ما أَقَلَّ اِعتِـبـارَنـا بِالزَمـانِ

242

ما أَقَلَّ اِعتِـبـارَنـا بِالزَمـانِ

وَأَشَـدَّ اِغـتِــرارَنـا بِالأَمـانـي

وَقَــفـــاتٌ عَــلى غُــرورٍ وَأَقـدا

مٌ عَــلى مَــزلَقٍ مِـنَ الحِـدثــانِ

فــي حُــروبٍ عَـلى الرَدى وَكَـأَن

نا اليَومَ في هُدنَةٍ مَعَ الأَزمانِ

وَكَـفــانــا مُـذَكِّراً بِالمَـنـايـا

عِـلمُــنــا أَنَّنـا مِـنَ الحَيـوانِ

كُــلَّ يَــومٍ زَريـئَةٌ فـي فُـلانٍ

وَوُقـــوعٌ مِـــنَ الرَدى بِــفُـــلانِ

كَم تَرانـي أَضَلُّ نَفـسـاً وَأَلهو

فَــكَـــأَنّــي وَثِـقــتُ بِـالوَخَــدانِ

قُل لِهَذي الهَوامِلِ اِستَوثَقي لِل

سَيـرِ وَاِستَـنـشَـزي عَنِ الأَعطانِ

وَاِستَـقيمي قَد ضَمَّكِ اللَقَمُ النَه

جُ وَغَــنّـــى وَراءَكِ الحــادِيـــانِ

كَم مَحـيـدٍ عَنِ الطَريقِ وَقَد صَر

رَحَ خَـلجُ البُـرى وَجَذبُ العِرانِ

نَنـثَـنـي جازِعينَ مِن عَدوَةِ الدَه

رِ وَنَرتـاعُ لِلمَنـايـا الدَواني

جَفلَةُ السِربِ في الظَلامِ وَقَد زُع

زِعَ رَوعـاً مِـن عَـدوَةِ الذُؤبـانِ

ثُمَّ نَنـسـى جُرحَ الحِمامِ وَإِن كا

نَ رَغيـبـاً يا قُربَ ذا النَسيانِ

كُـلَّ يَـومٍ تَـزايُــلٌ مِـن خَـليــطٍ

بِـالرَدى أَو تَـبــاعُــدٌ مِـن دانِ

وَسَواءٌ مَضـى بِنـا القَدَرُ الجِد

دُ عَـجــولاً أَو ماطَـلَ العَصـرانِ

يا لَقَومـي لِهَذِهِ الصَيـلَمِ الصَ

مـاءِ عَنَّتـ وَالنازِلِ الأَروَنانِ

هَـل مُـجــيــرٌ بِذابِـلٍ أَو حُسـامٍ

أَو مُـعــيــنٌ بِـسـاعِـدٍ أَو بَنـانِ

مَـضـرَبٌ مِن مَضـارِبـي فَلَّهُ الدَه

رُ وَغُـصــنٌ أُبـيــنَ مِن أَغصـانـي

نَـسَــبٌ ضـارِبٌ إِلى هـاشِـمِ الجو

دِ وَفَـــرعٌ نـــامٍ إِلى عَــدنـــانِ

حُفـرَةٌ أَطبَـقَـت عَلى واضِحِ الأَث

وابِ فـي المَجـدِ طَيِّبـِ الأَردانِ

خُــلُقٌ كَــالرَبــيــعِ رَوَّضَهُ القَـط

رُ وَصَــدرٌ صــافٍ مِـنَ الأَضـغــانِ

وَجِـنــانٌ ماضٍ عَلى رَوعَةِ الخَط

بِ وَنَــفـــسٌ كَـثــيــرَةُ النَـزَوانِ

لا زِمٌ شُـرعَـةَ الوَفاءِ يَرى حِف

ظَ التَصـافـي ديناً مِنَ الأَديانِ

شَيَّعـوهُ بِالدَمـعِ يَجـري كَما شُي

يِـعَ غُـدواً بَـواكِــرُ الأَظـعــانِ

كُـلُّ عَـيــنٍ قَـريــحَــةٍ تَـتَــلَقّــا

هُ بَــوادٍ مِــن دَمــعِهـــا مَـلآنِ

قَد مَرَرنـا عَلى الدِيارِ خُشوعاً

وَرَأَينـا البِنـى فَأَيـنَ الباني

وَجَهِـلنــا الرُسـومَ ثُمَّ عَرَفـنـا

فَـذَكَــرنـا الأَوطارَ بِالأَوطـانِ

جَـمَــحَــت زَفـرَةٌ بِـغَــيــرِ لِجـامٍ

وَجَـرَت دَمـعَــةٌ بِـغَــيــرِ عِـنــانِ

فَاِلتِفاتاً إِلى القُرونِ الخَوالي

هَل تَرى اليَومَ غَيرَ قَرنٍ فَاني

أَينَ رَبُّ السَديرِ وَالحيرَةِ البَي

ضـاءِ أَم أَيـنَ صـاحِـبُ الإيوانِ

وَالسُـيـوفُ الحِدادُ مِن آلِ بَدرٍ

وَالقَنـا الصُمُّ مِن بَني الدَيّانِ

طَرَدَتـهُـم وَقائِعُ الدَهرِ عَن لَع

لَعَ طَـردَ السِـفــارِ عَـن نَجـرانِ

وَالمَواضـي مِن آلِ جَفـنَـةَ أَرسى

طُـنُــبــاً مُلكُهُـم عَلى الجَولانِ

يَكـرَعـونَ العُقارَ مِن فَلَقِ الإِب

ريزِ كَرعَ الظِمـاءِ في الغُدرانِ

مِن أُباةِ اللَعنِ الَّذينَ يُحَـيّو

نَ بِهـا فـي مَعـاقِـدِ التِيـجـانِ

تَـتَــراءاهُــمُ الوُفودُ بَعـيـداً

ضـارِبــيــنَ الصُـدورَ بِالأَذقـانِ

فـي رِيـاضٍ مِـنَ السَـمـاحِ حَوالٍ

وَجِـــبــــالٍ مِــنَ الحُــلومِ رِزانِ

وَهُـمُ الماءُ لَذَّ لِلناهِـلِ الظَم

آنِ بَــرداً وَالنــارُ لِلحَـيــرانِ

كُلُّ مُسـتَـيـقِـظِ الجَنـانِ إِذا أَظ

لَمَ لَيـلُ النَـواسَــةِ المِـبـطـانِ

يَغـتَـدي في السَبـابِ غَيرَ شُجاعٍ

وَيُـرى في النِزالِ غَيـرَ جَبـانِ

ما ثَنَـت عَنـهُـمُ المَنونَ يَدٌ شَو

كــاءُ أَطــرافُهــا مِـنَ المُـرّانِ

عَــطَـــفَ الدَهـرُ فَـرعَهُــم فَـرآهُ

بَعـدَ بُعدِ الذَرى قَريبَ المَجاني

وَثَنَـتـهُـم بَعدَ الجِماحِ المَنايا

في عِنـانِ التَسـليـمِ وَالإِذعانِ

عُطِّلـَت مِنـهُـمُ المَقـاري وَباخَت

فـي حِـمـاهُـم مَواقِـدُ النيـرانِ

لَيسَ يَبـقـى عَلى الزَمانِ جَريءٌ

فـي إِبـاءٍ وَعـاجِــزٌ فـي هَـوانِ

لا شُـبــوبٌ مِنَ الصُوارِ وَلا أَع

نَـقُ يَـرعــى مَـنـابِـتَ العُلجـانِ

لا وَلا خاضِـبٌ مِنَ الرُبدِ يَختا

لُ بِــرَيـــطٍ أَحَـمَّ غَـيــرِ يَـمــانِ

يَـرتَــمــي وُجهَـةَ الرِئالِ إِذا آ

نَـــسَ لَونَ لإِظــلامِ وَالإِدجــانِ

وَعُـقــابُ المَـلاعِ تُلحِـمُ فَرخَـي

هـا بِـإِزليــقَــةٍ زَلولِ القِنـانِ

نابِـلاً في مَطـامِـحِ الجَوِّ هاتي

كَ وَذا فـي مَهـابِــطِ الغـيـطـانِ

لَو لَوى عَـنــكَ رائِعَ الخَطـبِ ذَبٌّ

أَو رَمَـت دونَـكَ الحِـمـامَ يَدانِ

لَوَقـتَــكَ الرَدى نُـفــوسٌ عَزيـزا

تٌ وَأَيــدٍ مَــليــئَةٌ بِـالطِــعــانِ

وَرِجـالٌ إِذا دَعـوا غُـدوَةَ الرَو

عِ وَقَــد خَــفَّ جـانِــبُ الأَقـرانِ

شَـمَّروا يَطـلُبـونَ ناشِـئَةَ الصَو

تِ خَـنــاذيــذَ كَـالقَـنـيِّ اللَدانِ

لا أَغَبَّ الرَبيـعُ تُربَـكَ مِن نو

رٍ هِـجــانٍ وَمَـنــظَــرٍ إِضـحِــيــانِ

وَحَـدا البَـرقُ كُـلَّ يَـومٍ إِلَيـهِ

عَجِـلَ القَطـرِ بِالنَـسيمِ الواني

في جِبـالٍ مِنَ الغَمـامِ كَأَنَّ ال

لَيـلَ يَـرمــي رِعـانَهــا بِرِعـانِ

هَـزِجــاتٌ مِـنَ البُـروقِ كَـأَنَّ ال

بُـلقَ فيـهـا مَجـرورَةُ الأَرسانِ

بَـعـدَمـا كُنَّ كَالشُـفـوفِ تَراهُـن

نَ خَــفِـــيّــاتٍ نَـقِــيَّةــَ الأَلوانِ

نَشـءُ مُزنٍ كَأَنَّ في الأُفقِ مِنهُ

نَفَسَ القَينِ في الحُسامِ اليَماني

أَو كَـمــاوِيَّةــِ الصَنـاعِ عَلاهـا

صَـدَأُ اللَونِ بَـعــدَ طـولِ صِيـانِ

لا حَمَـت بَيـنَهُ الرِياحُ فَأَوفى

كَـمَــجَــرِّ الأَنـقـاءِ وَالكُثـبـانِ

تَمـتَـريـهِ هَوجـاءُ مِن قِبَلِ الغَو

رَيـن نَـزعَ الدِلاءِ بِـالأَشـطـانِ

تَحـفِـزُ القَطرَ كُلَّما جَلجَلَ الرا

عِـدُ حَـفــزَ الحَـنِـيَّةـِ المِرنـانِ

كَعِـيـابِ الدُروعِ أَسمَـعَ رَكضُ ال

خَـيـلِ فيـهـا خَشـاخِـشَ الأَبدانِ

لَو تَراخَـت تِلكَ الرِياحُ لَأَرسَل

تُ رِيــاحَ الزَفــيــرِ وَالإِرنـانِ

لَو وَنـى ذَلِكَ الغَـمــامُ لَأَطـلَق

تُ مَـزادَ الدُمـوعِ مِن أَجفـانـي

فَعَـلَيـكَ السَلامُ مِن خاشِعِ النا

ظِـرِ مُـســتَــســلِمٍ لِرَيبِ الزَمانِ

يَنـظُـرُ الدَهرَ بَعدَ يَومِكَ وَالنا

سَ بِـعَــيــنٍ وَحـشِــيَّةــِ الإِنسـانِ

وَيَرى الأُنسَ لَستَ مِن حاضِـريهِ

وَحـشَــةً وَالجَـمــيــعَ كَالوِحـدانِ

مُعـطِياً لِلعِدا بِهِ الواهِنَ الضا

رِعَ بَـعــدَ الأَنـصـارِ وَالأَعوانِ

أَذكَـرَتــهُ أَيّامُ هَذا التَنـائي

ما مَضى مِن أَيّامِ ذاكَ التَداني

لَم يَكُـن غَيرَ قَبسَةِ الفَرِقِ العَج

لانِ وَلّى وَنَهــــلَةِ الظَــــمــــآنِ

أَصــدِقـــائي أَقــارِبـــي وَأَخِـلّا

ئي قَـبــيــلي وَإِخوَتـي إِخوانـي

فَاِمـضِ لا غَرَّنـي الزَمانُ بِعَهدٍ

فـي خَـليــلٍ وَلا بِـعَـقـدِ ضَمـانِ

قَد تُخَلّى النَفسُ الحَبيبَةُ بِالرُغ

مِ وَقَد يُبـعَـدُ القَريـبُ الداني

صُرِفَ الطَرفُ عَنـكَ لا عَن تَقالٍ

وَأُقِـلَّ اللِقـاءُ لا عَـن تَوانـي

معلومات عن الشاعر: الشريف الرضي

محمد بن الحسين بن موسى، أبو الحسن، الرضي العلوي الحسيني الموسوي. أشعر الطالبيين على كثرة المجيدين فيهم. مولده ووفاته في بغداد، انتهت إليه نقابة الأشراف