتَ فِيْ هذا المَكانِ غَدًا سَنُقتَلُ فَاعلَموا نُبئتَ يَا فَجرَ الإمامَةِ موعدًا وإلَيهِ تَمضِيْ كَيْ يُذَلَّ المُجرمُ بَاقٍ بتارِيخِ العُروبَةِ مَشهدًا وبِعاشِرِ الشَّهرِ المُحرَّمِ يُوسَمُ فَتوافَدوا آلَ النَّبِيّ جَميعُهم وَشَجَتْ لَهُم بِيضُ الحَمامِ وَهيثَمُ وغَدَا لهُم عِندَ الإلَهِ منازلاً واستَبشَرَتْ بِهِمُ السَّماءُ وَفاطِمُ وَمَع النَّبِيِّ المُصطَفى وَوَصِيِّهِ والمُجتَبى بَلَغوا الجِنَانَ وأُغنِمُوا ثَبَتَتْ قوائِمُ آلَ بَيتِ مُحمَّدٍ وَبِعَدلهِ ذُلَّ الطُّغاةُ وأُرغِموا وَنجا بِزَينِ العابِدِينَ لِكَيْ نَرى أنَّ الحَقيقَة وَجهُهَا مُتبسِّمُ وإذَا أتى يَومٌ بِوَجهٍ قاتِمٍ فالدَّهرُ للأعدَاءِ لَيلٌ مُظلِمُ ض نَهرُ الفُراتِ حُرِمتَ سُقيَا صَفوةٍ بِهِمُ الإمامةُ تَستقِيمُ وتُرسَمُ وَبِهِمْ معانِيْ الطُّهرِ تَشرحُ نَفسها وَتُنافِسُ المَاءَ القَراحَ وَتهزِمُ عَكَسَ الوجودُ تَصوّرًا لِجَواهِرٍ وَتَظلُّ فِيْ غَيبِ السَّماءِ تُكرَّمُ