فخرُ السَّماء 221 أفَاقَتْ مَقادِيرُ هَذا الوجود على كُربَةٍ قَدَّرَتها السَّماءْ يُذَرِّفُهَا الغَيمُ مِنْ مُقلَتَيهِ وَمِنها اشرأبَ التُّرابُ ابتِلاءْ فإنْ كَانَ شَأنُ الحُسَينِ ارتحالاً فَشأنُ الحَياةِ إليهِ ابتِدَاءْ وَشأنٌ له لا يؤولُ االحُسَينُ بهِ لعنةٌ لَيسَ مِنها انتِهاءْ وَهلْ للعِراقِ الخَؤونِ اعتِزَازٌ وَفِيهِ الظلومُ استَبَاحَ الدِّمَاءْ وَخَلَّدَ فيهِ الزَّمانُ المآسِيْ وَحَتَّى المُحرَّمُ يَبكِيْ افتِدَاءْ تألَّبَ جَمعُ المَنَايَا بِأرضٍ لِتَطوِيْ بِدَربِ الحُسَينِ الفَنَاءْ وَثَجَّتْ بِسَكرَاتِهَا للرِّمَاحِ وَنَالتْ بِذَاكَ الجِهَادِ الولاءْ فَهذا الوجودُ وَما فِي يَدَيهِ لِأجلِ الحُسَينِ استَحَبَّ الفِدَاءْ فَكَيفَ وَقدْ كَانَ فَجرُ الحَيَاةِ وَلِلخُلدِ يَبقى الإمامُ اصطِفاءْ وَكَيفَ لأعمارنَا مِنْ دَوامٍ وفيها الفناءُ استجابَ النِّدَاءْ فَمُذْ غابَ نَجمُ الحُسينِ انتفانَا زمانٌ وَكمْ مِنهُ ضُقنا العناءْ وَها نحنُ نُقتلُ فِيْ كُلِّ عامٍ لِذِكرى بِها كم نَزَفنا الدِّماءْ وَها نَحنُ نَفنى لِذِكرِ الحُسَينِ ولا عَجَبٌ حِينَ يَفنَى الفَنَاءْ